رحلة عَبر الوَبَاء

ترجمة بتصرّف لمقال: (Journeying Through the Pandemic, By Patrick J. Kiger)

خَفِّف من الصدمة النفسية التي يُسببُها كوفيد-١٩عَبر خلق معنى من المأساة

بقلم باتريك ج.كيجر            
 ترجمة: إبتسام الحسن
تدقيق: منة الله حسين 
مراجعة نهائية: ندى محمد
 أستاذ التسويق المشارك Szu-chi Huang تُوضح
 «تُساعدنا عقلية الرحلة بالتركيز على التَغيُّرات الإضافية والنمو المتراكم على خط المسير»
-رويترز/ جيسون ريدموند

 

نظرًا لأن الناس في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم يكافحون مع التحدي المتمثل في العيش بِمُجتمعات دمّرتها جائحة كوفيد -١٩ يُمكن أن تكون عقلية الرحلة التي وصفتها  هوانغ و جينيفر آكر  أداة مفيدة.

 التفكير في رحلة بدلًا من وجهة، يمكن أن يساعد الناجين من الفيروس ومقدمي الرعاية الصحية بالتعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة.

يُمكن لمثل هذه العقلية، أن تُزيد احتمالية استمرار الأشخاص الذين يقومون بِتدابير لحماية أنفسهم من الفيروس – والعدوى المستقبلية – في ممارسة هذه السلوكيات.

كما تشير آكر، فإن عقلية الرحلة في جوهرها تدور حول النمو الشخصي استجابةً للتحديات. «إذا نظرنا للوراء في التجارب السلبية بالإضافة للتجارب الإيجابية، فإن ذلك يُغذي التقدم نحو الأمام». كما تلاحظ، بالإضافة إلى عملها مع هوانغ والأبحاث التي نشرتها هي وزملاؤها في عام ٢٠١٩  حول التّعلم من التجارب السّلبية، تَستشهد بكتاب عالم النفس ستيفن جوزيف ٢٠١١ (ما لا يقتلنا: علم النفس الجديد لنمو ما بعد الصدمة

والبَحث في أعقاب هجمات  الحادي عشر من سبتمبر، يُظهر كيف يمكن تحويل الجنود شخصيًا عبر كارثة.

تقول آكر ”الأَشخاص الّذين يُعانون من مستوياتٍ مُتوسطة إلى عالية في إجهاد ما بعد الأزمة، هم من يَنمون نفسيًا أكثر نتيجة الصدمة. 

هذهِ النتيجة مُفاجئة؛ لأننا كثيرًا ما نسمعُ عن إجهاد ما بعد الصّدمة المُؤدي لاضطِراب ما بعد الصّدمة. لكن هذا ليس سِوى جزءً من القِصة. أولئك الذين نَموا في المَأساة هم من استطاعوا صُنع معنى مِنها. لقد غاصوا في أعماق أنفسهم لفَهم ما حدث وكيّف غَيّرهم، وهذا يتوافق مع البحث الذي أجرته آكر مع كاثلين فوهس وريا كاتابانو، حول كيّفية تَحفيِز التجارب السلبية على الفهم وتعزيز المعنى

تَصورالتَقّدم

يُمكن زِيادة قُدرة النّاجين على إِيجاد معنى من الصدمة عَبر تبني عقليّة الرِحلة، التي يجري تدرِيسُها من نِظّام التَصّور المُوجه وحِفظ المُذكرات والتمارين الأخرى. لقد فكرت هوانغ وآكر أيضًا في استخدام التكنولوجيا الجديدة، مثل تطبيقات الذكاء الاصطِناعي التي تَتَعّلم من المُستخدمين وتُقّدم مُلاحظات مفيدة وتعزيزًا أثناء الرحلة.

على نطاق أوسع، تعتقد هوانغ أن تَصّور التقدم الشخصي وتقّيِيم الإنجازات الصغيرة على طول المسير، يُمكنه الحفاظ على من قد يفقدون الأمل بالعودة إلى حياتهم اليومية العادية.

بمجرد أن يتعلم الناس أفضل طريقة للتعامل مع هذه التحديات، يمكن لعقلية الرحلة أن تُعزّز هذا النمو وبالتالي تحافظ على الصحة العقلية للأشخاص في المستقبل -خاصة عند حدوث مسببات أو ضغوط في المستقبل-

ابقَ على اتصال

تقول آكر إنه مع اقترابنا للنضال الأطول في التغلب على كوفيد-١٩ والعودة للحياة الطبيعية، من المهم أن يتأمل الناس الأشهر القليلة الأولى من تفشي المرض ويلاحظوا ما تعلموه عن أنفسهم والآخرين من تجاوزهم.

الخبرة

تشرح قائلة ” تتعلق عقلية الرحلة بالاستمرار من نجاحاتنا وإخفاقاتنا ذات المغزى الماضية إلى اللحظة الحالية والمستقبلية“. «النجاح لا يوجد في عزلة – له ماض ويجب أن يستمر في المستقبل.» 

أكدت آكر وهوانغ أيضًا على أن رحلة الوباء لا يمكن أن نكملها بمفردنا، وأننا بحاجة لتحدينا ودعم الآخرين.

تقول: «إن تعلم كيفية الاستفادة من عائلتنا وأصدقائنا يساعدنا في الحفاظ على نجاح هدفنا» 

عندما يَصل الأشخاص إلى النُقطة التي يكون كل ما يريدونه هو تجاهل المعلومات الاجتماعية أو تجنبها، كما هو موثق في البحث الذي نشرته هوانغ في عام ٢٠١٨، فإنه من خلال التواصل والاتصال بشبكاتهم الاجتماعية، يمكنهم استعادة الدافع للمُضي قدمًا.

أكدت هوانغ وآكر أيضًا أنه من المهم إدراك أن الرحلة قد تكون أطول بكثير مما كان مُتصورًا، إذا تبين أن كوفيد-١٩ ليس أزمة ذات حل واضح، بل نذير بمستقبل يتعين فيه على الناس فيه التعامل مع الأوبئة بقدرٍ أكبر. إذا كان هذا هو الحال، فإن الدروس المستفادة والتقدم الذي تم إحرازه خلال عقلية الرحلة قد يساعد الناس في البقاء على قيد الحياة

ميزة متعددة الأجزاء 

هذه المقالة الثانية من مقالتين تُوضِحا البحث الذي أجراه أساتذة جامعة ستانفورد جي إس بي، جنيفر آكير و سزو تشي هوانغ عن فائدة تحقيق الأهداف بالتفكير على الجهد كرحلة مستمرة وليست وجهة يبلغ وصولها. 

المصدر

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *