عالِم بارز يحذّر من أن نقطة تحول لا رجعة فيها في القطب الشمالي قد تكون بدأت بالفعل

ترجمة بتصرّف لمقال:(Leading Scientist Warns an Irreversible Arctic Tipping Point May Already Be Triggered
By HUI MIN NEO)
ترجمة: شهد المهناء Tnj_8@
تدقيق: جواهر القحطاني
مراجعة نهائية: سلمى عبدالله @salma1abdullah
حذّر العالِم الذي قاد أكبر بعثة استكشافية إلى القطب الشمالي يوم الثلاثاء من أن نقطة التحول التي لا رجعة فيها في ظاهرة الاحتباس الحراري قد تكون بدأت بالفعل.
وقال ماركوس ريكس: «إن اختفاء الجليد البحري الصيفي في القطب الشمالي هو واحد من أوائل الألغام الأرضية في حقل الألغام هذا، وهي إحدى نقاط التحول التي بدأناها أولًا عندما تجاهلنا الاحتباس الحراري».
وأضاف «يمكن للمرء أن يتساءل بشكل أساسي عما إذا كنا لم ندس بالفعل على هذا اللغم أو شرعنا فعلًا في بداية الانفجار».
وقد قاد ريكس أكبر مهمة في العالم إلى القطب الشمالي، وهي بعثة استكشافية ضمت ٣٠٠ عالم من ٢٠ دولة.
عادت البعثة إلى ألمانيا في أكتوبر بعد ٣٨٩ يومًا من الانجراف عبر القطب الشمالي، وبذلك جلبت إلى الوطن دليلًا مدمرًا على احتضار المحيط المتجمد الشمالي وتحذيرات من قدوم صيف خالِِ من الجليد خلال عقود قليلة فقط.
كما أعادت البعثة التي بلغت تكلفتها ١٤٠مليون يورو (١٦٥ مليون دولار) ١٥٠ تيرابايت من البيانات وأكثر من ١٠٠٠عينة جليدية.
تلخيصًا لنتائجهم الأولى، قال ريكس إن العلماء وجدوا أن الجليد البحري في القطب الشمالي قد تراجع في ربيع عام ٢٠٢٠ «أسرع مما كان عليه منذ بداية التسجيلات» وأن «انتشار الجليد البحري في الصيف كان بنصف حجمه قبل عقود فقط».
كانت سماكة الجليد تبلغ النصف فقط وكانت درجات الحرارة أعلى بمقدار عشر درجات مما كانت عليه خلال رحلة فرام التي قام بها المستكشفون والعلماء فريدجوف نانسن وهجلمار يوهانسن في تسعينيات القرن التاسع عشر.
نظرًا لصغر سطح الجليد البحري، كان المحيط قادرًا على امتصاص المزيد من الحرارة في الصيف، مما يعني أن تكوين الصفيحة الجليدية في الخريف كان أبطأ من المعتاد.
‘مؤلم’
وأضاف ريكس: «التقييم وحده في السنوات المقبلة سيسمح لنا بتحديد ما إذا كان لا يزال بإمكاننا إنقاذ الجليد البحري في القطب الشمالي على مدار العام من خلال الحماية القوية للمناخ أو إذا ما كنا قد تجاوزنا بالفعل نقطة التحول الهامة هذه في النظام المناخي»، وحث على اتخاذ إجراءات سريعة لإيقاف الاحتباس الحراري.
وقد اتفق قادة العالم بموجب اتفاق باريس في عام ٢٠١٥ على اتخاذ إجراءات للحد من الاحتباس العالمي بأقل من درجتين مئويتين، ويفضل أن تكون إلى ١.٥ درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وقالت ستيفاني أرندت، المتخصصة في فيزياء الجليد البحري، إنه «من المؤلم معرفة أننا قد نكون الجيل الأخير الذي بإمكانه تجربة القطب الشمالي الذي لا يزال محتفظًا بغطائه الجليدي البحري في الصيف».
وقالت أرندت أثناء سردها لملاحظات عن الفقمة والحيوانات الأخرى فى الموطن القطبي «إن هذا الغطاء الجليدي البحري يتقلص تدريجًا، حيث إنه يشكّل مساحة معيشة هامة للدببة القطبية».
تضمنت البيانات التي جُمعِت خلال الرحلة قراءات عن الغلاف الجوي والمحيطات والجليد البحري والنظم البيئية، ومن المتوقع نشر مئات منشورات علمية التي تحلل النتائج بين عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٣.
وخلال الرحلة الاستكشافية، أقام العلماء أربعة مواقع للرصد على الجليد البحري في دائرة نصف قطرها يصل إلى ٤٠ كيلومترًا (٢٥ ميلًا) حول سفينة البعثة Polarstern (نورث ستار).
كانت عينات المياه من تحت الجليد من بين البيانات التي جُمعت لدراسة العوالق النباتية والبكتيريا، ولفهم أفضل لعمل النظام البيئي البحري في ظل الظروف القاسية. وقِيس أكثر من ١٠٠ بارامتر بشكل شبه مستمر طوال العام.
ستُثري وفرة المعلومات المساعدة في تطوير نماذج تتنبأ بما يمكن أن تبدو عليه موجات الحرارة أو الأمطار الغزيرة أو العواصف خلال ٢٠ أو٥٠ أو ١٠٠ عامًا
© وكالة فرانس برس
أحدث التعليقات