لماذا نُشمّر عن سواعدنا لنتلقى اللقاح في الذراع؟ إليكم السبب

ترجمة بتصرّف لمقال:(Here’s The Reason Why We Roll Up Our Sleeves And Get Shots in The Arm
By Libby Richards)

مصدر الصورة: Unsplash

الكاتبة: ليبي ريتشاردز
الترجمة: مها حمد
التدقيق والمراجعة: سلمى عبدالله @salma1abdullah


شمّر الملايين عن أذرعهم لتلقي لقاح كورونا ١٩، لكن لمَ لا يشمّرون عن سيقانهم بدلًا من ساعديهم؟
لماذا نتلقى معظم الحقن في أذرعنا؟
أُجيب عن هذا السؤال كثيرًا؛ لأنني أستاذ مشارك في التمريض مع خلفية في الصحة العامة وأمٌّ لطفلين فضوليين، وهنا التفسير العلمي خلف السبب لتلقي معظم جُرع اللقاحات في أذرعنا.

من الجدير بالذكر أنّ معظم -وليس كل- اللقاحات تُعطى في العضلة ويُعرف هذا بالحقن العضلي، ولكنّ بعضها مثل لقاح فايروس الروتا تُعطى شفويًا، وأخرى تُحقن تحت الجلد مثل لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
لكن السؤال هنا هو: لماذا العضلات مهمة في إعطاء اللقاح؟ ولماذا يُهمّ مكان الحقنة؟ ولماذا يكون موضعها في عضلة الذراع -والتي تسمى بالدالية- في أعلى الكتف؟

 

العضلات لها خلايا مناعية


تُشكّل العضلات موقعًا ممتازًا لإعطاء اللقاح؛ لأن الأنسجة العضلية تحتوي على خلايا مناعية مهمة، تتعرف هذه الخلايا المناعية على المستضد -وهو قطعة صغيرة من الفايروس أو البكتيريا التي يُدخلها اللقاح والتي تُحفز الاستجابة المناعية-، لكن في حالة لقاح كورونا ١٩ لا تتعرف على المستضد بل تدير مخططًا لإنتاجه، فتلتقط الخلايا المناعية في الأنسجة العضلية هذه المستضدات وتقدمها إلى العقد الليمفاوية، وحالما يتم التعرف على اللقاح من قبل الخلايا المناعية في العضلات فإن هذه الخلايا المستضدة تُحمل إلى الأوعية الليمفاوية التي تنقل الخلايا المناعية الحاملة للمستضد إلى العقد الليمفاوية.


تحتوي الغدد الليمفاوية -وهي المكونات الرئيسية لجهاز المناعة- على المزيد من الخلايا المناعية التي تتعرف على المستضدات في اللقاحات وتبدأ عملية المناعة في تكوين الأجسام المضادة.
توجد مجموعات من الغدد الليمفاوية في مناطق قريبة من مواقع إعطاء اللقاح، فعلى سبيل المثال تُحقن العديد من اللقاحات في العضلة الدالية؛ لأنها قريبة من الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط مباشرة، فلا يتعيّن على الأوعية اللمفاوية السفر بعيدًا للوصول إلى مجموعة العقد الليمفاوية في الفخذ عندما تُعطى اللقاحات هناك.

 

تُحافظ العضلات على العملية في موضعها

 

تميل أنسجة العضلات أيضًا إلى إبقاء تفاعلات اللقاح موضعية، قد يؤدي حقن اللقاح في العضلة الدالية إلى التهاب موضعي أو وجع في موقع الحقن، وإذا حُقنت لقاحات معينة في الأنسجة الدهنية فإن فرصة التهيّج وردّ الفعل الالتهابي تزداد؛ لأن الأنسجة الدهنية لديها إمداد دم ضعيف ما يؤدي إلى ضعف امتصاص بعض مكونات اللقاح.
يجب أن تُعطى اللقاحات التي تتضمن استخدام المواد المساعدة -أو المكونات التي تُعزز الاستجابة المناعية للمستضد- في العضلات؛ لتجنب التهيّج والالتهاب على نطاق واسع، فالمواد المساعدة تعمل بعدة طرق لتحفيز استجابة مناعية أقوى.


كما أنّ هناك عاملٌ حاسمٌ آخر في موقع إعطاء اللقاح وهو حجم العضلة.
يميل البالغون والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات وأكبر إلى تلقي اللقاحات في أعلى ذراعهم في العضلة الدّالية، أما الأطفال الأصغر سنًا فتُعطى لقاحاتهم في منتصف الفخذ؛ لأن عضلات ذراعهم أصغر وأقل نموًا.

 

هل تستطيع تخيل خلع بنطالك في عيادة التطعيم الشامل؟ رفع كمك أسهل طريقة وهي محببة أكثر!


يتطلّب تفشّي الأمراض المعدية -كما هو الحال في موسم الانفلونزا أو وسط الأوبئة مثل فايروس كورونا ١٩- أن يقوم نظام الصحة العامة لدينا بتطعيم أكبر عددٍ ممكنٍ من الأشخاص في وقت قصير، لهذه الأسباب يُفضَّل استخدام حقنة في الذراع لمجرد سهولة الوصول إلى الجزء العلوي من الذراع.
كلّ ما ذكر يُؤخذ في عين الاعتبار حين يتعلّق الأمر بلقاح الانفلونزا ولقاح فايروس كورونا ١٩، وبالنسبة لمعظم البالغين والأطفال فإن الذراع هي طريق التطعيم المفضل.

 

المصدر 

تمت الترجمة بإذن من الموقع
أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *