قاعدة العشر دقائق للإنتاجية

ترجمة بتصرّف لمقال: (The ten minute rule of productivity
by Anne Laure Le Cunff)
مصدر الصورة: Unsplash
كتابة: Anne-Laure Le Cunff
ترجمة: نورة آل عصفور وآلاء الزهراني
تدقيق: ريم ريحان @reemrayhan
تسمح قاعدة العشر دقائق في المملكة المتحدة لعضو برلماني من شاغلي المقاعد الخلفية – وهو ليس جزءًا من الحكومة ولا من المعارضة – بطرح قضيته لمشروع قانون جديد في خطاب يستمر لمدة تصل إلى عشر دقائق، بعد مرور العشر دقائق، قد يتحدث عضو برلمان آخر لمدة عشر دقائق أخرى لأجل معارضة مشروع القانون، وبمجرد انتهاء اقتراحات العشر دقائق تضاف لقائمة القوانين حتى تُناقش، إنها طريقة عملية ومثمرة لعرض المشاكل التي قد تؤثر على التشريع.
كيف ستبدو قاعدة العشر دقائق إذا طبقتها على الطريقة التي تدير بها عملك؟ حتى نكتشف هذا دعنا نلقي نظرة على قاعدة العشردقائق للإنتاجية.
كف عن التسويف واعمل
يمكن أن يُنظر إلى التسويف مجازًا على أنه نتيجة لمعركة بين شخصيك الحالية وشخصيتك المستقبلية.
أما علميًا فإن التسويف هو نتيجة لمعركة بين الجهاز الحوفيّ (limbic system) -وهو الجزء الخلفي من الدماغ، والمسؤول عن بعض السلوكيات مثل القتال والهروب أو ما يسمى بالكرّ والفر- وقشرة الفص الجبهي (prefrontal cortex) -وهي الجزء الأمامي من الدماغ والمسؤول عن التخطيط واتخاذ القرارات، ولأن الجهاز الحوفيّ أقوى بكثير فإنه غالبًا ما يفوز بالمعركة فيُنتج التسويف.
نحن نفعل ما نشعر أنه جيدٌ الآن بدلًا من فعل ما سيشعرنا بالتحسّن مستقبلًا.
تتمحور قاعدة العشر دقائق من الإنتاجية حول خداع جهازك الجوفي عن طريق التحدث لنفسك من أجل البدء في العمل. فبدلاً من التركيز على النتائج، ركز على حصيلتك. تجنب المبالغة في التخطيط أو الإفراط في التفكير. لا تقل إنك ستقرأ فصل من ذلك الكتاب، بل قل سوف أقرأ لمدة عشر دقائق. لا تقل إنك ستجري مسافة 5 كيلو متر، بل قل سوف أجري لمدة عشر دقائق. لا تقل إنك سوف تصنع خاصية جديدة، بل قل إنك ستقوم بالبرمجة لمدة عشر دقائق.
لماذا ينجح الأمر؟ لأنه بمجرد أن تبدأ فهناك احتمال كبير أن تستمر بالعمل لمدة تتجاوز العشر دقائق. عندما لا تريد القيام بأمر ما فغالباً ما تقوم ببناء صورة له في دماغك وتبدو هذه الصورة أسوأ مما هو عليه بالواقع، ولكن بمجرد أن تبدأ فإنك تحصل على تقدير بشكل واقعي إلى أي مدى ستكون المهمة طويلة وشاقة، فهذه الطريقة ستخفف من قلقك تجاه المهام فقط حدّث نفسك وقل أنك ستبدأ بالعمل لمدة عشر دقائق وما أن تكمل هذه المدة ستقرر بعدها أتستمر أم تتوقف، وسترى أنك غالبًا تقرر الاستمرار في العمل لأكثر من عشر دقائق.
الهدف من ذلك هو تسهيل المهمة قدر الإمكان من أجل البدء بها. إذا كان مستوى الالتزام منخفضاً فلن تضر المحاولة. وستعمل على نحو أفضل إذا قمت بمكافأة نفسك. “سأقوم بعمل هذا الامر لمدة عشر دقائق”. وبمجرد أن أصل الى علامة العشر دقائق سأقرر حينها هل سأستمر ام لا. مهما كان قراري فسوف أحصل على المكافأة بمجرد شعوري بعدم الرغبة بالعمل على هذه المهمة أكثر من ذلك.
تخلّص من التسويف بتطبيق قاعدة العشر دقائق!
الفكرة باختصار هي تسهيل البدء بالمهام قدر المستطاع، قد يبدو الإلتزام صعبًا ولكن لا بأس بالمحاولة، ويمكن أن يكون الأمر أفضل إذا كافأت نفسك! فقل مثلًا: “سأقوم بهذه المهمة لمدة عشر دقائق وبعدها سأقرر هل أكمل أم أتوقف ومهما كان قراري سأكافئ نفسي بمجرد أن أنتهي من هذه المهمة”.
ما الفائدة من قاعدة العشر دقائق؟
تُعني هذه القاعدة بفن بدء العمل وتأثير البداية المستمر لا الإنجاز السريع، وهناك ثلاثة أسباب رئيسية لكونها مؤثرة:
1- الأصعب من البدء، هو الاستمرارية. تعد أصعب خطوة هي تحريك نفسك أثناء التسويف. وبمجرد البدء في عمل امر ما فسوف يسهل عليك السير مع التيار وتناسى أنك ملزم بذلك وركز على المهمة لمدة عشر دقائق.
2- ركز على الحصيلة وليس على النتائج: قد يكون بلوغ هدفٍ معيّن أمرٌ شاق ومجرّد العمل لعشر دقائق أسهل لذا فإن الإلتزام بالعمل لمدة عشر دقائق يزيل عنك ضغط “بلوغ الهدف” لأنه يحوّل مقياسك للأداء لشيء بسيط ويمكن التحكم به.
3- يساعد في بناء عادات جديدة: من الصعب تطوير روتين جديد. وكثيرا ما نزيد من صعوبة الأمر بامتلاكنا أهدافاً سامية لا نستطيع الالتزام بها.
وبصورة شخصية، أفضل استخدام قاعدة العشر دقائق للإنتاجية لأنها تتيح لي الحصول على نوع من النتائج الملموسة. عندما لا أشعر برغبة في الكتابة، فإنني أقوم بإخبار نفسي أنني سوف أكتب لمدة عشر دقائق. وعندما لا أشعر برغبة في ممارسة التمارين، فإنني أقوم بإخبار نفسي أنني سوف أذهب إلى الجري لمدة عشر دقائق.
ولكن هناك آخرون دعوا للتنويع في الالتزامات الزمنية المختلفة مثل قاعدة دقيقتين لجيمس كلير أو قاعدة الخمس دقائق لأندريا يونيو. وفي الحقيقة، أن طول المدة الزمنية التي تلتزم بها وتريحك لأداء مهمة معينة لاتهم – وبالتأكيد يجب عليك التجربة لان المبادئ ثابتة لا تتغير.
التزم لمدة قصيرة، ابدأ، وانظر إذا كنت تريد الاستمرار بعد أن تجاوزت بضع الدقائق الأولى. وفي حال أنك قررت التوقف لبضع دقائق فتذكر أنّ قليلًا مستمرًا خيرٌ من كثيرِ منقطع.
أحدث التعليقات