كوابيس التباعد الاجتماعي

ترجمة بتصرّف لمقال: (Nightmares of Social Distancing, By Kelly Bulkeley Ph.D,)

تراود الناس أحلامٌ مخيفةٌ حول الفيروس والآخرين. 

الكاتب: كيلي بولكيلي
ترجمة: آية الزول 
تدقيق ومراجعة: لمى الجريّد

يُشيرُ استطلاعٌ أجري حديثًا بأن عددًا متزايدًا من الأحلام المتعلقة بالوباء تدور حول التباعد الاجتماعي، لا سيما التهديد الذي يشكّله الأشخاص الذين فشلوا في التقيد بممارسات التباعد الاجتماعي الآمن. وتبرز هذه الكوابيس حالة التوتر النفسي التي يعيشها الكثيرون لمحاولتهم اتباع القوانين والقلق بشأن من لا يتقيدون بالإرشادات. 

في ما يلي مقتطفات من مجموعة تقارير لأحلام جمعت من استطلاع كلّفتني به مؤخرًا مؤسسة يوجوف. أجري العمل الميداني للاستطلاع الإلكتروني في 5-7 من شهر مايو على 3031 بالغين أمريكيين. وفي استطلاع سابق أجري في مطلع شهر أبريل تضمنت الأحلام المتعلقة بالوباء مواضيع مختلفة شائعة، ومنها: الخوف من الإصابة بالمرض، ومن أن يصاب أحباؤهم به، ومن الصعوبة في التنفس، ومن الأخطار التي تهدد العمل/التمويل، ومن نهاية العالم. تلك المواضيع ذاتها حاضرة في الاستطلاع الجديد حول الأحلام، مع التركيز أكثر على الأخطار المربكة لمحاولة النجاة في عالم التباعد الاجتماعي. 

صُنِّفت تقارير الأحلام إلى ثلاث مجموعات تمثل ثلاثة أنواع من تهديدات التباعد الاجتماعي: من المرء لنفسه، ومن الأشخاص الآخرين، ومن الأماكن العامة. (أُشير إلى الجنس والعمر بين الأقواس) 

تهديد المرء نفسه

يقلق كثيرٌ من الناس قلقًا شديدًا حول نسيان إرشادات التباعد الاجتماعي، أو أن يعرّضوا الآخرين للخطر بغير قصد فيحرجوا أنفسهم. 

 

” أحلم باستمرار أنني أذهب إلى متجر وأنسى كمامتي أو أن أترك مسافة. (أ، 47)”
“نسيان ارتداء الكمامة و الشعور بالخجل داخل المصعد. (أ،64)”
“ذُعرت لأني نسيت ارتداء الكمامة في مكان عام. (ذ، 24)”
“حلمت أني كنت في حفلة فوبخت نفسي لشدة حماقتي. (ذ، 60)” 
“حلمت أني كنت أقود السيارة نحو المتجر ثم نسيت كمامتي مما أصابني بالذعر. (أ، 66)”
“أن أتيحت لنا فرصة الذهاب إلى مكان ما لحضور مناسبة اجتماعية، ولكني راودني القلق طوال الوقت حول أننا يجب أن نكون متباعدين. (ذ، 62)”
“شعرت بالاستياء لأنني كنت في حفلة ثم أدركت أنني أشرب رغم أنني حامل وأننا لم نلتزم بالتباعد الاجتماعي. (أ،27)”

تهديد الأشخاص الآخرين

يرى كثيرٌ من الناس كوابيسَ حول الأشخاص غير الملتزمين بإرشادات التباعد الاجتماعي، الأمر الذي يعرض الحالم و غيره للخطر. تعبر هذه الأحلام عن مشاعر الضعف والضيق تجاه الأشخاص الذين لا يظهرون الوعي أو يهتمون بسلوكياتهم غير الآمنة. 

“ذهبت لأشتري كتابا من ماكِنات البيع الذاتي، وفي الخارج يزدحم أفرادًا غاضبين من العامة لأنهم لم يتمكنوا من الدخول. كنت أحاول الحفاظ على مسافة ستة أقدام عن كل واحد ولكن الأمر بدا مستحيلًا. (أ، 34)”
حلمت أنني عالق في مصعد مع شخص مصاب بالفايروس لم يرتد كمامة. (أ، 65)”
“كنت في مكان عام أنتظر في الطابور، والناس حولي يرفضون الابتعاد ستة أقدام ولا يلتزمون بالتباعد الاجتماعي. (ذ، 43)”
“أن أحدًا من أفراد عائلتي أصيب بالفايروس واستمر في الخروج من المنزل وكنا نتجادل حول الأمر. (أ، 24)”
“كنا نقف نتبادل أطراف الحديث في اللحظة التي أدركت أننا لا نرتدي الكمامات. حاولت إقناع أصدقائي لارتدائها، لكننا أدركنا أنه قد فات الآوان لاتخاذ التدابير الوقائية وأننا سنموت قريبًا. (أ، 72)”

تهديد الأماكن العامة 

تركز أحلام العديد من الناس على الذهاب إلى الأماكن التي كانت جزءًا من الحياة الطبيعية، ولكنها الآن تمثل خطرًا محتملًا لعدم التزام الناس بقواعد التباعد الاجتماعي. 

“كنت أتسوق في إيكيا ثم أدركت ألا أحد يضع الكمامة، ثم تساءلت لم كان المتجر مفتوحًا وماذا كنت أفعل هناك. (أ، 66)”
“كنت في الكنيسة وكنت الأكبر في الحاضرين. أصابني الفزع لأن القس استدعى الجماعة في وقت مبكر جدًا، مما عرض الأطفال والشباب للخطر. (أ، 68)”
” كان علي الذهاب إلى مؤتمر التطور المهني للعمل، لكنه كان مزدحمًا ولم يرتد أحد فيه كماماتٍ أو يبدِ اهتمامًا بأمر التباعد. لقد اشتمل عدد من هذه الأحلام التي راودتني على وجودي في أماكن لا يرتدي فيها الناس الكمامة أو يحافظون على التباعد، مما جعلني أشعر بالخطر و الخروج عن السيطرة. (أ، 31)”

إن أحلامًا كهذه تعكس المشاعر والمخاوف الخاصة لدى أصحابها بوضوح، وتعكس مواضيع هامة في واقعنا المشترك مسلطةً الضوء على التوترات بين الأفراد لهذه الحقبة الوبائية وربما تحذرنا من خطر ممكن. 

يمكنكم الإطلاع على مزيد من التفاصيل حول نتائج الاستطلاع في منشورات سابقة لعلم النفس اليوم (Psychology Today) 

 

المصدر

 

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *