الأشخاص الذين يسيئون فهم انتشار فيْرُس كُرُونا لا يرتدون الكمامات

ترجمة بتصرّف لمقال: (People Who Don’t Wear Masks Misunderstand Coronavirus Spread by Alison Escalante)

أظهرت الدراسات إن الأشخاص يرتدون الكمامة عندما يدركون سرعة انتشار الفيْرُس.

كتابة: أليسون سكالنت (Alison Escalante)
ترجمة: حوراء الصفواني
تدقيق ومراجعة: رهف الفرج
المراجعة النهائية: أسامة خان

 أثبتت الدراسات أن ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي هما أهم التدابير الوقائية التي يمكننا اتباعها لمكافحة فيْرُس كُرُونا، ولكن على الرغم من ذلك إلا أن عددًا كبيرًا من الأشخاص لا يرون أن لهذه التدابير الوقائية أي داع، مما أدى إلى الارتفاعات الأخيرة في معظم الولايات الأمريكية. حيث أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين لا يرتدون الكمامات يجهلون كيفية انتشار الفيْرُس أو يسيئون فهمه.

أجرى باحثون في مركز الإدراك الاجتماعي في كولونيا وجامعة بريمن (Bremen) ثلاثة تجارب، تضم كل منها أكثر من ٥٠٠ بالغ من الولايات المتحدة. وأظهرت هذه التجارب أنه لم يفهم عدد كبير من المشاركين ضرورة التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامة لأنهم ارتكبوا خطأ بسيطًا بشأن الإحصاءات واعتقدوا أن فيْرُس كُرُونا ينتشر خطيًا بينما هو في الواقع ينتشر أُسِّيًا.

الخطي مقابل الأُسِّي

تصنع الإجابة على ما يلي فرقًا شاسعًا: ما الفرق بين النمو الخطي والأُسِّي؟ يرتفع النمو الخطي بطريقة قابلة للقياس وبالطبع خطية، بينما يضاعف النمو الأُسِّي نفسه بنفسه مع مرور الزمن.

أشار باحثو الدراسة إلى صعوبة فهم الناس لهذا الفرق على أنه تحيز النمو الأُسِّي. ووضح الباحث الأول يوريس لامرز (Joris Lammers) في بيان صحفي: «عمومًا، يواجه الأشخاص صعوبة في فهم النمو الأُسِّي ويفسرونه على نحو خاطئ بعبارات خطية بدلًا من ذلك». واستهانوا بسرعة انتشار فيْرُس كُرُونا عندما لم يفهموه، واستهانوا أيضًا بحجم الفرق الذي يحدثه التباعد الاجتماعي للحد من الانتشار.

ذكرت الصحيفة ثلاث دراسات، والتي استمرت حتى نهاية مارس ٢٠٢٠ عندما انتشر فيْرُس كُرُونا بسرعة في الولايات المتحدة. ووضحت الأولى كيفية فهم المشاركين لانتشار الفيْرُس، وأظهرت أن العديد من الأمريكيين فهموا نمو الفيْرُس على نحوٍ خطي وذلك خاطئ، حتى عند تقديم دليل على أنه كان ينمو أُسِّيًا. حيث لعب التوجه السياسي دورًا مهمًا حيث كان المحافظون أكثر عرضة لسوء فهم النمو الأُسِّي من الليبراليين.

التباعد الاجتماعي يبدو منطقيًا عندما نفهم النمو الفيْرُسي

أظهر بحث سابق أنه من الصعب التغلب على تحيز النمو الأُسِّي ولكن اختلف عنهُ هذا التقرير، حيث أعطى الباحثون في الدراسة هذه مجموعة من المشاركين التعليمات التالية:

«يرجى تذكر أن الكثير من الناس ينسون أن السرعة التي ينتشر بها فيْرُس كُرُونا تزداد كل يوم. وبعبارة أخرى، يعتقد كثير من الناس على نحو خاطئ أن حالات الفيْرُس تزداد بوتيرة ثابتة ومتسقة، ولكن في الواقع، يتضاعف عدد المصابين بالفيْرُس ويستمر في التضاعف كل ثلاثة أيام في الولايات المتحدة الأمريكية كما هو الحال في جميع البلدان الأخرى تقريبا».

وعند مقارنتها بالمجموعة الضابطة، التي لم يتم إعطاؤها هذه التعليمات، كانت المجموعة التي تعلمت عن النمو الأُسِّي أكثر محافظةً على التباعد الاجتماعي.

 استخدم المشاركون في الدراسة الثالثة ما تعلموه حول النمو الأُسِّي لإنشاء تنبؤات متعددة لعدد حالات فيْرُس كُرُونا مع مرور الوقت، وعندما رأوا مدى سرعة انتشار الفيْرُس مع مرور الوقت، اقتنعوا أكثر بارتداء الكمامة والمحافظة على التباعد الاجتماعي.

أمامنا فرصة عظيمة للتصدي لجائحة كُرُونا إن التزامنا بارتداء الكمامات وبالتباعد الاجتماعي ولكننا سنلتزم فقط إذا فهمنا أهميتهما.

نشرت المقالة في الأصل في موقع فوربس.

المصدر

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *