حيلة سلوكية بسيطة لكسب الثقة والسلطة

ترجمة بتصرّف لمقال: ( 1Simple Behavioral Trick to Gain Confidence .and Power, By Inc)

 (بحث للأستاذ المشارك دانا آر كارني تبين فيه كيف لتغيير بسيط في الوضع الجسدي إحداث نجاحٍ كبير)

 

الكاتب: دانا آر كارني
ترجمة: هند الرميان
تدقيق ومراجعة: لمى الجريّد

 

تخیّل لو أعطاك شخصٌ ما 200 دولارًا، وخيرك بین أمرين: إما أن تحتفظ بالمبلغ، أو أن تُرمى عملة معدنية فتربح ضعف المبلغ وتحصل على 400 دولار إن ربحت الرمية. خذ وقتًا للتفكير وبعدها قرر أيَّ خیارٍ ستتخذ.

إن واحدة من أقوى النتائج في البحوث الاقتصادية السلوكية هي أن تفادي الخسارة أهون من الخسارة نفسها. فعندما تعطي فرصة 50 بالمئة لخسارة 200 دولارًا وفرصة 50 بالمئة لربح 200 دولارًا فإن معظم الناس يرفضون هذا العرض، فمجرد احتمال الخسارة مربك جدًا.

في المثال السابق -المبني على دراسة حقيقية أجرتها دانا كارني، التي كانت حينها أستاذة مساعدة في جامعة كولومبيا- قرر معظم المشاركين كسب 200 دولار.

لكن كارني وزميلاتها لم يردن تكرار اكتشاف سبق معرفته، ولتحقيق ذلك أضفن شيئًا جديدًا للدراسة. فقسّمنَ المشاركين إلى أربع مجموعات، مجموعتان حافظ المشاركون فيها على وضعيات الثقة –فكانوا إما يضعون أقدامهم على سطح طاولة، أو وضعوا أيديهم خلف رؤوسهم، أو وقفوا خلف مكتب وانحنوا إلى الأمام مع وضع أيديهم على المكتب. 

ومجموعتان اتخذ المشاركون فيها وضعيات لم ترتبط بالثقة والسيطرة فكانوا إما يضعون أقدامهم على الأرض وينظروا إلى أسفل، أو وضعوا أيديهم في أحضانهم، أو وقفوا مكتفين أيديهم ووضعوا ساقًا على أخرى.

هنا أكدت كارني حدسها بأن تجنب المخاطرة يعتمد جزئيًا على السياق. خاصة أنها وجدت علاقة بين وضعيات المشاركين جسديًا ومدى تجنبهم للمخاطرة في مهمة المقامرة. فلقد قامر أكثر من 80٪ من المشاركين في المجموعة الأولى بينما 60٪ فقط من المجموعة الثانية.

وتبيَّن في اختبار لاحق والذي أخذت فيه عينات من اللعاب، أن المشاركين أصبح لديهم مستوى هرمون التستوستيرون أعلى بكثير في وضعيات الثقة عما كانوا عليه قبل الاختبار.

فهذه النتائج تحاكي سابقاتها من أبحاث الإدراك المرتبط بوضع الجسد، ودراسة كيفية تأثير التجارب البدنية على طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا. ناقش الباحثون النتائج في هذا المجال الناشئ بقولهم (هل إذا كنت تمتلك محفظة ثقيلة، يعني أن تحكم على العملات على أنها الأكثر قيمة؟)، هنا نجد أن الفكرة العامة التي تقول بأن الجسم يؤثر على العقل صحيحة.

كما أكدن أيضًا على مدى أهمية التواصل غير اللفظي (بالإشارات والتعابير). واختتمت كارني بقولها:«في بعض المواقف التي تتطلب القدرات والقوة، يكون لدى الناس القدرة على تزييفها حتى يتمكنوا من تحقيقها، تدريجيا وإجماليًا، من المحتمل أن تؤدي هذه التغييرات البسيطة في الوضعية ونتائجها إلى تحسين الصحة العامة للشخص ورفاهيته».

 

المصدر

 

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *