تُرَّهات فومو (نسخة الوباء)
لم يفُتْكَ شيء ما عدا رُبما أحلامكَ
كتابة: ميريديث أتوود
ترجمة: ربى الهاجري
تدقيق ومراجعة: شيخه عبدالله @Shaikha86334070
إن فومو (الخوف من فواتِ الأشياء) حقيقي للغاية.
يواجه البعض مشاعر الفومو خلال هذا الوقت من الوباء العالمي -الوقت الذي لا يتوفر فيه شيء مثير «متاح» لكي يفوتك. ففي خلال الجائحة يخلق الفومو صراع داخلي مربك للغاية.
أولًا، من المهم إدراك قوة الفومو وخصوصًا بهذا الوقت. إنه من السهل إيجاد أنفسنا ننظر إلى أشخاص من خلال الإنترنت ونشعر بالفومو حيال كل ما يحققونه خلال الجائحة العالمية بموارد محدودة ومنزل مليء بالأطفال ومن خلال وضعهم للأقنعة (أو الأسوء- عدم وضع تلك الأقنعة).
نتيجة لإنتاجيتهم نندفع بجنون للخارج لتحويل الفناء إلى حديقة، ونندفع لطلاء الحمامات، وصنع الأعمال اليدوية، والبدء في مشاريع فنية، وبدء وإعادة بدء «تلك» الرواية، وفوضى الطهي والمزيد من ذلك. أو نجد أنفسنا نضع قوائم للقيام بهذه الأشياء ثم نقوم بلا شيء منها فقط لجلد الذات لذلك. أو نندثر تحت الغطاء ونغرق في اكتئاب الجائحة العميق. (وكلها مشاعر طبيعية تمامًا خلال هذه الفترة، فتذكروا).
أنا هنا لأذكركم أن فومو الوباء الجديد سلاح ذو حدين، كنا نتمنى لو كنا في إجازة أو نركض خمسة أميال مع الناس أما الآن نحن نشعر بالفومو إزاء مواهب الناس وصفاتهم و فترات راحتهم و إنتاجيتهم.
تعد الفومو صفة خفية وعميقة تتحكم بالمشهد من حولنا بلا علمنا.
ينتابنا القلق من أن يفوتنا شيء، ومن أن نُراكم، وأن ننضمَّ لشيء، وأن نتطوع للقيام بأمر ما، ومن القيام بأكثر مما نحن قادرون عليه ناهيك عن القيام به بشكل جيد. وغالبًا ما تكون هذه الأعمال خارج نطاق خبرتنا أو حتى اهتماماتنا. كذلك يأتي فومو على حِساب وقتك، وطاقتك، و إنتاجيتك الحقيقية.
أولًا، علينا معرفة أن هنالك جانبين للفومو صحي وغير صحي. يمكننا الحصول على الإلهام من شخص وتوجيه مشاعر الفومو نحو طاقة إيجابية جيدة. لنحافظ على هذا النوع من الفومو، حسنًا؟
إلا أن نوع الفومو الذي يصيبنا بالجنون يتفق مع التدمير الذاتي وإرضاء الناس، ويرتبط أيضًا بالخوف من عدم إرضاء الجميع. قد تكون صورته الأخرى الفشل من الالتزام بمسارك الخاص والاهتمام بشؤونك الخاصة، أو التوقف عن التدخل في الأمور التي لا تخصك. يمكننا توفير الكثير من الألم لأنفسنا إذا ميزنا نوع الفومو الذي لدينا من البداية.
ما الذي يمكنك فعله عندما تشعر بقدوم مشاعر الفومو؟ إليك بعض النصائح:
اسأل نفسك ما دافع الفومو لدي؟
هل أنت شغوف بحياكة الأوشحة للقطط مثل كاثي؟ أم تشعر بالغيرة لأن كاثي تستطيع الحياكة؟ أو أبعَد من ذلك: هل تشعر بالغيرة من كاثي بشكل عام؟ ما مَنْبع مشاعر الفومو؟
اسأل نفسك «هل أهتم حقًا؟»
لنعد إلى أوشحة القطط، هل تهتم حقا بشأن ما تحاول القيام به، إنجازه، إلخ؟ هل هذا الشيء يثير شغفك؟
انظر لما لديك
إلقاؤك نظرة على ما هو موجود لديك الآن (قائمة مهامك وتقويمك وأهدافك) سوف ينْتَشِلك من الفومو الغريب لحياكة أوشحة القطط (أو أي كان ما يزعجك). ربما لديك أكثر ما يكفي لإشغالك – وآمل أن تكون بعض هذه الأشياء أيضًا على قائمة ما أنت شغوف به. ابْق تركيزك مُسلطًا على أهدافك.
كن ممتنًا
أحيانًا أعتقد أن الامتنان أصبح كلمة رنانة مثل «العناية بالذات» الجديدة ومع ذلك، فإن الامتنان هو أيضًا أداة قوية لقبول ماهية الأمور والعيش وفقًا لشروطنا. قد يتزعزع الفومو إذا تمكنا من رؤية ما لدينا مقابل ما نتمناه.
ملاحظة: لا تتهاون، من الصحيح قول أن وقت الجائحة العالمية ليس بالوقت المناسب لجلد ذاتك لعدم تحقيق كل أهداف حياتك، وبالوقت ذاته لا تنسى أن تحلم بأحلامك، وتركز فيما تريده حقًا.
أحدث التعليقات