التجمعات الكورية

ترجمة بتصرّف لمقال: (The Korean Clusters by Marco Hernandez, Simon Scarr and Manas Sharma)

كيف تفاقمت أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في كنائس ومستشفيات كوريا الجنوبية
حُدّثت المعلومات في ٢٠ مارس ٢٠٢٠

ترجمة: 

نورة العتيبي

ياسمين كوكش

أمل سلطان العبود 

سارة عبدالرحمن 

تدقيق: وسام المهوس 

مراجعة: أسامة خان

أعلنت جمهورية كوريا الجنوبية عن آلاف الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد في غضون عدة أيام فقط في شهر فبراير الماضي. ويتمركز ارتفاع عدد الحالات هذا في مجموعة رئيسية: كنيسة تتواجد في مدينة دايجو. وقد دفع هذا التفشي بحصيلة أعداد الحالات المصابة المؤكدة في كوريا لتكون أكثر من أي دولة أخرى خارج الصين والحالات ما زالت في ازدياد. 

وقد أُكِّدت أول حالة إصابة بالفيروس في الدولة في ٢٠ يناير، عندما حطت امرأة صينية (٣٥ عامًا) قادمة من ووهان، الصين، في مطار إنتشون الدولي في سول، حيث عُزلت فور وصولها. وخلال الأربعة أسابيع التالية للحادثة، تمكنت كوريا الجنوبية من تفادي تفشي كبير للفيروس، حيث أصيب به ٣٠ شخصًا فقط بالرغم من مخالطة أولئك الذين تأكد لاحقًا أنهم مرضى بمئات الناس الآخرين والذين حُدّد أيضًا أنهم مخالطين. 

ثم أخذت الأمور منحىً آخر بظهور«المريضة٣١». 

المريضة ٣١

ليس واضحاً أين أُصيبت المريضة ٣١ بالفيروس، لكن في الأيام التي سبقت تشخيصها كانت قد تنقلّت في أماكن مزدحمة في دايجو وأيضاً في العاصمة سول، وفي السادس من فبراير تعرضت لحادث سير صغير في دايجو وذهبت على إثر ذلك لمستشفى الطب الشرقي للاطمئنان على صحتها، وأثناء وجودها في ذلك المستشفى حضرت طقسين دينيين في كنيسة شينتشونجي في التاسع من فبراير وفي السادس عشر منه.

بين تلك الزيارتين، في الخامس عشر من فبراير اقترح عليها الأطباء في المستشفى أن تخضع لفحص كورونا نظرًا لارتفاع حرارتها، وبدلًا من ذلك، ذهبت لحضور غداء مفتوح في فندق مع صديقتها، وقد أنكرت في مقابلة أجريت معها في صحيفة جونغ آنق إلبو المحلية أن الأطباء قد اقترحوا عليها ذلك، وقال الأطباء أنهم نصحوها مرة أخرى بأن تُفحص عندما ساءت لديها الأعراض. وفي السابع عشر من فبراير ذهبت أخيرًا إلى مستشفى آخر لتُجري الاختبار. وأعلنت السلطات الصحية في اليوم التالي أنها كانت الحالة المؤكدة الواحدة والثلاثين في البلاد. وفي غضون أيام قليلة قفز عدد الحالات التي أبدت نتيجة إيجابية للفحص إلى مئات في كنيسة شينتشونجي والمناطق المحيطة بها.

وقالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (KCDC) أنها حصلت على قائمة تضم ٩٣٠٠ شخصًا حضروا هذين الطقسين الدينيين في كنيسة شينتشونجي، وشكا حوالي ١٢٠٠ منهم من أعراض تشبه أعراض الانفلونزا، وقد تأكدت الآن آلاف الحالات هناك.

ظهرت مجموعة صغيرة أخرى من مستشفى قريب في تشيونجدو، وهي مقاطعة قريبة من دايجو، وتقوم السلطات بالتحقيق في الروابط بين الكنيسة في دايجو وخدمة الجنازة في المستشفى، والتي حضرها عدد من أعضاء الكنيسة من ٣١ يناير إلى ٢ فبراير. إذا أُكّد ذلك، فهذا يعني أنه من الممكن أن ترتبط المريضة ٣١ بكلتا المجموعتين.

تمثل مجموعة كنيسة تشينتشونجي حوالي ٦٠ بالمائة من الحالات في كوريا الجنوبية إلى تاريخ ١٨ مارس.

لا تزال السلطات تحقق في كيفية إصابة المريضة ٣١ بالفيروس، والتي ليس لديها سجل حديث بالسفر إلى الخارج أو اتصال سابق معروف بحالات مؤكدة أخرى. 

١٨ مارس 

مجموعة كنيسة تشينتشونجي 

٥٠١٦ حالة 

وظهرت العديد من المجموعات الصغيرة المصابة في كوريا الجنوبية، وتمثل الكنائس والمستشفيات ودور الرعاية غالبية هذه المجموعات، وتأكد أيضًا وجود تفشي في قاعات المناسبات الاجتماعية ومقرات العمل.

مجموعات أخرى في كوريا الجنوبية

أعلنت جميع المدن الرئيسية والمقاطعات تقريبًا عن وجود حالات مصابة بالعدوى، بينما تحتوي مدينة دايجو، مقر الكنيسة، على أكبر عدد من الحالات المصابة. أما العاصمة سول والتي يسكنها أكثر من ٢٥ مليون شخص تحتوي على نسبة قليلة من الحالات.

وأعلن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن بأن مدينة دايجو الواقعة في الجنوب الشرقي وأجزاء من شمال مقاطعة جيونجسانج تعد «مناطق كوارث خاصة.»

وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها كوريا الجنوبية أن إحدى مدنها أصبحت منطقة كوارث بسبب تفشي مرضٍ معدي، وبإمكان الحكومة تحت الظروف الراهنة أن تقدم دعمًا ماديًا بنسبة ٥٠ بالمئة لمصاريف الترميم وإعفاء الشعب من الضرائب وفواتير الخدمات العامة.

الحالات حسب المنطقة إلى تاريخ ١٨ مارس

أخذ عدد الحالات الجديدة بالتراجع في البلاد وذلك بعد أن تم التعرف على معظم الحالات المرتبطة بأعضاء الكنيسة، وصرح نائب مدير المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها كون جون ووك في بيان موجز يوم الأحد: «يجب التركيز الآن على المجموعات الباقية المصابة والتي تزداد أعدادها بهدوء.» 

وتواصل كوريا الجنوبية إجراء الفحوصات على مئات الآلاف من الأشخاص ومراقبة شديدة لحاملي المرض المحتملين باستخدام تقنية الهاتف الخلوي والأقمار الصناعية.

 

المصدر

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *