انتزاع الهزيمة من فكي النصر

ترجمة بتصرّف لمقال:(Snatching Defeat From the Jaws of Victory By Richard B. Joelson)
مصدر الصورة: (Unsplash)
الكاتب: ريتشارد ب. جويلسون
الترجمة: سلطانة الزهراني
التدقيق والمراجعة: أثير الشثري @ThinksInArabic
المراجعة النهائية: أسامة خان @QalamOsamah
في كثير من الأحيان نصبح ألدَّ أعدائنا… لماذا؟
بعد عدة محاولات للانضمام قُبِل جيم (Jim) -ذي الخمسة وعشرين عاما- في برنامج إدارة مصرف مرموق. وفرص القبول بالبرنامج نادرة جدا، ومع ذلك صَعُب على جيم تخصيص وقت للدراسة، فكان يسلم المهام في وقت متأخر، ولم يكمل جميع مهامه الدراسية، وأصيب جيم بصداع شديد، فصار المتدرب الوحيد الذي ترك البرنامج قبل أيام فقط من إجباره على الانسحاب.
ألِس (Alice) طالبة في السنة الأولى في برنامج دكتوراه علم النفس في جامعة نيويورك، لديها تجربة مشابهة لتجربة جيم. ألِس طالبة مجتهدة وعملية بشكل مبهر وغير عادي، وجدت أن مساعدة الآخرين أسهل من مساعدة نفسها. كانت صديقة عزيزة وطالبة ممتازة، ولكنها فشلت باستمرار في التعامل مع متطلبات برنامج الدكتوراه رغم قدرتها الواضحة على العمل الأكاديمي. فبينما تساعد باقتدار زملائها الطلاب في أعمالهم، أهملت أو أساءت التعامل مع أوراقها وعروضها التقديمية، تفاقم إهمالها لدرجة تهدد وضعها في البرنامج.
لدى جيم وألِس ما يمكن وصفه بسلوكيات هزيمة الذات، وهي مجموعات من الأفكار والأفعال التي غالبا تهدم فرص النجاح في العمل وفي العلاقات. وتشمل سلوكيات هزيمة الذات مجموعة كبيرة من المعوقات المفروضة ذاتيا وغيرها من الحيل والتصرفات التي قد تدل على مشكلة عاطفية. ببساطة، سلوك هزيمة الذات هو أي سلوك يمنع الشخص من الوصول إلى أهدافه أو يخرب قدرته على النجاح بطرُقِه.
السؤال الواضح الذي يطرح نفسه في هذه الحالات هو: لماذا يصبح هؤلاء الناس بالضبط أعداء أنفسهم؟ ما الذي يجعل الأفراد المشرقين والمتميزين والطموحين يخربون أنفسهم؟
اُقترحت العديد من التفسيرات لهذه السلوكيات. يدعي التحليل الأكثر تقليدية أن الأشخاص الذين «يطلقون النار على أقدامهم» يخشون النجاح، ويشعرون بالذنب بشأن سلوكهم، أو ببساطة يعانون من تدني احترام الذات. وتشمل التفسيرات الجديدة إمكانية أن المهزومين ذاتيًا يضخمون آراءهم عن أنفسهم وأنهم يستخدمون الهزيمة الذاتية وسيلةً للسيطرة على الخوف من الفشل. ربما كان لدى جيم شكوك جادة في قدرته على النجاح في برنامج إدارة المصرف، لذا فإن «انشغاله الشديد» عن الدراسة، وكذلك صداعه، قدما عذرين لتبرير خروجه دون الاضطرار إلى المخاطرة والفشل في البرنامج.
ربما كانت ألِس تتعامل مع مخاوفها من برنامج الدكتوراه بتقديم عذر جدير بالثناء لتشكيكها بذاتها ولصراعاتها مع أدائها، إذا أدت تضحياتها لزملائها الطلاب إلى عجزها عن إكمال البرنامج بنجاح، فيمكنها أن ترتاح معتقدة أنها كانت ستنجح لو تخلصت من مساعدة اصدقائها وركزت على خططها الدراسية، فهزمت ذاتها لتحمي نفسها من هزيمة الفشل بدون مبرر.
ربما تكون أفضل طريقة يمكن أن يوقف بها الشخص سلوكيات هزيمة الذات هي تعلم التفكير قبل التصرف. عندما تواجه عواقب السلوك السلبي فإن عليك أن تسأل نفسك: إذا كان بإمكاني تكرار التجربة، فماذا أُغيِّر؟ قد يكون الجواب الطريقة الأنفع لمنع هزيمة الذات.
أحدث التعليقات