كيف تستخدم مهارات الإدراك المعرفي لتذكر ٩٠% مما تقرأه

ترجمة بتصرّف لمقال:(How to Use Metacognition Skills to Remember 90% of What You Read By Thomas Oppong)

الكاتب: توماس اوبونج.
ترجمة: سندس النعماني sondostranslat@
تدقيق ومراجعة: ليلى عامر.
المراجعة النهائية: أسامة خان.

القراءة ليست سباقًا – خصص وقتًا للتعلم والتذكر والتفكير

إن كلا من كتب التفكير السريع والبطيء وفكر بعقلية المراهن والمخاطرة في اللعبة والمفكرين العظماء وقوانين الطبيعة البشرية والمستثمر الذكي وكتاب من الصفر إلى الواحد هي كتب عظيمة تتطلب قراءتها مرارًا وتكرارًا لفهم الأفكار التي أرادها الكتّاب.

فقراءة كثيرٍ من الكتب العظيمة تُحسِّن المعرفة والحكمة وتطوِّر نموذجنا الفكري ولكن غالبية الناس نادراً ما يتفاعلون مع محتوى الكتب. 

عندما تضع هدفًا قراءة مئات الكتب في السنة دون أيّ اعتبار للحد الاستيعابي لذهنك ربما لن تحصل على المعرفة التي تحتاجها من تلك الكتب، ولكن لكي تحسن من استيعابك للأفكار الجديدة عليك أن تبطئ في القراءة وتفكر بعمق فيها. 

حيث أن القراءة لاكتساب المعرفة تتطلب اهتمامًا متعمدًا فلا يمكنك قراءة كتب عظيمة في جلسة واحدة أو بضعة أيام، ربما يمكنك ذلك لكن لن تتذكر الكثير مما تعلمته. فاكتساب المعرفة يتطلب التركيز والاهتمام، فإذا عجلت في القراءة فستفقد أفضل المعارف وإذا صارت عادة فقد تفوتك التجربة العميقة للكتاب. 

كما كتبت سوزان هيل، مؤلفة كتاب «هواردز النهاية على الهبوط: عام من القراءة من المنزل». «القراءة السريعة لن تسمح للكتاب أن يختبئ في ذاكرتنا و أن يصبح جزءاً منا فتراكم المعرفة والحكمة والخبرة يساعد على تكويننا كبشر كاملين».

وقال نافال رافيكانت: كلما ازددت ذكاءً كلما كنت أبطأ في القراءة.

كما أن بعض الناس أفضل من غيرهم في استيعاب المعرفة القابلة للتنفيذ. لذا فإن السؤال الحاسم هو: لماذا قلة من الناس يقرؤون أفضل بكثير من غيرهم؟ 

تتطلب القراءة الناجحة الإدراك المعرفي

عندما تكون مدركاً معرفياً بطريقة تفكيرك فأنت تنظر فيما تفكر، فإنها مهارة حيوية لتعلم المعرفة الجديدة والاحتفاظ بها.

عندما تطبق الإدراك المعرفي فأنت:

١. تخصص وقتًا لتحليل المحتوى والتفكير فيما تقرأه. 

٢. تسأل أسئلة نقدية وتحليلية صعبه أثناء القراءة. 

٣. تخصص وقتًا لمعرفة ما كنت تعرفه بالفعل قبل القراءة وما الذي تريد تحسينه. 

٤. تفكر فيما يجب القيام به لتذكر المزيد مما تقرأ.

٥. تخطط لتطبيق بعض الأفكار الواردة في الكتاب في حياتك.

يستخدم القراء الناجحون الإدراك المعرفي لفهم ما يريدونه من الكتب وكذلك يستخدمونها لتحسين تجربتهم في القراءة.

تعلم ان تقرأ وتفكر في نفس الوقت 

كتب توماس نيوكيرك في كتابه فن القراءة البطيئة: ست ممارسات تكريمية من أجل المشاركة. «بأنه يمكننا أن نتعلم الاهتمام والتركيز وتكريس أنفسنا للمؤلفين ويمكننا أن نبطئ القراءة حتى نستطيع أن نسمع صوت النصوص وأن نشعر بحركة الجمل وأن نجرب متعة الكلمات والمقطوعات الخاصة التي تتحدث إلينا». 

ونادرًا ما يستفيد القراء السريعون من الكتب التي يقرؤونها لأنهم لا يمنحون دماغهم الوقت الكافي للتعلم والتذكر والتفكير في المعرفة الجديدة. 

كما يمكن لمعدل استيعاب المعرفة أن ينخفض بشكل كبير عندما تقرأ بسرعة والأسوأ عندما تقرأ موضوعاً جديداً أو كتباً كثيفةً.

أما القراءة المتأنية تعني بأنك تأخذ كتبك بجدية فإنها إحدى أفضل الطرق لاكتساب المعرفة الجديدة والاحتفاظ بها. 

وتتطلب معظم الكتب العظيمة استثمارًا يتراوح من ٥ إلى ١٠ ساعات لاستيعاب المحتوى تمامًا. أي أنه عندما تخطط لقضاء الكثير من وقتك على الكتب الجيدة، فمن الضروري التأكد من حصولك على أكبر قدر من المعرفة دون إضاعة الوقت. 

إذا كنت تخطط للحصول على معظم الكتب الواقعية التي تشتريها، فيجب أن يكون لديك خطة للقراءة. ونادرًا ما يتخلل هذه الخطة الكشط إلا إذا كنت تهدف إلى الانتقال سريعًا إلى كتاب أفضل من كتاب عادي

ولتحسين عملية تذكر المعلومة الجديدة، فإن كثيرا من القراء الناجحين والمتعمقين يلتزمون بالتالي:

١. تدوين الملاحظات الشخصية أثناء القراءة.

٢. تسليط الضوء على أفضل الأفكار، ولا سيما تلك التي تجعلهم يفكرون بشكل مختلف. 

٣. تحديد الأفكار المهمة التي يمكنهم الرجوع إليها في المستقبل.

٤. تلخيص كل فصل يكملونه. 

٥. مناقشة الموضوع مع الآخرين لمعرفة المزيد حول ما فاتهم. 

٦. تعليم الأفكار الجديدة عن طريق الكتابة عنها.

إن الأفكار تحسن من عملية التذكر للقراء المتعمقين والأشخاص الجادين بشأن استيعاب المعرفة، وقد يستغرق وقتا جيدا للحصول على أفضل الكتب العظيمة. بحيث يمكنك أن تأخذ بهذه العادة أكثر من خلال إيجاد فضول شخصي في قراءتك. 

كذلك تحليل الأفكار المطروحة من خلال توافقها مع معرفتك الحالية؟ إذا لم تكن كذلك، إذا كيف قدم المؤلف وجهة نظره الجديدة؟ وهل يمكنك أن تربط المعرفة الجديدة بمعارف أخرى من مختلف المجالات؟

كتب آندي ماتوشاك «يجب على القراء تفعيل حلقات التغذية الراجعة الخاصة بهم. هل فهمت ذلك؟ هل يجب أن أعيد قراءتها؟ أم تريد استشارة نص آخر؟» يجب أن يفهم القراء إدراكهم الخاص. ما هو شعورك عندما تفهم شيئًا ما؟ أين هي النقطة العمياء لديك؟

القراءة التحليلية تدفع عقلك للعمل. بحيث تجعلك تنظر فيما تفكر وكلما زاد تفاعلك مع المعرفة الجديدة، أمكنك تذكرها بشكل أفضل. 

إن القراءة من أجل الفهم أو المتعة تعني أنك على استعداد للقراءة ببطئ، وأنا لا أستخدم نفس الأسلوب مع كل كتاب. 

كان فرانسيس بيكون محقًا عندما قال أن «بعض الكتب يجب تذوقها، وأخرى يتم ابتلاعها، وأخرى تُمضَغ وتُهضم؛ أي أن بعض الكتب يجب تقرأ أجزاء منها وبعضها الآخر لا تقرأ بفضول وبعضها يجب قراءته كاملا بحرص واهتمام».

يتطلب كل كتاب تقريبًا استراتيجية قراءة مختلفة. أما بالنسبة للكتب الرائعة، فلا أستعجل في قراءتها بل أنتبه وأفكر في الأفكار بعمق. 

وإذا لم يكن هدفك فهم المعرفة والاحتفاظ بها وتطبيقها، فيمكنك تجربة نهج أسرع فيما يناسبك. 

ولكن إذا كنت تريد أن تتذكر ٩٠٪ مما تقرأ، فخصص وقتًا لذلك. ابطئ القراءة وفكر في الأفكار وحللها وتذكر أن تبدأ كل كتاب بهدف و تلخصه بأسلوبك الخاص. ليس بالضرورة أن تقرأ بعض الكتب بشكل أسرع ولكن اختر أسلوبك في القراءة بحكمة.

 

 

المصدر
تمت الترجمة بإذن من الكاتب
أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *