تدقيق: ملاك الدوسري

ساعد الإنترنت في تحرير العالم،  فأصبح بالإمكان تدفق المعلومات، وسمح الإنترنت لمستخدميه بأن يتلاعبوا بهوياتهم مناقضين بذلك كل التصورات القديمة الراسخة لمفهوم الشخصية الفردية، وقد أخبر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أن محاولة وضع حدود لاستخدام الإنترنت هي “نوعًا ما بمثابة محاولة تثبيت حلوى الجيلاتين على الجدار“.

 هناك خطأ يتلخص في الاعتقاد أن الإنترنت قادر على حل جميع المشكلات وأن المستقبل سيكون أفضل بفضل التقنية. هذا ليس أمرًا مفاجئًا فالهدف من التقنية هو حل المشكلات، حيث أن التقنية تجلب إمكانيات لم يكن لها وجود من قبل وهي تقوم بذلك على نحو موثوق.

هناك دوافع أخرى تحرك الابتكارات، فالمؤسسات التجارية يكون لديها أهداف تختلف عن أهداف المستخدمين، ولصياغة ذلك بعبارة أخرى يمكن القول بأن الهدف الأساسي للكثير من المنتجات هو الربح، قيمة المقايضة وليس قيمة الاستعمال، وهذا المنطق يُحزن كثيراً، فحين تساق المؤسسات التجارية خصيصاً بواسطة الأرباح، لا يجب أن نتفاجأ عندما تكون أدواتهم غير ضرورية في أحسن الأحوال.

تشمل حياة البشر تعارض القيم عموماً، ولهذا السبب فإنه من السذاجة الاعتقاد أن هذه المشكلات سوف تحل في المستقبل، فلن يكون هناك زمن أبداً بدون خلافات بغض النظر عن سرعة تطور التقنية، حتى إذا اتفق الجميع على تحديد هذه الصعوبات وعلى طريقة التغلب عليها.

نحن جنس يصنع الأدوات ولسنا أنفسنا أدوات، فلدينا أهدافنا وفي الواقع نحن بذاتنا نعتبر أهداف. فبإمكان التقنية أن تدفع وتحفز وتشجع ويمكنها تضخيم الأشياء أو تقليلها وكذلك تسريعها أو إبطائها. إن التقنية ليست بالمتفرج المحايد إلا أن قوتها محدودة ووعيها لا وجود له.

المصدر