كيف تكون معلماً عظيماً

ترجمة بتصرف لمقال: (What Makes A (Great Teacher? by Shaun Killian

تدقيق: نهى الرومي.

كيف تكون معلما متميزا؟

للمعلم أثرٌ عظيم على مستوى طلابه، لكن المؤسف في الأمر أنه ليس كل المعلمين كذلك، فبعضهم أبعد عن التأثير.

“تشير الدراسات التي تبحث أثر المعلمين على الطلاب إلى أن “الطلاب الذين يدرسهم معلمون ذوو كفاءة عالية يتطور مستواهم بمعدل أسرع بثلاث مرات من أولئك الذين يدرسهم معلمون ذوو كفاءة متدنية”.

(باربر ومرشد، ٢٠٠٧)

لماذا يتفوق بعض المعلمين على أقرانهم؟

ربما يكمن جزء من الإجابة في طرق التدريس التي يستخدمها ذلك المعلم، لكن الجزء الأكبر يكمن في المعلم نفسه، ولتوضيح الأمر ببساطة: لو تم إلزام جميع المعلمين في مدرسة ما باستخدام طرق تدريس موحدة، فإن ذلك لن يغير حقيقة أن بعض المعلمين سيكون ذو أثر أكبر، وفيما يلي أهم صفات هؤلاء المعلمين المتميزين:

الشغف:

يعتقد جون هاتي، أن أفضل المعلمين هم أشدهم حماسة وشغفا، إنهم شغوفون بالمادة التي يُدرّسونها، عاشقون لمهنتهم، يحبون مساعدة طلابهم على التعلم، وحماسهم هذا معدٍ، فهو ينتقل لطلابهم فيحبون التعلم بدورهم.

إن الشغف بالمهنة هو الذي يجعل المعلم يبذل أقصى طاقته في التعليم، فهو يمنعه من اليأس عندما تصعب الأمور، ويدفعه لتطوير أدائه مهما كان مستواه الحالي.

 

رفع سقف التوقعات:

يتوقع المعلمون المميزون من طلابهم أن يجتهدوا في التعلم، إنهم يعترفون بتفاوت مستويات طلابهم وتبايُن قدراتهم، لكنهم يؤمنون بقدرتهم جميعا على التعلم، وبأحقيتهم في التطور الحقيقي في كل عام، والتمكن من درجة معينة من القدرات اللغوية والكمية الأساسية.

يتوقع المعلم المتميز من كل طالب من طلابه أن يتمكن من التعلم بشكل لم يسبق له مثيل، إن إيمانه بقدرات طلابه يدفعه لتحدي المتفوق منهم والضعيف على حد سواء ليتجاوز كل منهم مستواه الحالي، وتذكر الأبحاث أن أكبر عامل فردي يميز المعلمين المتفوقين هو: اعتيادهم على تحدي قدرات طلابهم!

يقول غوته:

“عندما أعاملك بحسب ما تستطيعه، فإني أساعدك على تحقيقه”

 

القدرة:

إذا استوت جميع العوامل الأخرى، فإن الأذكى غالبا هم الأكثر تميزا في التعليم، وكلما كان المعلم أشد ذكاء كان ذلك أفضل، هذه حقيقة مألوفة، لكن الأبحاث أبرزتها بوضوح، فمعدلات الذكاء العالية .(IQ) أو القدرة العقلية العامة، تؤدي لأداء أفضل في كافة المهن، بما فيها التعليم

“إن العامل الوحيد الذي يرتبط بثبات مع تحسن مستوى الطلاب هو معدل ذكاء المعلم”

ديلان ويليام

وهذا غير مُستغرب، فالذكاء هو مقياس للقدرة على إدراك العقبات وتجاوزها، وهو يدعم مهارات يحتاجها المعلمون يوميا مثل مهارتي اتخاذ القرار وحل المشكلات، والتي يبرع المتميزون في القيام بهما كما هو مُثبت علميا.

 

المعرفة:

يحتاج جميع المعلمين لمعرفة المحتوى الذي يقومون بتدريسه، ومعرفة طرق تدريسه، وإن لم تقم بذلك إلى الآن، فيمكنك الاطلاع على مقال أهم عشر طرق تدريس مثبتة علميا.

” إن المعلمين الذين يستخدمون طرق تدريس خاصة، يكونون أكثر تأثيرا على تحصيل الطلاب”

جون هاتي

وتعد هذه المعرفة متطلبا سابقا للتدريس الفعّال، لكنها –بحد ذاتها- غير كافية لتحويل المعلم من جيد إلى ممتاز، إن الأهم هو طريقة استخدام هذه المعرفة والتي تجعل بعض المعلمين أكبر تأثيرا من غيرهم، حيث يساعدون طلابهم على الانتقال من سطح المعرفة إلى مستويات أعمق للفهم، فهم يربطون المعرفة الجديدة بخبرات الطلاب السابقة، بما فيها ما تعلموه من مواد أخرى، كما أن هؤلاء المعلمين يساعدون الطلاب على تطوير مستواهم بما يناسب كلا منهم على حدة.

 

الاجتهاد:

إن التدريس ليس عملية ممتعة أو سهلة على الدوام، وليس مهنة يقضي فيها المرء جزءا من يومه فحسب، نعم يمكن للمعلم التركيز على الأمور الأهم، لكن لا مفر له من العمل الجاد، يملك المتميزون دافعية عالية لتقديم أفضل ما لديهم، وإدراك للرابط القوي بين بذل الجهد والنجاح، كما يتمتعون بالشعور بالمسؤولية، والعزم، والمثابرة.

 

الاهتمام:

للمعلمين الذي يحيطون طلابهم بالرعاية والاهتمام، أثرٌ أكبر على تفوقهم، إنهم يهتمون بهم بصدق باعتبار كل فرد منهم إنسانا ذا قيمة، تماما كما يهتم الآباء بأبنائهم، إن المعلمين المتميزين ودودون، محترمون، ولديهم عاطفة إنسانية جياشة، فهم يحيون طلابهم في الصباح، ويتفقدون أمور حياتهم، ويقدمون لهم الدعم والمساندة عند الحاجة.

لابد للمعلم من العناية بطلابه حين يجدهم متقاعسين عن تطوير إمكانياتهم، ولا يخشى المتميزون من المعلمين بناءَ علاقة ودّ متينة مع طلابهم، فهم يثقون بهم ليتفوقوا، ويقدمون لهم الدعم التام، إن هذه الرعاية تؤسس لصف يتميز طلابه بما يلي:

يثقون بقدرتهم على التعلم، لا يخشون ارتكاب الأخطاء، يتقبلون النقد الذي يساعدهم على التعلم.

القدرة على حل المشكلات:

بينما يسعى المعلمون المتميزون لمساعدة كل طالب على النجاح، فإن جهودهم تبوء بالفشل أحيانا، لكنهم لا يخشون ذلك الفشل، ولا يلومون أنفسهم، كم أنهم أيضا لا يتعاملون معه كأمر حتمي لا حيلة لهم به، إنهم –بدلا من ذلك- يرون فيه مرآة تخبرهم أن ما يقومون به حاليا قد لا يناسب طلابهم، إنهم ينظرون إليه باعتباره تحديا عليهم مواجهته أو مشكلة ينبغي حلها.

وعندما يواجهون فشل طلابهم في التمكن مما يقومون بتعليمه، فإنهم يبحثون عن حلول بديلة، فيستعينون بزملائهم المعلمين أو بخبراء خارجيين، ثم يجربون الحلول ويراقبون أثرها، ويستمرون في تجريب الأفكار حتى يعثرون على الحل المناسب.

ومن المهم الإشارة إلى أن لدى معظم المعلمين مستوى معينا من الصفات السابق ذكرها، لكن المعلمين المتميزين تظهر لديهم هذه الصفات بدرجة أكبر.

-أشعل حماسك.

-ارفع توقعاتك.

-ثقف نفسك عن طرق التدريس.

-واصل العمل بجد.

-أظهر للطلاب اهتمامك الصادق بهم.

-اقبل التحديات وحاول حل ما يواجهك من مشكلات.

 

المصدر

 

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف