البيئة المنتجة

ترجمة بتصرّف لمقال:(Productive Environment By Jamal Mashal)
مصدر الصورة:(Unsplash)

كتابة: Jamal Mashal

ترجمة: ريم ريحان @reemrayhan

تدقيق: جواهر القحطاني

 

كتبت في مقال الأسبوع الماضي عن الجزء الأول من أحجية التسويف وهي  «كيف تبدأ» ، استخدمت أسلوب  «عدم التفكير» وهو أبسط تصرف يمكنك القيام به لنقل مهمة أو مشروع من حالة جموده.

إنّ الخدعة هي إخبار نفسك أنك ستعمل لمدة ٥دقائق فقط، لكنك لا تفعل ذلك أبدًا لمدة ٥دقائق فقط؛ لأنك بمجّرد أن تدخل في جو العمل ستكمله.

هذا هو الجزء السهل، تبدأ العمل لمدة خمس دقائق، ثم عشرة ثم خمسة عشر، وفجأة يرن هاتفك وتترك عملك وتغرق في إشعارات هاتفك.

 

تحاول مرة أخرى لمدة خمس دقائق أخرى وفي الدقيقة الثامنة يطلب منك صديقك شيئًا ما أو يرن هاتفك مرة أخرى.

أعتقد أنّ فكرتي قد اتضحت، يمكنني سرد عشرات السيناريوهات التي تحاول فيها تنفيذ المهمة س ولكن قطعك الحدث ص وتوقفت. إذا فكرت في الأمر فإن التسويف لا يمكن أن يكون فقط معيقًا للبدء ولكن أيضًا بعد أن تبدأ يُقاطع عملك باستمرار.

 

ما يقاطعنا يختلف من شخص لآخر لأننا نعيش في بيئات مختلفة، لكن يمكننا تقسيم المشتات إلى فئتين:

١- خارجية

٢- داخلية

الخارجية

مثل صديقك أو حيوانك الأليف أو أسوأهم جميعًا: هاتفك الذكي، إنّ هذا النوع من المقاطعة يسهل التعامل معه في الواقع (على الأقل معظم الوقت).

إذا كنت تعمل أثناء مشاهدة التلفزيون، أو كان هاتفك بجانبك على مكتبك، فأنت تماطل منذ البداية، حيث أصبحت هذه الأجهزة جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية لدرجة أننا ننسى مقدار التشتت الذي تسببه.

يتمثل جزء كبير من حل مشكلة التسويف لدينا، في القضاء على هذا المشتت من الأساس، حيث أنه أمر نستطيع التحكم به غالبا.

 

الداخلية

هذا هو النوع الصعب من الإلهاء، حيث تكون في بيئة مثالية ومع ذلك تفشل في الحفاظ على تركيزك وإنهاء عملك.

تبدأ العمل ثم فجأة تجد نفسك تخربش أو تحدق خارج النافذة أو تحاول العثور على أي شيء يصرف انتباهك.

لا يمكن محاربة هذا النوع من الإلهاء الذاتي بمجرد إخراج نفسك من بيئة ووضع نفسك في بيئة أخرى. 

لماذا؟

إنّ أدمغتنا مدمنة على الدوبامين وهو هرمون يستخدمه نظامنا العصبي لإرسال الرسائل بين الخلايا العصبية.

يُطلق على الدوبامين أيضًا اسم هرمون السعادة لسبب وجيه، إذ يغرق عقلك بالدوبامين عندما تأكل شيئًا تحبه أو ترى شخصًا تحبه.

وهذا طبيعي، لكن المشكلة أنّ عقلك يفرز الدوبامين كلما فتحت تطبيقات التواصل الاجتماعي وحصلت على المزيد من الإعجابات على منشوراتك وشاهدت مقاطع TikTok المضحكة.

 

هذا يجعل دماغك مدمنًا، وكلما حاولت التركيز على القيام بعملك -وهو أمر أقل متعة للدماغ من مقطع فيديو مدته ١٥ثانية على TikTok- سيتوقف عقلك عن العمل مما يجبرك على إمساك هاتفك لتحصل على جرعة دوبامين.

حل هذا النوع من الإلهاء الداخلي هو إعادة تأهيل دماغك، الإقلاع عن الدوبامين  «السهل » الموجود في تطبيقات التواصل الاجتماعي أو أيًا كان إدمانك، بمجرد أن تدرك ما أنت مدمن عليه، فأنت بحاجة إلى الإبتعاد عنها وتقليل أو إيقاف محفزات الدوبامين السهل.



كيف تبدأ؟ ركّز معي

كما قلت إن الخطوة الأولى هي معرفة مشكلتك، الملهيات الخارجية والداخلية. بمجرد أن تعرف بالضبط ما الذي يشتت انتباهك ولماذا، يمكنك البدء في تصميم بيئتك لتكون حرفياً غير قابلة للمقاطعة.

 

المصدر

تمت الترجمة بإذن من الكاتب
أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *