كيفية التحكم بفيروس كورونا بواسطة الذكاء العاطفي
استراتيجياتٌ للتوعيةِ والرعايةِ والتعاطف
كتابة: د. ديفيد فيسيل
ترجمة: أسماء نشمي الشمري
تدقيق: لمى سلمان الجريّد
ماذا عن بعض الأخبار الجيدة الجالبة للطمأنينة والهدوء وعلاقات سليمةٍ وقويةٍ أكثرَ مع الآخرين كذلك؟
تزايدت الدراسات المُشيرة إلى أنه بمقدور الذكاء العاطفي مساعدتنا في تعزيز رخاء حياتنا بواسطة شعوريّ الإرهاق والعافية. وفي ظل هذه الظروف العصيبة فهذا خبرٌ سارٌ بالطبع. كما يتألف الذكاء العاطفي من مجالاتٍ أربع: الوعي الذاتي، والإدارة الذاتية، والوعي المجتمعي، وإدارة العلاقات. ويُقدّم كل مجالٍ استراتيجياتٍ عمليةً للتحكم في هذا الوقت الصعب.
الوعي الذاتي
الوعي الذاتي هو تناغُمُنا مع مشاعرنا وتأثيرها على الآخرين. ومن الممكن تأثُرُها بالممارسات الانعكاسية مثل التدوين وحضور الذهن. ومن الممكن أن تكون تلك الممارسات الصغيرة مثل التفقّد الذاتي أثناء تعقيم الأيدي طريقًة رائعةً لبناء عادة الرعاية الذاتية. واسأل نفسك أثناء استخدامِك جِل التعقيم: هل أنا ظمآن، جائع، متعب؟ هل أحمل أعباءً عاطفيةً لا تلزمني؟ هل باستطاعتي الحضورُ أكثر في هذا الزمان والمكان؟ كيف أحدّث نفسي: أبعطفٍ واهتمام أم بطريقةٍ غير مجدية؟».
الإدارة الذاتية
والإدارة الذاتية هي القدرة على التحكم في مشاعر المرء خاصّة الصعب منها، مثل الغضب والإحباط. كما أن مهارات ضبط النفس قد تكون عاملًا مساعدًا في هذه الرباعية. فما الذي يخبرني بأنّي «منفعل»؟ شعورٌ معين في داخلي؟ أم نبرةُ صوتي، أم الغموض؟ وما هي استراتيجياتي«المعتمدة» لتهدئة نفسي؟ من الممكن أن تجد الحل في التنفس العميق والموسيقى والحركة. ومن المعلوم أن جسم الإنسان يحتاج إلى 20 دقيقة على الأقل حتى يهدأ عقِبَ الانفعال العاطفي. جميعنا ينفعل، وربما ازداد هذا الانفعال بزيادة مستوى القلق الآن. ومن الممكن أن تساعدك ممارسات الامتنان البسيطة. وإحدى الخطوات الأساسية لتحسين انضباطك الذاتي هو معرفة ما قد تحتاجه لاستعادة هدوئك.
الوعي المجتمعي
ويتكوّن الوعي المجتمعي مما يُعرَف بالتعاطف. فإن كنت قويًّا في هذه الرباعية ستكون على الأرجح أقل خبرة بتعاطفك مع ذاتك، أو بإتاحتكَ حيّزُا للرعاية الذاتية ذات الأهمية البالغة. كما أن تذكيرنا أنفُسنا أن الرعاية الذاتيّة تُتيح لنا مساندة الآخرين يُمكّننا من تقوية ذلك التعاطف بطريقةٍ أكثرَ توازنًا. وإن امتلكنا مصادرَ واستراتيجيّاتٍ للوعي والإدارة الذاتيّة فستزداد مقدرتنا على مساعدة الآخرين. وهذا سيعود علينا وعلى من نخدمهم بالنفع العاطفي.
إدارة العلاقات
إنَّ إدارة العلاقات هي طريقة تفاعلنا وتأثيرنا على الآخرين، وكيفية إدارة الأواصرالداعمة أو المُرهِقَة لعلاقاتنا. وتكمن الراحة في هذا الوقت الذي يسوده القلق والتوتر الشديد في استحضار المزيد من الصبر وافتراضِ أن الآخرين يبذلون أفضل ما بوسعهم. كما أن تمهُّلُك في اللحظات الحاسمة، ولحظات التوتر، والشكر، والضعف بإمكانها أن تستحثَّ المزيد من المراعاة والترابط للجميع. إنَّ التباطُأَ قليلاً فكرةً بسيطة،عدا أن تنفيذهُ قد يكون تحديًا. وهيَ عادةٌ يُمكن تكوينها يومًا بيوم ولحظةً بلحظة.
الخلاصة
ورغم بساطة هيكل الرباعيات الأربعة للذكاء العاطفي إلا أنها ليست بالشيء السهل. فثمّة كفاءاتٌ إضافيةٌ للذكاء العاطفي بإمكانها المساعدة في العمل والمنزل. بدايةً، اختر إحدى الرُباعيات وركّز عليها. تحالَف مع مُوجّه أو زميلٍ موثوقٍ أو صديقٍ لدعمٍ إضافيّ. فالممارسات الصغيرة كالتنفّسٍ العميقٍ (أو ثلاثةٍ) أثناء استخدامك لمعقّم الأيدي نقطة رائعة للبدء. وعليك استحضار جرعةٍ كبيرةٍ من التعاطف والتراحم الذاتي طوال الطريق. وبالرغم من أن هذه المفاهيم لم يسبق لنا تعلّمها في حياتنا أو مهنتنا إلا أنها لها منافعَ عظيمة. ويذكّرنا إطارُ عملِ الذكاء العاطفي بالطرق النبيلة التي تجعلنا نهتم باستحضارِ الرعاية والعطف لأنفسنا وللآخرين سواءً الآن وحتى بعد فيروس كورونا.
أحدث التعليقات