ثمانية أشياء يمكن ممارستها خلال التباعد الإجتماعي

ترجمة بتصرّف لمقال: (Eight Simple Things You Can Do During Social Distancing by Sarah-Len Mutiwasekwa)

 

يعد الحجر المنزلي فرصة لإعادة التقييم و إعادة التعديل و الراحة

 

الكاتبة: سارا لين

ترجمة: ريم الحارثي / _RA_1995@

تدقيق: سعد الحصان

مراجعة: أسامة خان



كانت الأشهر القليلة الماضية مريرة لمعظم الناس في أرجاء العالم؛ فقد تسبب فيروس كورونا (كوفيد-١٩) بهستيريا جماعية، والناس قلقة بشأن ما يخبئه المستقبل لهم، فهذه ليست بحادثة يتوقعها أي شخص. كما أن الناس فقدوا أحبّاءهم وما زالوا يفقدونهم. رؤية أشخاص آخرين يعانون قد يجعلك تشكك في حياتك، وما تقدّره وماهي أولوياتك وما يهمك حقا.

نحن لا نملك سوى الأمل في نهاية اليوم، ونتطلع لغدٍ أفضل؛ فاليوم سيئ ولكن غدا يوم جديد! 

قد يكون التباعد الاجتماعي صعبا كوني أعيش بمفردي حيث تصبح وحيدا كليا؛ فتبدأ في محادثة نفسك كما لم تفاتحها من قبل، فأنا انطوائية بطبيعة الحال، ولا أستطيع تصور وضع الشخصيات الأخرى مثل الاجتماعيين وهم يختلوا بأنفسهم لأوقاتٍ طويلة.

كانت الأسابيع الأولى من التباعد الاجتماعي عسيرة، إذ أصبحتُ شخصية انطوائية منفتحة إلى حد ما، فأنا أحب الوحدة لكني أقدّر الصحبة أيضا، غير أن عائلتي تعيش في مدينة أخرى. و إنه لمستغرب أن تتوقع زيارة أصدقائك خلال هذه الأوقات كما أن الذهاب إلى منزل أحد الأصدقاء في مثل هذا الوضع أمر تسوّله لك نفسك، لكنك تعرّض نفسك والآخرين للخطر؛ لذا يبدو أن الغالبية محجتزة في المنزل الفترة القادمة.

بدأ هذا محبطا لي في بادئ الأمر، فبقدر ما أستمتع بخلوتي إلا أني أتوق للرفقة أيضا؛ فهي طبيعة البشر. ولكن جعلني أفكر في أن التباعد الاجتماعي فرصة لاستكشاف ذاتك، فإن كنت تقطن مع العائلة لديك الفرصة لتتعرف عليهم بشكل أفضل. 

فما هو الجانب الإيجابي من التباعد الاجتماعي؟ بماذا يفيدك؟ برأيي: إنه يفيد من نواح عدة! فهو وقت مناسب لاستكشاف النفس و الشغف والأشخاص الذين تحبهم، هناك متسع من الوقت لتعديل طريقتك بالعيش وتقييم الحياة وتصفية الذهن.

١- خصص وقتا للاهتمام بنفسك 

غالبا ما كنا منشغلين في العمل قبل أن يكون البقاء في المنزل أمرًا معتادًا، فكان من المرهق حينها أن نخصص وقتًا للتركيز على ذواتنا، لكننا الآن نملك الفرصة لنعد عاداتٍ لها؛ وهو ضروري في الأوقات العصيبة خاصة، حيث أننا نفكر كثيرًا بالمستقبل الغامض. لكن يمكننا التركيز على الأشياء التي نتحكم بها مهما كانت بسيطة. يمكن أن تشمل أمورًا بسيطة مثل طهي وجبات صحية أو شرب كميات كافية من الماء، أو الانغماس في بعض الهوايات التي قمت بها منذ سنوات. وحتى العناية الشخصية والتي تعد أمرًا بسيطًا لكنه سيحول مزاجك بشكل ايجابي، و تأنّق حتى لو كنت تجلس في غرفة المعيشة، وقم بالأمور العادية التي تسعدك؛ ستجعل يومك رائعًا.

٢- تنزه في الطبيعة

لا تنتهك قوانين التباعد الإجتماعي بالطبع، لكن إن كان لديك فناء في سكنك فهذا جيد؛ فللطبيعة أثرٌ كالبَلسم، تخفف القلق عند الاستلقاء تحت أشعة الشمس الدافئة أو بالسير حافي القدمين على العشب، استمتع بالطبيعة وتنفس الهواء النقي، وإن كنت مع عائلتك فاستمتع بتناول وجبة في الخارج.

خطط لنزهة ما حتى وإن كنت لوحدك، ولتقرأ كتابا أثناء تنزهك أو استمع للقليل من الصوتيات الممتعة، وانتبه لما تقرأه من معلومات أو تستمع إليه حيث أن الكلمات التي نتشرّبها تؤثر على نظرتنا للحياة ومزاجنا، فيمكن أن تغرقك المسموعات و القصص الحزينة في الهموم.

٣- تطور وتعلم مهارات جديدة

هناك العديد من كتب تطوير الذات التي يمكنك أن تقرأها، حيث يعد التباعد الاجتماعي فرصة لتطوير عادة القراءة، وكما أننا في زمن يمضي سريعا؛ من المهم جدا استيعاب أكبر قدر ممكن من المعلومات، ولدى معظم الناس متسع من الوقت؛ فالحكمة هي استغلال الوقت في اكتساب معرفة تساعدك في الحياة بعد هذه الجائحة. ويعد الابتعاد عن الحياة الاجتماعية وقت مناسب لتطوير مهارات جديدة: حياتية كانت أو مهنية، فتطوير مهارات جديدة يمكنك من التعامل مع الحياة بعد الجائحة. وهنالك العديد من الدورات التدريبية المجانية على الإنترنت التي تمكنك الوصول السهل للمعلومة، كما أن تعلّم و تطوير مهارات جديدة سيمنعك من الشعور بالفراغ والذي قد يسبب قلقًا للبعض.

٤- اعمل خيرًا

هناك كثيرٌ ممن يعاني في هذا الوقت العصيب، فنستطيع أن نكون رحماء، وكما أن الإحسان تجاههم قد يشعرك بالرضا، والا تعرّض نفسك للخطر؛ فهناك عدة طرق للإحسان. وحتى الصدقة من شأنها أن تحدث فارقا في مساعدة المحتاجين.

أحيانا يكون فعل الخير سهلا، مثل التواصل مع أحبائك فيمكن لمكالمة قصيرة أو رسالة غير متكلفة أن تبهجهم.

٥- تأمَّل

التحكم بأفكارك خلال هذه الفترة ضروري، من الرائع أن تبدأ التأمل اليوم، وهناك عدة مقاطع على الإنترنت عن كيفية ممارسته. للتأمل فوائد عديدة تساعدك في تطوير قوتك الذهنية أثناء الأوقات السهلة والعسيرة، والأهم هو التركيز على الإيجابيات من حولك.

٦- كن نشيطا

النشاط مفيد لجسمك وذهنك؛ مارس الرياضة بمختلف أنواعها، وإن كنت مع عائلتك فسيكون من الرائع أن تمارسوا بعض الأنشطة الرياضية. ويمكنك أن تطور جدولًا للرياضة، لديك متسع من الوقت لتجعل الرياضة جزء من يومك.

٧- تصور أهدافك

 تفكر في ما بعد هذه الجائحة أو التباعد الاجتماعي، وأنشئ خطة لما تريد القيام به والأهداف المراد تحقيقها مما سيساعك في التركيز إيجابيا و تذكيرك بأنه سيمضي سريعا؛ فقدر و تبصر أهدافك يوميا قدر المستطاع حيث يحثك على اتخاذ أي إجراء يمكنك القيام به الآن نحو هدفك.

٨- كن ممتنًا

من السهل نسيان أننا محظوظون في وقت مثل هذا، فتذكر دائما مهما شعرت بأن حالتك يرثى لها فهناك من هو أسوأ منك؛ خصص وقتا يوميا للامتنان، وهذا من شأنه أن يحفز دماغك للتركيز على الإيجابية، ويعد استخدام مذكرة للشكر وسيلة لممارسته، لكن ابق سالما وركز على اختيارك للإيجابية قبل كل شئ قدر المستطاع.

المصدر

تمت الترجمة بموافقة الكاتبة

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *