يُمكن للنباتات المنزلية التأثير على جودة الهواء حسب نوع الملوّثات

ترجمة بتصرّف لمقال:(Your Houseplants Really Can Impact Indoor Air Quality, Depending on The Pollutant )
كتابة: ديفيد نيلد
ترجمة: مرام الدوسري
تدقيق ومراجعة: نورة العيسى
أظهر بحث جديد إمكانية النباتات المنزلية من تحسين جودة الهواء داخل المباني تحسينًا ملحوظًا وبالأخص من ناحية إزالة ثاني أكسيد النيتروجين من الهواء، وهو ملوِّث ناتج عن حرق الوقود ومرتبط بالأمراض التنفسية.
توضّح الدراسة الجديدة أن نباتات الأصُص سهلة التنصيب وميسورة الثمن ويمكن أن تكون خيارًا فعالًا جدًا في تخفيض مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في المنازل والمكاتب.
أُختيرت بعض من النباتات المعروفة لكي تخضع للاختبار مثل: زنبق السلام (الأشرعة البيضاء) ونبات الذرة (أيدع أريجي) ونبات الزاميوكولكاس، فأخفضت هذه النباتات أثناء الاختبار مستويات ثاني أكسيد النيتروجين بما يقارب ٢٠٪ في بعض الحالات.
قال عالم الكيمياء كريستشين فرين من جامعة برمينغهام في المملكة المتحدة: «النباتات التي اخترناها مختلفة تمامًا عن بعضها البعض، ومع ذلك فقد دُهشنا من إظهارها قدرات متشابهة في إزالة ثاني أكسيد النيتروجين من الهواء».
ولأغراض الدراسة، وُضعت كل واحدة من النباتات في غرفة للاختبار مع مستوى مماثل من ثاني أكسيد النيتروجين تقريبًا للمستويات الموجودة في مكتب بجانب طريق مزدحمة، وفي غضون ساعة فقط استطاعت كل أنواع النباتات إزالة قرابة نصف كمية ثاني أكسيد النيتروجين من الغرف.
وعند تطبيق النتيجة على مكتب صغير (١٥ مترًا مكعبًا أو ٥٣٠ قدمًا مكعبًا) به خمسة نباتات، أفاد الباحثون أنه من الممكن انخفاض مستويات ثاني أكسيد النيتروجين بنسبة ٢٠٪ في مكان سيء التهوية.
وإن كان هذا ليُطبق على مكان أكبر (١٠٠ مترًا مكعبًا أو حوالي ٣٥٠٠ قدمًا مكعبًا) فسيحدث انخفاض في مستويات الملوّث بنسبة ٣.٥٪ فقط كما حسبه الباحثون، لكن يمكن إضافة نباتات أكثر لتعوّض عن المساحة الإضافية.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الانخفاض تحقّق في كلٍ من الأوضاع المظلمة والمضيئة والتربة الجافة والرطبة، ولكن في دراسات سابقة بحثت في إزالة ثاني أكسيد الكربون أثرت هذه الظروف البيئية على مدى تحسّن جودة الهواء.
قال فرين: «لا نعتقد أن النباتات تستعمل نفس العملية التي تستخدمها في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ففي أثناء هذه العملية تبين لنا أن امتصاص الغاز كان من خلال ثغور (ثقوب صغيرة جدًا) في الأوراق».
«لم يكن هناك ما يشير إلى أن النباتات أطلقت ثاني أكسيد الكربون مجددًا في الهواء (حتى في التجارب ذات المدة الأطول) لذلك يبدو أن عملية بيولوجية تحدث لها تتضمن التربة التي تنمو فيها النباتات، لكننا لا نعلم ما هي هذه العملية بالضبط».
قرّاء موقع ساينس آليرت (ScienceAlert) القدامى قد يذكرون دراسة سابقة نُشرت على الموقع دحضت فكرة إمكانية النباتات المنزلية من تحسين جودة الهواء الداخلي، لكن تلك الدراسة نظرت في ملوثات المركبات العضوية المتطايرة (VOC) بدلًا من مستويات ثاني أكسيد النيتروجين.
جزء من صعوبة التوصل إلى قرار نهائي بشأن هذا الأمر هو أن المنازل والمكاتب في الحياة الواقعية ليست بالضرورة مثل البيئة في التجارب المختبرية والهواء والملوثات الجديدة التي تطفو فيه كل الوقت، ومع ذلك ففي هذه الحالة أجرى الباحثون حساباتٍ لمساحات أكبر وأنواع تهوية مختلفة.
من المرجح أن البحوث المستقبلية ستبحث في الآليات الدقيقة التي تستخدمها هذه النباتات في إزالة ثاني أكسيد النيتروجين من الهواء، ومدى شبهها بالجدران الخضراء، وهي جدران كاملة من النباتات التي من المرجح كونها أكثر فعالية في تنظيف الهواء.
قالت عالمة البستنة تيجانا بلانوسا من الجمعية الملكية للبستنة في المملكة المتحدة: «فهم حدود ما يُمكننا توقعه من النباتات يساعدنا في التخطيط وإعطاء المشورة فيما يخص النباتات التي تُزرع مع بعضها البعض، التي لا تبدو جميلة وحسب، بل تؤدي أيضًا مهمة بيئية هامة».
نُشر البحث في مجلة جودة الهواء والجو والصحة.
أحدث التعليقات