كاتبة: جيسيكا ستيلمن (JESSICA STILLMAN)

ترجمة: عبد الله صيفي ABDULLAH_SAYFI@

تدقيق ومراجعة: درة سعد Dorrah235@

المراجعة النهائية: أسامة خان

القراءة لا تحشو المعلومات دخل عقلك فقط؛ بل تغيِّر طريقة عمله.

كلنا نعلم أن القراءة يمكن أن تزودك بالحقائق، وتعلُّمك لأمرٍ مفيد في وقت مناسب كفيلٌ بأن يجعلك أكثر نجاحًا، ولكن هل هذا هو السبب الوحيد لكل ذكي شخصٍ ناجحٍ قد يتبادر إلى ذهنك، من بيل غيتس حتى باراك أوباما ممن ينسبون الفضل في انجازاتهم إلى هوسهم بالقراءة؟ ليس بحسب علم الأعصاب وحده، بل تُظهر العلوم الاخرى أن القراءة لا تملأ عقلك بالمعلومات فقط؛ بل في الحقيقة تغير من طريقة عمله بطريقة أفضل.

الأثر قصير المدى وبعيد المدى للقراءة على العقل

يمكن أن يكون هناك أثر قصير المدى. وعددٌ من علماء الأعصاب لا يتفقون في بعض الجزئيات الصغيرة، ولكن كثيرٌ من المؤلفات العلمية الحديثة تبين أن القراءة ببساطة تمرين عاطفي يدفعنا لنأخذ الأمور من منظور الأشخاص المختلفين عنا كليًا؛ وذلك يسهم في زيادة حصيلتنا العاطفية. هذا التأثير يمكن مشاهدته بالفعل عن طريق ملاحظة موجات دماغك أثناء القراءة؛ فإذا كانت هناك شخصية في كتابك الذي تقرأه تلعب التنس فإن هناك مناطق في الدماغ ستتفاعل كما لو كنت متواجدًا في ذلك الملعب.

 أمر آخر تُظهره الأبحاث؛ وهو أن القراءة بتمعن أي عندما تنغمس بقراءة كتاب جيد لفترة زمنية طويلة ينمي أيضًا قدرتنا على التركيز واستيعاب الأفكار المعقدة، وتشير الدراسات إلى أنه كلما قرأت بشكل أقل (لا تُحتسب القراءة السريعة من هاتفك) كلما ضعفت تلك القدرات.

 ولكن ماذا عن التأثير بعيد المدى؟ وكيف أثر كل ذلك الوقت الذي قضيته في تعلم الحروف الأبجدية في المرحلة الإبتدائية في عقلك؟

يلخص مقال حديث بعنوان (أغرب الناس حول العالم) للكاتب والأستاذ الجامعي البروفيسور (جوزيف هنريتش) الإجابة عن هذه الأسئلة بشكل جميل.

تقدم المقالة بأكملها وصفًا لما قامت به حركة الإصلاح البروتستانتي من زيادة هائلة في معدلات معرفة القراءة والكتابة، لكنك لست بحاجة للإهتمام بالأحداث التاريخية (ستكون المقالة أكثر متعة لو قمت بذلك) لتُعجب بشرح هنريتش عن أن تعلم القراءة باستمرار يُعيد تشكيل عقولنا:

«لقد ترك لك هذا التشكيل أثرًا مميزًا في المنطقة الصدغية البطينية اليسرى، ونقل قدرة التعرف على الأشخاص إلى الفص الأيمن من الدماغ، وحدَّ من ميلان الجهاز البصري، وزاد من حجم الذاكرة اللفظية والجهاز الثفني الذي يربط بين فصي الدماغ»

لن يجري لك أحدهم اختبارًا عن تشريح المخ؛ لذلك على الأرجح أنك لست بحاجة لحفظ التفاصيل، ولكن التركيز على الفكرة الرئيسية هو المهم.

القراءة ليست مجرد وسيلة لجمع المعلومات؛ بل هي بشكل عام تُجدد عمل العقل وتنمِّي قدرتك على التفكير بطرق مختلفة وتَذَكُّر التفاصيل وصور المشاهد التفصيلية وحل المشاكل المعقدة.

باختصار: القراءة لا توسِّع اطِّلاعك فقط ولكنها -عمليًا- تجعلك أيضًا أكثر ذكاء، وهذا هو السبب في أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوافقك عليه كل شخص عزيز عليك هو أنك يجب أن تقرأ أكثر.

المصدر

تمت الترجمة بإذن من الكاتب