كيف تمكث في المنزل

ترجمة بتصرّف لمقال: (How to Stay at Home, By Toni Bernhard J.D)

عشرة استراتيجيات للتأقلم مع البقاء في المنزل حتى بعد تخفيف القيود.

 

ترجمة: أمنية علي الزبيدي
تدقيق ومراجعة: ندى محمد

 

تسعدني مشاركة منشور الضيف لـ جيني بوستيلا. وهي واحدة من أكثر الداعمين لمرضى التهاب الدماغ والنخاع العضلي (المعروف أيضًا باسم ME / CFS، الذي يحل محل الاسم القديم والمضلل “متلازمة التعب المزمن”)، أُصيبت جيني بعدوى فيروسية مثلي ولم تتعافى أبدًا.

 وعملت على مدى الخمسة وعشرين سنة الماضية بلا كلل، من المنزل في الغالب وأحيانًا على سريرها، لتثقيف الناس عن هذا المرض، والأهم من ذلك، في محاولة منها لتأمين تمويلٍ لبحوثها. صداقتها تدعمني شخصيًا وتبث فيّ الإلهام لمساعدة الآخرين، إنني سعيد جدًا لمشاركتكم أفكارها.

مرت ستة أشهر تقريبًا منذ الكشف عن أول حالة مؤكدة لكوفيد ١٩ في الولايات المتحدة، والتي تعد رحلة طويلة. لقد مررنا بمرحلة توقف عالمي عن العمل، وعانى الجميع من صعوبة أو خسارة، عاد الصيف الآن، وخففت الولايات قيودها، كما يريد الجميع أن تعود الحياة لسابق عهدها فحسب.

للأسف، ليس بإمكان الجميع أن يعاود حياته الطبيعية، فالعديد من الناس ملزمين بمتابعة البقاء في منازلهم والإبقاء على الحجر المنزلي؛ لأن خطر العدوى مازال مرتفعا. فكبار السن وبعض الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، يعدون أكثر عرضة للمعاناة من شدة المرض أو الموت ـ لا سمح الله ـ.  حتى الأشخاص الذين لم يسبق لهم دخول المشفى قد يعانون من المرض لعدة أشهر.

إنني في الحجر المنزلي منذ ما يزيد عن أربعة أشهر حتى الآن، أعد من مجموعة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، لذا سأستمر في الحجر المفروض ذاتيًا حتى يُوجد لقاح، إذا كانت حالتك تشبه حالتي، فقد تتساءل عن كيفية التأقلم مع البقاء في المنزل لمدة يمكن أن تطول إلى أجل غير مسمى.

كان الحجر أسهل عليّ وعلى زوجي من غيرنا لأنه نمط حياتنا الطبيعي، فمنذ ما يزيد عن خمس وعشرين عاما وأنا أعاني من التهاب الدماغ والنخاع العضلي ملازمةً المنزل لوقت طويل، ثم أصيب زوجي بسكتة دماغية إثر إصابة في عنقه قبل خمسة سنوات، فبات يلازم المنزل لوقت طويل أيضًا. مررنا بصراع التعامل مع الحياة المنغلقة، قد يعينك ما تعلمناه على التأقلم مع فكرة قضاء معظم الوقت في المنزل، حتى وإن عاد من حولك إلى طبيعتهم.

آمل أن يناسبكم ما تناسب معنا، فلكلٍ ظروف مختلفة تمامًا عن غيره، حتى وإن لم تتناسب اقتراحاتي معكم، يمكن أن تستخدموها كنقطة بداية لصنع حلولكم الخاصة.

١. اعتن بصحتك العقلية والنفسية:

 الاكتئاب والقلق حقيقة واردة، ولا شك في تفاقمها بسبب الوباء والاقتصاد واحتجاجات العدالة الاجتماعية (في الولايات المتحدة)، فإذا كنت تمر بفترة عصيبة تواصل مع مقدم الرعاية الصحية والعقلية الذي تراجع عنده (إذا كنت تراجع أحدهم).

٢. احصل على المعلومات التي تحتاجها لاتخاذ قرارات مبنية على المعرفة حول ما هو آمن. 

كان التعامل مع أوامر الحظر الكامل أسهل من ناحية: أن الجميع كانوا يخضعون لنفس القيود، إذا لم تكن تعمل على إنقاذ الأرواح فعليك أن تبقى في المنزل. اتُخذت قرارات بشأن ما هو آمن أو غير آمن بالنسبة لنا، وكنا جميعا نمر بالأمر نفسه. الآن، يجب على الجميع تحكيم قراراتهم بناءً على ظروفهم الفردية وتوجيهات الحكومة المحلية. من الصعب معرفة ما يجب فعله، هناك الكثير من الأشياء التي يجب مراعاتها، بما في ذلك عدد الأشخاص الذين ستلتقي بهم والمدة التي سيستمر فيها اللقاء. عليك أيضًا التفكير في مدى أهمية النشاط، مثل موعد طبي مقابل حفلة عائلية. خذ الوقت الكافي للتفكير في أفضل طريقة لحماية نفسك من التعرض لفيروس كورونا المستجد، حتى لو كان ذلك يعني الامتناع عن القيام بأشياء تريد فعلا القيام بها.

٣. حافظ على علاقاتك الاجتماعية بأكثر الطرق أمانًا

 من أصعب الأمور علينا خلال فترة الحجر ألا نرى الأصدقاء والعائلة، فيفتقد الأطفال اللعب مع أصدقائهم، كما تفتقد العائلات أوقات اجتماعها. إذا كنت تمتلك إنترنت سريع جدًا، آمل أن تكون قد استمتعت بمحادثات الفيديو مع أصدقائك وعائلتك، إذا لم يكن كذلك، فالمكالمات الهاتفية تؤدي الغرض. 

كن مبدعا في إيجاد حلول تناسبك، أعرف صديقة تمشي ليلًا مع جارتها، تاركين مسافة ستة أقدام بينهم على الأقل، وصديقة أخرى تحضر قهوتها إلى منزلي فنقابل بعضنا من خلف باب زجاجي، بعض العائلات تقوم بتشكيل “حشد” من خلال الانضمام إلى عائلة أخرى للاختلاط ببعضهم البعض وممارسة التباعد الاجتماعي عن غيرهم. بغض النظر عن وضعك الشخصي، إيجاد طرق للحفاظ على تواصلك مع الآخرين أمر في غاية الضرورة.

٤. تحلى بالصبر مع خيارات الآخرين وردود أفعالهم تجاه اختياراتك

 أنا وزوجي لا نغادر المنزل إلا لمسائل ضرورية للحياة، ولا نسمح لأي شخص بزيارة منزلنا، بعض أصدقائنا يفعلون الشيء نفسه، لكن البعض الآخر لا يفعل ذلك، مشاهدة أشخاص يعنيني أمرهم يتخذون خيارات تبدو محفوفة بالخطر مقارنةً بخياراتي كان أمرًا في منتهى الصعوبة، في الوقت نفسه، لا يتفق الجميع على شدة حذرنا، هذا المزيج المتغير باستمرار من منهجيات التباعد الاجتماعي يعني أننا غير قادرين على رؤية معظم أفراد عائلتنا وأصدقائنا وجها لوجه، وهذا صعب جدًا. مع ذلك، لم يكن الخلاف والإحباط الشديدان مثمرين. الشيء الوحيد الذي يهوّن عليّ هو غرس الصبر في نفسي وفي الآخرين، على أمل أن يتحلوا بالصبر معي.

٥. أنشئ أو حسّن نظامك الروتيني المنزلي

 يشعرنا الروتين بالراحة، وقد يحتاج هذا الروتين للتحديث الآن بما أنك تطيل البقاء في المنزل. حدد إيقاعًا لليوم أو الأسبوع عن طريق اتخاذ قرارات مسبقة فيما يتعلق بمواعيد قيامك بالأنشطة. تحديدك المسبق للأمور سيساعدك على اتخاذ قراراتك بقصد وتوازن. على سبيل المثال، أتدرب دائمًا على الكمان في الصباح، وينساب بقية يومي مترتبًا على ذلك. أنشئ جدولًا زمنيًا مفصلًا بالقدر المناسب لك.

٦. أعد النظر في الأعمال المنزلية

أُصبت بالمرض بعد شهرين فقط من مقابلة زوجي، لذا فقد كنت من ذوي القدرات الخاصة طوال فترة زواجنا، فقسًمنا أعمال المنزل بناءً على قدراتنا، وكان هذا جيدًا حتى أُصيب زوجي بالجلطة الدماغية، ففوجئت بمقدار الجهد المبذول لبقائه في المنزل طوال اليوم، حاولت القيام بكل شيء بمفردي، لكن في نهاية المطاف جلسنا وبيدنا قائمة طويلة لمعرفة كيفية تقسيم العمل، مع مراعاة قدراتنا الخاصة. إذا كانت أسرتك تبقى في المنزل أيضا، فأنت تتعامل مع المزيد من إعداد الطعام، والمزيد من الأطباق المتسخة، والمزيد من الفوضى المنتشرة. اطرح سؤالًا على أفراد عائلتك حول كيفية تقسيم العمل لهذه المرحلة، خاصة أنه قد يكون هناك المزيد من الأشخاص القادرين على المساعدة، كما أنها فرصة رائعة لتعليم الأطفال على تحمل المزيد من المسؤولية. قم باختيارات واعية حول من المسؤول عن الأعمال المنزلية ومتى، سيكون الجميع أكثر سعادة إذا تم تقسيم العمل بشكل عادل بقدر الإمكان.

٧. ابحث عن التوازن الصحيح بين المكان والسكون

 أنا انطوائية، وزوجي اجتماعي، أحتاج للعزلة، فكان من الصعب التكيف مع بقائه في المنزل طوال الوقت، اعتاد زوجي على التفاعل في المناسبات الاجتماعية المستمرة، لكن إعاقته جعلت ذلك مستحيلاً الآن. هو في حاجة إلى الضوضاء والمشتتات بشكل مزعج بالنسبة لي. 

 كان علينا أن نحقق التوازن الصحيح لكلينا من خلال المحاولة والخطأ. إذا كنتَ بحاجة إلى الهدوء، فحاول اللجوء إلى غرفة منفصلة، أو اطلب  من أفراد العائلة إذا كان ممكنًا أن ينتقلوا إلى مكان آخر. ربما يمكن لعائلتك أن تتفاوض على “ساعات هادئة” بدون تلفاز وموسيقى وما إلى ذلك لأخذ استراحة جماعية. والشيء الأهم على الإطلاق هو تعرفكم على احتياجات الجميع للهدوء أو الضوضاء واحترامها وإيجاد طرق لمشاركة المساحة.

٨. غيّر شيء ما

التحديق في نفس الأشياء ونفس الجدران الأربعة لأسابيع أو أشهر يبدو جنونيًا. بت أعرف كل خدش على الجدران، كل نقرة في البلاط، كل قشرة من الطلاء. إنه ممل وقد يؤدي إلى تفاقم شعور أنك محبوس في خزانة، اكتشفت أن تغييرًا بسيطًا في المكان يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا. 

أعد ترتيب الصور أو الكتب على الرف، بدل أماكن الأشياء الموضوعة أمامك دائمًا، اشرب قهوتك في كوب مختلف، قم بإنجاز عملك على الحاسب المحمول في غرفة مختلفة لبضع ساعات، اقرأ على كرسي آخر غير الذي تقرأ فيه عادةً. قد تبدو اقتراحات سخيفة أو متكلفة ولكن جرب ذلك. سيحتفي دماغك بمنبهات جديدة، وستندهش من أن شيئًا بسيطًا كهذا يمكن أن ينعش شعورك وتفكيرك.

٩. استمتع

سواء كنت في المنزل بمفردك أو في مساحة مشتركة، تأكد من القيام بشيء ممتع كل يوم، اجعله زمنًا أو نشاطًا روتينيًا. أنا وزوجي نشرب كوبًا من الشاي معًا في الساعة الثالثة مساءً، إنها فرصة لمشاركة ما نشعر به. في المساء، نستمع معًا إلى بودكاست (برنامج صوتي) أو نشاهد التلفزيون. نختار مسلسلات أو موضوعات طويلة للماراثون التلفزيوني الخاص بنا (وهذا يمنحنا هدفًا ويريحنا من السؤال عما يجدر بنا مشاهدته) وبالطبع هذا ليس مقتصرًا على الأشخاص في منزلك. احصل على ساعة سعيدة افتراضية مع زملاء العمل أو قم بمزامنة ليلة الأفلام مع صديق، القيام بشيء ممتع كل يوم هو السر. إنه شيء نتطلع إليه، للتواصل فيه مع مَن يهمنا أمرهم.

١٠. جرّب

 ابحث عما ينجح وما لا ينجح، ثم جرب التغييرات كما لو أنها تجارب علمية، لقد جربنا كل كل شيء، مثل تغيير بعض أوقات الأعمال التي نقوم بها، أو دراسة كيفية سير جداولنا، وكيفية تنظيم أيامنا سويا أو منفردين، جرّبنا استخدام غرفة للقراءة وأخرى للتلفزيون، وكان خيارا جيدًا جدًا فاستمرينا عليه. كل شيء يمكن وضعه على الطاولة لمناقشته ودراسته، إن التعاون على تحسين هذه المرحلة، بالإضافة إلى المرونة في تغيير الأشياء مكنتنا من أن نكون سعداء على الرغم من بقائنا في المنزل.

البقاء في المنزل لفترة طويلة من الوقت ليس ممتعًا للغاية، لكن لا يجدر بهذه التجربة أن تكون بائسة وكئيبة، إنك تمتلك المهارات اللازمة لتُسَهّل العيش بهذه الطريقة مهما امتدت، وتحدياتها ليست إلا ألغازًا لتُحل. جرب أشياء مختلفة، استمر على ما يتناسب معك، وتجاهل ما لا يناسبك، صحيح أنه ليس بوسعنا السيطرة على كوفيد ١٩، ولكن بوسعنا أن نستفيد الاستفادة القصوى من هذه المرحلة.

المصدر

تمت الترجمة بموافقة الكاتب 

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *