ملخص مقال ماذا أفعل حين أشعر بعدم الرضى عن إنجازي؟

ترجمة بتصرف لمقال: (What I Do When it Feels Like My Work Isn’t Good Enough
by James Clear)

تدقيق: لمى التويم

في البداية كان ذلك سهلًا، لم يكن هناك أية ضغوط، أو عيون تراقبني، ولم تكن هناك ثمة توقعات.
عندما شرعت في الكتابة، سوّدت صفحاتي في مستند سري خاص لمدة عام كامل قبل أن يرى مقالي الأول النور، كتبت عن كثير من الموضوعات التي استهوتني. بعد عدة أشهر من مشاركة الناس لكتاباتي، بدأت الأمور تتغير، عندما صار لي جمهور من القراء، بدأت بإطلاق الأحكام على عملي والتشكك به، كنت سعيدًا في أول الأمر لمجرد تدوين أفكاري، لكنني أشعر الآن أنها يجب أن تكون “جيدة“، صرت أقارن مقالاتي الجديدة بمقالاتي الأكثر انتشارًا، كنت أقيّم كل ما أكتبه بناء على معايير مختلفة عن معاييري الشخصية، دون أن أدرك ذلك!
الشك في النفس ليس ثمنا عليك دفعه لمزيد من الإبداع، لماذا؟ دعونا نعرف السبب في السطور القادمة.
انتهيت للتو من قراءة كتاب بقي لفترة طويلة في قائمة الكتب التي أنوي قراءتها (لعبة التنس الداخلية، كتاب صوتي) للكاتب تيموثي غالوي، إنه كتاب يتحدث عن الحياة برمّتها وليس عن لعبة التنس فحسب، كان هناك اقتباس معين من هذا الكتاب جعلني أتوقف وأعيد التفكير في أشهر كتابتي الأولى، وشكّي في نفسي:

“عندما نزرع بذرة وردة داخل التربة، ندرك أنها صغيرة، ولا ننتقدها لأنها لا تملك جذورًا أو جذوعًا، فنحن نعاملها كبذرة، ونزودها بالماء والغذاء اللذين تحتاجهما البذرة، وعندما تشق التربة خارجة منها، فإننا لا نُدينُها لكونها غير ناضجة أو متطورة، ولا نلوم براعمها لأنها لم تتفتح بعد، إننا نقف أمامها ونراقب عملية نموها بدهشة، ونبذل لها كل ما تحتاجه من رعاية في كل مراحل نموها، الوردة هي الوردة منذ أن كانت بذرة وحتى تذبل وتموت، وطوال هذا الوقت، كانت تبذل قُصارى جهدها، وكانت في تبدّل مستمر في كل حالاتها ولحظاتها، بيد أنها كانت رائعة كما هي في كل لحظة”
تيموثي غالوي

لكن الوردة، على كل حال، كانت راضية وطموحة في الوقت نفسه! وكما أشار غالوي، لم نكن ناقمين على الوردة عندما كانت بذرة، كانت جيدة في كل حالاتها، كما أنها كانت طموحة بشكل مدهش، إنها لم تتوقف عن النمو مطلقا، كانت تعمل باستمرار للوصول للمرحلة التالية، كانت تتقدم كل يوم، ومع ذلك كانت تستمتع بكل لحظة كما ينبغي. هل ينبغي لك ألا ترضى عن عملك لتسلك السبيل الأفضل؟ لا أعتقد ذلك

من الضروري أن تدرك أن وجودك في محطة (أ) ووجود شخص آخر في محطة (ج) لا يعني أنك تؤدي عملًا سيئًا، في الحقيقة ليس هناك عمل جيد وآخر سيئ، كما أنه لا توجد بذرة جيدة وأخرى سيئة، هناك محطات متوالية وعمل دؤوب.
تحرر من الرغبة في الحكم على عملك بالجودة أو الرداءة، تحرر من مقارنة نفسك بأي شخص آخر، إذا كنت لم تصل بعد لمحطة ما على طريق إتقانك، فلا داعي للوم نفسك، فأنت لا تستطيع تسريع وتيرة الزمن، ولا تغيير عدد المحاولات التي قمت بها في الماضي، الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم به هو: محاولتك القادمة.

.

المصدر

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف