هل هاتفك يتنصت عليك؟ صدقني ليس بحاجة لذلك

ترجمة بتصرّف لمقال:(Is Your Phone Really Eavesdropping on You? Well, It Doesn’t Have To By DANA REZAZADEGAN)

كتابة: DANA REZAZADEGAN

ترجمة: وفاء القحطاني

تدقيق: جواهر القحطاني

مراجعة نهائية: ندى محمد

 

هل تحدثت مع صديق في يوم من الأيام عن شراء قطعة معينة وفي اليوم التالي استُهدفت بإعلان لنفس القطعة؟ إن سبق وحدث لك ذلك فربما قد تساءلت عما إذا كان هاتفك الذكي يتنصت عليك.

 

هل هاتفك يتنصت عليك حقاً؟ ليست مصادفة. لكن هذا لا يعني أن هاتفك يتنصت على محادثاتك فهو لا يحتاج ذلك، فربما قد زودته بالمعلومات التي يحتاجها.

 

هل بإمكان الهواتف أن تسمعنا؟

 

يفصح معظمنا بانتظام عن معلوماته لمجموعة واسعة من مواقع الويب والتطبيقات، نقوم بذلك عند منح تلك التطبيقات والمواقع أذونات معينة، أو عند سماحنا «لملفات تعريف الارتباط المعروفة باسم الكوكيز» بتتبع أنشطتنا عبر الإنترنت.

 

تسمح «ملفات تعريف ارتباط للطرف الأول» لمواقع الويب «بتذكر» تفاصيل معينة حول العمليات التي نقوم بها في الموقع، فعلى سبيل المثال تتيح لك ملفات تعريف ارتباط تسجيل الدخول حفظ تفاصيلك المتعلقة بتسجيل الدخول حتى لا تضطر لإدخالها في كل مرة.

 

تنشئ نطاقات خارجية للموقع الذي تزوره ملفات تعريف ارتباط خاصة بها، وغالبًا ما تكون الجهة الخارجية شركة تسويق في شراكة مع موقع ويب أو تطبيق الطرف الأول.

 

يقبل الموقع أو التطبيق إعلانات شركات التسويق و يتيح لها الوصول للبيانات التي جمعها منك (و ستسمح له بالقيام بذلك – ربما عن طريق النقر على بعض النوافذ المنبثقة غير الضارة). وعلى هذا النحو يمكن للمعلن بناء صورة لحياتك: روتينك ورغباتك واحتياجاتك، تسعى هذه الشركات باستمرار لقياس شعبية منتجاتها وكيف يختلف ذلك بناءً على عوامل مثل عمر العميل والجنس والطول والوزن والوظيفة والهوايات.

 

من خلال تصنيف هذه المعلومات وتجميعها، يُحسن المعلنون خوارزميات توصياتهم باستخدام ما يُسمى أنظمة التوصية لاستهداف العملاء المناسبين بالإعلانات المناسبة.



حواسيب تعمل وراء الكواليس

هناك العديد من تقنيات التعلم الآلي في الذكاء الاصطناعي (AI) التي تساعد الأنظمة على تصفية بياناتك وتحليلها مثل تجميع البيانات والتصنيف والربط والتعلم المعزز (RL).

يمكن لعامل التعلم المعزز RL تدريب نفسه بناءً على المعلومات المكتسبة من تفاعلات المستخدم، على غرار تعلم الطفل الصغير تكرار إجراء ما إذا كان ذلك يؤدي إلى مكافأة.

فمن خلال مشاهدة منشور أو الضغط على «أعجبني» على وسائل التواصل الاجتماعي فإنك ترسل إشارة مكافأة إلى عامل التعلم المعزز، وتؤكد إعجابك بالمنشور – أو ربما اهتمامك بالشخص الذي نشره. وفي كلتا الحالتين يتم إرسال رسالة إلى عامل التعلم المعزز حول اهتماماتك وتفضيلاتك الشخصية.



إذا ضغطت على زر الإعجاب باستمرار لمنشورات عن «التأمل الواعي» على منصة اجتماعية سيتعلم نظامها إرسال إعلانات إليك من شركات يمكنها تقديم منتجات ومحتوى ذي صلة. قد تستند مقترحات الإعلانات إلى بيانات أخرى أيضًا، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

  • إعلانات أخرى نقرت عليها عبر المنصة.
  • التفاصيل الشخصية التي قدمتها للمنصة (مثل عمرك وعنوان بريدك الإلكتروني وجنسك وموقعك والأجهزة التي تدخل إلى المنصة من خلالها).
  • المعلومات التي شاركها معلنون آخرون وشركاء تسويق أنت عميل لديهم مع النظام الأساسي.
  • صفحات أو مجموعات معينة انضممت إليها أو «أعجبتك» على المنصة.

في الواقع يمكن أن تساعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي المسوقين في الحصول على مجموعات ضخمة من البيانات واستخدامها لبناء شبكتك الاجتماعية بالكامل وتصنيف الأشخاص من حولك بناءً على مدى اهتمامك (بالتفاعل معهم).

 

يمكنهم بعد ذلك البدء في استهدافك بإعلانات لا تستند فقط إلى بياناتك بل أيضًا على البيانات التي جُمعت من أصدقائك وأفراد عائلتك باستخدام نفس الأنظمة الأساسية التي تستخدمها. على سبيل المثال قد يتمكن فيسبوك من نصحك بشيء اشتراه صديقك مؤخرًا، لم يحتج إلى «التنصت» على محادثتك مع صديقك للقيام بذلك.

 

 

يحق لك اختيار الخصوصية

 

يفترض أن يقدم موفرو التطبيقات شروطًا وأحكامًا واضحة للمستخدمين حول كيفية جمع البيانات وتخزينها واستخدامها لكن في الوقت الحاضر يتعين على المستخدمين توخي الحذر بخصوص الأذونات التي يمنحونها للتطبيقات والمواقع التي يستخدمونها.

 

إن احترت فامنح الأذونات الضرورية فقط، من المنطقي منح تطبيق واتساب الإذن للوصول إلى الكاميرا والميكروفون فبدونها لن تتاح بعض خدماته ولكن ليست كل التطبيقات والخدمات تطلب ما هو ضروري فقط.

 

قد لا تمانع تلقي إعلانات مستهدفة بناءً على بياناتك وقد تجدها جذابة، فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم نظرة أكثر «نفعية» (أو عملية) للعالم يفضلون في الواقع توصيات الذكاء الاصطناعي بدل التوصيات البشرية.

 

ومع ذلك فمن الممكن أن تؤدي توصيات الذكاء الاصطناعي إلى تقييد خيارات الأشخاص وتقليل التنوع على المدى الطويل، فمن خلال تزويد المستهلكين بخيارات منظمة خوارزميًا لما يجب مشاهدته وقراءته وتدفقه قد تبقي الشركات ضمنيًا أذواقنا وأسلوب حياتنا ضمن إطار أضيق.

 

إن أردت الحفاظ على خصوصيتك فحافظ عليها

 

هناك بعض النصائح البسيطة التي يمكنك اتباعها للحد من كمية البيانات التي تشاركها عبر الإنترنت. أولًا يجب عليك مراجعة أذونات تطبيقات هاتفك بانتظام.

 

أيضًا فكر مليًا عندما يطلب منك تطبيق أو موقع ويب أذونات معينة، أو السماح بملفات تعريف الارتباط. حيثما أمكن تجنب استخدام حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك للاتصال أو تسجيل الدخول إلى مواقع وخدمات أخرى، ففي معظم الحالات سيكون هناك خيار للتسجيل عبر البريد الإلكتروني والذي يمكن أن يكون بريدًا إلكترونيًا مؤقتاً.

 

بمجرد تسجيل الدخول تذكر أنه ليس عليك سوى مشاركة المعلومات الضرورية، وإن كنت حريصًا على الخصوصية فربما تفكر في تثبيت شبكة افتراضية خاصة (VPN) على جهازك مما سيؤدي لإخفاء عنوان IP الخاص بك وتشفير أنشطتك عبر الإنترنت.

 

جرب بنفسك

 

إذا كنت لا تزال تعتقد أن هاتفك يتنصت عليك، هناك تجربة بسيطة بإمكانك تجربتها.

اذهب لإعدادات هاتفك وقم بتقييد الوصول إلى الميكروفون لجميع تطبيقاتك ثم اختر منتجًا لم تبحث عنه في أي من أجهزتك وتحدث عنه بصوت عالٍ مع شخص آخر.

تأكد من تكرار هذا عدة مرات، وإن لم تحصل على أي إعلانات مستهدفة في غضون الأيام القليلة المقبلة فهذه دلالة على أن هاتفك لا «يتنصت» عليك، لكن لديه طرق أخرى لمعرفة ما يدور في ذهنك.

 

 

المصدر

تمت الترجمة بإذن من الموقع
أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *