عناصر التحفيز الثلاثة

الترجمة: مها العتيبي 999Maha_@
التدقيق والمراجعة: علياء عبدالرحمن @Alyaa__211
المراجعة النهائية: أسامة خان @QalamOsamah
لدى مُعظمنا أهدافٌ كبيرة أو صغيرة نرغب بتحقيقها. فتارةً من السهل إنجاز عملٍ ما، وتارةً أخرى من الصعب أن نعثر على مُحفزٍ للعمل فـنؤجله. إن التحفيز أساسًا هو الرغبة في العمل والمضي قدمًا نحو هدف محدد، وهو غالبًا يُفسر لماذا يعمل -أو لا يعمل- البشر بطريقة معينة. وهناك العديد من الأبحاث حول التحفيز لكن واحدة من تلك الأبحاث تحقَق من صحتها تجريبيًا ويمكن أن تُستخدم لتوضح سبب المشقة أثناء البحث عن التحفيز لتحقيق أهدافك، وتُسمى بنموذج ’العناصر الثلاث(3C)’ للتحفيز.
طَوَّر البروفسور هوغو م. كير (Hugo M. Kehr) نموذج العناصر الثلاث للتحفيز في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. وما يميز هذا النموذج اشتمالهُ على جميع مصادر التحفيز التي يمتلكها الفرد:
– الدوافع المباشرة: هي الدوافع التي نَنسبها لأنفسنا بوعي.
– الدوافع غير المباشرة: هي الأسباب اللاواعية التي تُفسر سبب تصرفنا بطريقة معينة.
– القدرات المتصورة: هي ما نعتقد أننا قد نكون قادرين على تحقيقه.
واستخدم البروفسور كير استعارة فعالة لتُصور النموذج بأفضل صورة:
في هذا الرسم البياني أعلاه، يرمز الرأس نوايانا التي تدور في عقولنا وأهدافنا الواضحة والتزامنا بالعمل بدقة لتحقيقها. وأما القلب يرمز إلى الاتجاة العاطفي، وليس فقط رغباتنا ودوافعنا اللاواعية فحسب، بل إنه يرمز أيضًا إلى المشاعر الكامنة خلف فعل معين مثل البهجة أو الرضا أو الخوف. وأخيرًا ترمز اليد أيضًا إلى مهاراتنا وقدراتنا ومعرفتنا وخبراتنا حول المُهمة المطروحة.
وكلما عزمت على تحقيق هدفٍ أو مهمةٍ مّا؛ يأخذ الرأس والقلب واليد حيزًا. فالنوايا العقلانية والعواطف والمهارات الفعلية والمتصورة كلها تُؤثر على مستويات التحفيز. ولمستوى تحفيزي أفضل، لابد من استيفاء تلك العناصر الثلاث لتعميق الحافز.
غَيْرَ أنَّه إذا فُقد أحد العناصر الثلاث؛ سيُفقد التحفيز. وهذا ما يُسميه مُعظمنا بالإحباط.
إذَن؛ فالاستعانة بقوة الإرادة لتحفيزك لإنها عملًا ما تُعتبر حلًا مؤقتًا. وقولي بأنه «مؤقتًا» نظرًا لأنها استراتيجية شاقة وعلى المدى البعيد سينتهي بك الأمر مُستَنْزَف الجهد. ويُعد اللجوء إلى إجراء التشخيص لمعرفة السبب وراء الإحباط أفضل نهج يمكن اتباعه.
عيادة التحفيز: كيفية تشخيص الإحباط
يتميز نموذج ’العناصر الثلاث للتحفيز’ ببساطته، ولكي تحلل الأسباب التي تواجهك أثناء مقاومتك للبقاء مُحفزًا يجب أن تسأل نفسك ثلاث أسئلة:
1. الرأس: «هل هذه المهمة مُهمة بالنسبة لي وذات صلة بهدفي؟»
2. القلب: «هل أستمتع بهذه المهمة؟»
3. اليد: «هل أنا جيد بهذه المهمة؟»
وبمجرد اكتشافك الخلل في أيٍ من هذه العناصر؛ تستطيع أن تُطبق الخطّة المناسبة لتحفيزك على نحو أفضل.
مثالًا على ذلك: إذا أجبت بـ«لا» على السؤال المتعلق «بالقلب»؛ فقد تُعيد صياغة المهمة لتصبح أكثر إمتاعًا. وإذا كنت مُقتنعًا بالمهمة في المستويين العقلاني والعاطفي ولكنك تفتقر إلى المهارات والقدرات؛ فقد تُفكر بالحصول على تدريب أو طلب المساعدة لإنجاز المهمة.
ومثلما ذكرت، هناك الكثير من الأبحاث التي تدعم هذا النموذج، فمثلًا: وَجد الباحثون أن التناقضات بين الرأس والقلب قد تؤدي إلى الإرهاق، وهناك دراسات تُظهر أنه عندما تُسْتَوفى جميع العناصر الثلاث للتحفيز؛ ننغمس بسهولة.
إنَّ التحفيز موضوع معقد، لكنّي أحب هذا النموذج السهل ومدى مساهمته بمساعدة أي شخص يشعر بالإحباط في إجراء تشخيص سريع لمعرفة السبب وراء ذلك.
أحدث التعليقات