كن واثقًا لتبدو أكثر كفاءة
ترجمة بتصرّف لمقال: (To Seem More Competent, Be More Confident, by (Jack Nasher.
مصدر الصورة: (Westend61/Getty Images)
كتابة: جاك ناشر
ترجمة: عهد عبدالله
تدقيق ومراجعة: مها العتيبي
مراجعة نهائية: ندى محمد
بينما أنت منشغلٌ في القيام بعملٍ جيدٍ، يبدو لك أن الآخرين يتقدمون بسرعةٍ في حياتهم المهنية، إنه شعور شائع. فما الذي يحدث هنا؟
إن الإجابة غالبًا ما تكون أن إسهاماتك مُهمّشة وغير مميزة. حيث أن أحد أهم الأسباب لحدوث ذلك ببساطة هو أن الكثير من الأشخاص ليسوا بارعين في تقييم الكفاءة -وهي سِمة مهمة للنجاح في العمل- كما أن إدراك الكفاءة يُعد هامًا بقدر الكفاءة ذاتها.
ولكن هل يكفي أن تتحدث النتائج بنفسها؟ بالطبع لا، حتى عندما يتعلق ذلك بالأرقام. لنفترض أن هناك بائعًا ارتفعت مبيعاته، ولكن دون أن يبذل جهد بسبب جودة المنتج أو جهود التسويق التي تؤتي ثمارها بالنهاية. وعندما تنخفض مبيعاته فربما يحدث ذلك بسبب المنافسة المتزايدة.
غالباً ما يكون من الصعب فصل دوافع الأداء، بما في ذلك إلى أي مدى لعب الحظ ومستوى الصعوبة دورًا. لهذا السبب، يميل الناس إلى تقييم الكفاءة بناءً على عوامل أخرى، مما يعني أنه عليك أن تقوم بأكثر من مجرد تقديم للنتائج حتى تتمكن من إقناعهم بمهاراتك. وإظهار الثقة في قدراتك هي أحد الطرق للقيام بذلك.
ففي عام ١٩٨٢م كشفت دراسة رائدة الرابط بين الثقة وإدراك الكفاءة. حيث طلب أخصائيو علم النفس “باري شلينكر” و”مارك ليري” من ٤٠ فرد بتقييم كفاءة ٦٠ شخصية افتراضية كانوا يستعدون لبطولة تنس أو امتحانًا نهائيًا. وقد توصلوا إلى معلوماتٍ هامة تعرفوا من خلالها على كيفيةِ توقع هذه الشخصيات لأدائهم – من ضعيف إلى جيد جدًا-، ثم تعرفوا على الأداء الفعلي لهم، ثم قيموا كفاءة كلُّ على حِدَة.
لا عجب في أن توقعات الشخصيات الافتراضية كان لها تأثير كبير على الطريقة التي قُيمت فيها كفاءاتهم. فقد وجد المراقبون أن الأفراد الذين كانت توقعاتهم إيجابية يملكون كفاءة أكثر من أقرانهم الذين كانت توقعاتهم أكثر تواضعًا -بغض النظرِ عن مدى دقة تلك التوقعات وإلى أي مدى كان أدائهم جيد-. وحتى مع التوقعات التفاؤلية والنتائج الضعيفة، فقد تبيّن أن كفاءتهم كانت ضعف أولئك الذين توقعوا أن يكون أدائهم سيئ.
لذلك، لابد من إعطاء اجابة تفاؤلية وواثقة عندما يتم سؤالك عن كيف من المتوقع أن يكون ادائك. فإن التوقع السلبي قد يجعلك تبدو أقل كفاءة حتى عندما يكون ادائك جيدًا.
وقد قام باحثون خلال العقود القليلة الماضية بالتحقق من مدى تأثير إظهار الثقة مقابل التواضع، مستخلصين بذلك نتائجًا متناقضة. ولكن نسخةٍ حديثة دعمت دراسة شلينكر وليري تلك النتائج. قد أثبت ذلك أن إظهار الثقة يقود لنتائج إيجابية بالفعل، ولكن فقط عندما لا يكون هناك منافسة. بعبارة اخرى، من الجيد أن تقوم بالثناء على كفاءتك دون الادعاء أن الآخرين أقل كفاءة.
لكن لماذا يعتبِر الناس أن الذين يملكون ثقة أكبر لديهم كفاءة أكثر حتى لو كان أداؤهم لا يعكس ذلك؟ الجواب هو أننا نميل إلى تصديق ما يقال لنا ثم نقوم باختيار المعلومات التي تدعم معتقداتنا، ويُسمى ذلك بالتحيز التأكيدي.
إذًا عندما تُظهر الثقة أثناء أداء عملك، سيفترض الآخرون أنك تعرف ما الذي تتحدث عنه وبالتالي سيقومون بتصفية المعلومات الغامضة (كدور الحظ في مساعدتك أو الضرر بك) حتى يتناسب ذلك مع انطباعهم الأول.
إذ أنه ليس من الحكمة إظهار الثقة بشكل زائف، عندما تعلم أنك لن تستطيع الأداء بشكل جيد، فإن التواضع الزائد لن يخدمك أيضًا. كما سبق ورأينا في دراسة شلينكر وليري، فإن الاشخاص يميلون إلى إقصاء المتواضعين واختيار من لديهم ثقة أكبر.
فإن لم يكن المختص مؤمنًا بقدراته، كيف يمكن للآخرين أن يثقوا به؟ ولتتمكن من إقناع الآخرين بقدراتك لابد أن تجعل من عادتك إعطاء انطباع بأنك جيدًا في ما تفعله دون الاستخفاف بكفاءتك.
إن إظهار الثقة ليس سهلًا، ولكن لتشعر بالمصداقية أثناء ذلك اِسْأَلْ نفسك؛ ما الذي يمكنني إجادته؟ ماهي أكبر نجاحاتي حتى الآن؟ ما الذي لا يعرفونه عني؟ ولماذا يجب عليّ قيادة الآخرين؟
إذا وجدت صعوبة في إيجاد الاجوبة، فإنك حتمًا تواجه مشكلة. فكيف يمكنك إقناع الآخرين بمهاراتك دون أن تكون مقتنعًا بها.
إن الفيلسوف فرانسيس بيكون يقول «قم بالثناء على نفسك بجرأة؛ لأن هناك دائمًا شيئًا يبقى».
فإذا أردت أن تكون إنجازاتك مميزة، فعليك أن تفكر كيف يرى مديرك وزملاؤك قدراتك. هل تعتقد أن لديهم شعور جيد تجاه كفاءتك ومهاراتك؟ إذا كانت الإجابة لا، فهل باستطاعتك أن تُظهر ثقة أكبر أثناء أداء مهامك؟
إن هذا لا يعني بالضرورة أن تُثني على نفسك في كل فرصة، بل أن تظهر موقفًا إيجابيًا تجاه قدراتك. فعندما تُظهر ثقتك في قدراتك، فإنك تجعل من نفسك شخصًا متميزًا بكفاءته وإسهاماته.
المصدر
تمت الترجمة بإذن من الكاتب.
أحدث التعليقات