ثلاث عادات ينصح بها بيل غيتس ستُحسّن طريقة قراءتك
ترجمة بتصرّف لمقال: (These 3 Practices by Bill Gates Will Change How You Read, By Eva Keiffenheim)
مصدر الصورة: (Unsplash, @Stereophototyp)
كتابة: إيفا كيفنهايم
ترجمة: عبير الخالدي translatorab@
تدقيق ومراجعة: لمى الجريّد
استفد من الكتب بكل الطرق الممكنة.
تُتيح لك القراءة التعرف على أذكى العقولِ الموجودةِ على الأرض، إن التعلم من العظماء هو وسيلةٌ سريعةٌ لتصبح حكيمًا وغنيًا وفي تمام الصحة.
قال تشارلي مونجر الملياردير العصاميّ، والشريك التجاري لوارين بافيت ذات مرة أنَّ كل شخص حكيم عرفه كان يقرأ طوال الوقت.
ومع ذلك، فالقراءة بحد ذاتها لا تعِدك بأن تكون شخصًا أفضل، تستطيع أن تقرأ 52 كتاب في السنة دون أن تتغير نهائيًا.
إذ أن الموضوع يتعلق بماذا وكيف تقرأ وهذا ما سيُحسن نوعية حياتك ويُنمي عقلك.
أنا مثلًا أقرأ كتابًا واحدًا كل أسبوع منذ ما يزيد عن السنتين، ولا أزال أبحث عن طرقٍ لتحسين طريقة قراءتي، وقد استمعت مؤخرًا إلى بيل غيتس وهو يتحدث في دروسه المجانية والثمينة عن طريقة قراءته للكتب.
وهنا كتبت لكم أبرز ثلاث عادات وكيفية تطبيقها:
. . .
1- اكتب ملاحظات على الهوامش.
في عالمنا المليء بالمشتتات، أصبح من المغري أن يتغير تركيزك بسرعة الضوء، فالهواتف عندما تكون في متناول اليد يصبح من السهل التبديل بين المهام من دون أن ندرك ذلك حتى.
إن كتابة ملاحظات على الهوامش أسلوبٌ بسيط، ولكنّه فعّال للمحافظة على حضورك الذهني، وبوجود قلم في يدك فإنك سوف تختار تلقائيًا الانخراط في قراءة الكتاب الذي أمامك، وستلاحظ أنه من السهل التركيز على الأفكار التي يحتويها الكتاب.
كما أن الخربشة على الصفحات سوف تساعدك على تذكر ما قرأته.
تأكد من ربط الأفكار التي تعرفها مُسبقًا مع الأفكار الجديدة، مما سيساعدك على التفكير مليًا في موضوع الكتاب.
إن هدف غيتس هو أن يربطَ المعارف الجديدة بما يعرفه سبقًا، وإذا كان لا يتفق مع ما هو مكتوب فسوف يكتب الكثير من الملاحظات الجانبية:
“إذا كنت لا أتفق مع أحد الكتب، فإنني أستغرق وقتًا أطول في قراءته لأنني أكتب العديد من الملاحظات في الهوامش، في الواقع إن ذلك محبطٌ نوعًا ما، أرجوكم اكتبوا شيئًا أتفق معكم فيه كي أستطيع الانتهاء من قراءة الكتاب”
كيفية تطبيق ذلك:
أمسك قلمًا في يدك قبل أن تبدأ بقراءة كتابك التالي، اشطب العبارات التي لا تعجبك واكتب بدلًا عنها ما تراه صحيحًا، دوّن سؤالًا إذا كانت السطور غير واضحة، اكتب أفكارك في الهامش وحاول أن تربط بين ما تعلمته ومعلوماتك السابقة.
كيف تستطيع الربط بين الكلمات التي أمامك وتجاربك الشخصية؟
ما المثال الذي يمكن إضافته للصفحة والذي يناقض ما يدعيه الكاتب؟
هل تملك ذكرى يمكن أن تؤكد وجهة النظر المطروحة؟
وسرعان ما ستدركُ أن تدوين الملاحظات لا يساعدك على التركيز فقط بل أيضًا على تذكر ما قرأته.
تزيد فرصة تذكرك لما تقرؤه كلما زادت كتابتك في الهوامش.
وفي نظرية التعلم تسمى طريقة تذكر الأشياء بالتسميع المكثف أو المفصل وهي أن تخلق رابطًا بين المعلومات الجديدة في الكتاب والمعلومات التي تعرفها، إذ أنك كلما أسهبت في محاولة فهم شيءٍ ما فسوف تزيد احتمالية تخزين المعلومات الجديدة في ذاكرتك طويلة المدى.
. . .
2- اقرأ كل الكتب حتى النهاية
مبدأ غيتس الثاني بسيط وهو بلوغ النهاية.
اقرأ الكتب من الغلاف إلى الغلاف.
حيث يقول:
“إن قاعدتي هي الوصول إلى النهاية”.
ماذا؟ هل أنت جاد؟ إن فكرة عدم تطبيق هذا المبدأ جذابة لأن مدربي الإنتاجية ينصحون بعدم إكمال الكتب السيئة، وهنا ينبغي علينا توخي الحذر. إذ أن بيل غيتس لا يقول أنه يجب عليك إكمال الكتب السيئة.
ولكن بدلًا من ذلك، فإنه يرى بأن عليك أن تقرر ما الذي ستقرأه قبل أن تبدأ كي تحدد ما إذا كان الكتاب يستحق أن تمضي وقتك في قراءته.
وعندما تُطبّق ذلك سوف تصبح قارئًا واعيًا مثل بيل غيتس، لأن من قواعده أن ينهي ما بدأه؛ لذلك فهو يفكر مرتين قبل أن يبدأ بقراءة كتابٍ ما.
إنهاء كل كتاب تقرأه لا يعني بالضرورة أن تجبر نفسك على قراءة الكتاب غير المفيد، بل عليك اختياره بحرص ثم الالتزام بقراءته حتى النهاية، حتى وإن أتضح أن لغته صعبة أو متناقضة أو تشكل تحديًا بالنسبة لك.
كيفية تطبيق ذلك:
تسمح لنا شبكة الإنترنت بالتعرف على المكتبات التي تملكها العقول الذكية، حيث أن أوباما على سبيل المثال نشر تغريدة عبر تويتر حول الكتب التي تعجبه منذ عام 2019، وبيل يشارك توصياته للكتب مرةً واحدةً في العام.
ابدأ بكتابة قائمة بالكتب التي تنوي قراءتها، ومن أجل القيام بذلك يمكنك استخدام تطبيقات كتابة المهام مثل (Google Keep) قوقل كيب، (Wunderlist) وندرلِست، أو (Todoist) تودواست، أو أنشئ حساب على تطبيق (Goodreads ) قود رِيدز.
أنا أحب استخدام تطبيق قود ريدز( Goodreads) لكتابة قائمة بالكتب التي أريد قراءتها حيث يكون بمقدوري رؤية أغلفة الكتب والتقييم العام لها، وقبل أن أطلب بالجملة فأنني أتصفح قائمتي لأختار الكتب التي سوف أقرؤها.
. . .
3- اقرأ لمدة ساعة واحدة على الأقل في المرة الواحدة
يقول بيل لكي تنغمس في كتاب ما ينبغي عليك قراءته لمدة ساعة في كل مرة.
وإليكم اقتباس لما قاله:
«إذا كنت تقرأ الكتب، فعليك أن تلتزم بالقراءة لمدة ساعة في المرة الواحدة، في الليالي التي أقرأ فيها فإني أواصل القراءة لمدة ساعة أو أكثر بقليل لكي أتمكن من الانتهاء من كتابي الحالي وإحراز بعض التقدم».
وفي حين أن نصيحة بيل يمكن أن يطبقها الأثرياء المتقاعدين فأنا أنصح بتعديل قاعدته إلى: «الهدف هو القراءة لمدة ساعة من غير اقطاع خلال اليوم وأيضًا الاستفادة من كل الدقائق الإضافية المتاحة لك».
كيفية تطبيق ذلك:
اتخذ من القراءة قبل النوم عادةً لا مفر منها، ومن أجل تنفيذ ذلك استبدل هاتفك الذكي بالساعة المنبهة وأخلد للنوم قبل الوقت المحدد بساعة.
اضبّط المنبه في هاتفك الذكي عند الساعة 9.00 مساءً ليذكرك بإغلاق جميع أجهزتك الرقمية، وكذلك اضبط منبهًا آخر عند الساعة 9.20 مساءً حيث يكون بمثابة موعد نهائي والتزم به.
إن من عاداتي عندما يحين موعد النوم هي القراءة؛ عندما أستلقي على السرير فإنني أملك خيارين إما القراءة وإما النوم.
لذا؛ وباتباع هذه الطريقة فأنا اقرأ كتابًا واحدًا كل أسبوع منذ سنتين.
كلما أسرعت في إغلاق أجهزتك في المساء فسوف تتعلم أكثر.
. . .
بيت القصيد
إن إتباع قواعد بيل لا يُعد معقدًا ولا طويلًا ولا مُرهقًا.
على العكس فإن هذه القواعد تُضفي على القراءة شيئًا من المتعة والفائدة. وهي كالآتي:
- اكتب ملاحظات جانبية للانغماس فيما تقرأه.
- اختر الكتب بروِية وحاول إنهاء قراءة المفيد منها.
- اتخذ من القراءة عادةً لك قبل النوم؛ وذلك من أجل أن تحظى بساعة من القراءة بدون انقطاع.
- استمتع بخوض هذه التجربة بالسرعة التي تناسبك، بدلًا من الشعور بالإحباط من كل تلك الأفكار المتعلقة بطريقة تحسين قراءتك، وحافظ على القاعدة التي ترتاح لها وتجاهل البقية.
أحدث التعليقات