ستة أسباب نفسية لحساسيتك العاطفية المفرطة

مقال مترجم بتصرّف 6 Psychological Reasons You Feel So Emotional All the Time
مصدر الصورة: Unsplash

الكاتب: نيك ويغنال Nick Wignall 

ترجمة: أمجَاد السعيد amjrg@

تدقيق ومراجعة: بسمة حاج يوسف

لماذا أنا حساس جدًا؟ أكثر سؤال أسمعه بصفتي أخصائيًا نفسيًا، لكنه سؤال مخادع لسببين:

 

١- تأثير العديد من العوامل المختلفة على عواطفنا

كل شيء من التركيبة الوراثية، وأسلوب تعلقك (وفقًا لنظرية التعلق)، ما أكلته على الإفطار، إلى مقدار النوم الذي حصلت عليه الليلة الماضية، كلها تلعب دورًا في عواطفك.

 

٢- لا يوجد معيار واضح للمقدار الطبيعي من العواطف

فمثلًا، لا يوجد كتاب للمعايير يحدد أن الغضب بمقدار ٦ من ١٠ طبيعي، لكن الغضب بمقدار ٨ من ١٠ غير طبيعي، أو أن قضاء بضع دقائق غاضبًا طبيعي، لكن قضاء بضع ساعات غاضبًا غير طبيعي.

 

ومع ذلك، يعاني الكثير من مستويات من المشاعر المؤذية  أعلى وأطول من حاجتهم. وفي حين أن هذه الانفعالات المفرطة تعود أحيانًا إلى عوامل خارجة عن سيطرتهم، غالبًا هذه العوامل ليست المشكلة، بل إن العوامل النفسية الخفية غالبًا هي السبب الرئيسي في سؤال «لماذا أنا حساس جدًا؟»، وهذا خبر جيد عمومًا، لأن أغلب أساليبك النفسية تحت سيطرتك على عكس موروثَاتك أو ما فعله والداك معك عندما كنت طفلًا.

 

وفيما يلي مجموعة من الأسباب النفسية الخفية، ولكن القوية، للحساسية العاطفية المفرطة، وإذا تعلمت تمييز هذه الأسباب في حياتك، فهناك احتمال كبير أنك قادر على توظيفها لتنظم عواطفك بفعالية وتشعر بالتوازن العاطفي كنتيجة.

 

  •   •  •

 

١- التوقعات الجامحة

التوقعات هي اعتقادات عن كيفية تصرف الآخرين أو عن نتائج الأمور. وهناك مشكلتان رئيسيتان في التوقعات، وكلاهما تؤديان غالبًا إلى مستويات عالية من العاطفة:

أ‌.    نادرًا ما يتم تحديثها كما يجب

لنفترض أنك تتوقع من نفسك أن تكون نتائجك ممتازة دائمًا،  في حين أن هذا التوقع (نوعًا ما) معقول بالنسبة لطالب ذكي جدًا في بيئة مدرسية سهلة جدًا عندما كنت في السادسة عشرة من العمر، لكنه ليس معقولًا دائمًا الآن كونك تبلغ من العمر خمسة وأربعين عامًا وخبير في عملك ولديك قرض عقاري، وأربعة أطفال وأبوين مريضين. بمعنى آخر، هذا التوقع المثالي الذي تتوقعه دائمًا هو المسبب الأول لعقدة الكمال التي تعاني منها، ومن المحتمل أن عقدة الكمال هذه هي الدافع للكثير من القلق والتوتر وانتقاد الذات.

ب‌.    غالبًا ما نستخدم التوقعات كآلية دفاع

عندما تعتقد أنه ينبغي لِشيئٍ ما (أو شخصٍ ما) أن يكون أو يتصرف بطريقة معينة، قد يعطيك هذا إحساسًا زائفًا باليقين والسيطرة على الأشياء لا يد لك فيها بالأساس (وبالتالي تسبب القلق). فمثلًا، هل حقًا يتعلق توقعك أن يحصل أطفالك على تقدير ممتاز في دراستهم بمصلحة أطفالك أم أنه يتعلق أكثر بتخفيف قلقك وشعورك بالذنب لأنك لا تقضيّ وقتًا كافيًا مع أطفالك وهذا يؤثر عليهم سلبًا؟ إن وهم السيطرة واليقين الذي يصاحب التوقعات يجعلنا نشعر بالسعادة في اللحظة الراهنة، ولكنه يجعلنا نشعر بالضيق على المدى البعيد لأنه شكل من أشكال الإنكار.

هناك وقت ومكان للتوقعات، ولكن إن لم تتأكد من توقعاتك أو تُحدِّثها أو تتحقق من الوظيفة الحقيقية التي تخدمها، فقد تؤدي بسهولة إلى قدر كبير لا حاجة له من الألم والاضطراب العاطفي. والسر هنا يكمن في التأكد من أن توقعاتك مدروسة ومقصودة بتخصيص وقت للتأكد من توقعاتك عن الأشخاص والعلاقات الرئيسية في حياتك، وتعديلها لتصبح واقعية ومفيدة قدر الإمكان.

٢- القلق 

عندما يقول الناس أنهم حساسون جدًا، هذا القلق الشديد هو أكثر أشكال العواطف شيوعًا، ولكن الشيء الذي لا يفهمه الكثير من الناس عن القلق هو أنه لا يحدث فجأة، بل تنشئه وتصونه عادة النفسية للقلق. وهذا التمييز بين القلق والهم الذي يؤدي إليه أمر بالغ الأهمية، لأنك إن أردت التخفيف من قلَقك، فَالحل الواقعي الوحيد هو أن تتعلم كيفية إدارة عادة القلق عندك بشكل أفضل. بشكل أساسي، القلق هو شكل من أشكال التفكير، تحديدًا نسخة من حديث النفس السلبي، فهو يتضمن محاولة حل المشكلات المستقبلية والتي إما أن تكون أحد الخيارين التاليين:

 

أ ) أنها ليست مشكلات حقيقية. 

ب) أنك لا تقوى على حلها.

 

وكحال جميع العواطف الأخرى، القلق ليس شيئًا يمكنك التأثير عليه مباشرة، فلا يمكنك أن تقرر أن تقلق بقدر أقل كما لا يمكنك أن تقرر أن تكون أسعد فالعواطف لا تعمل بهذه الطريقة. يمكننا فقط التأثير على عواطفنا بطريقة غير مباشرة، بطريقة تفكيرنا في الأساس. إذا كنت دائم القلق من المستقبل، فستقلق دائمًا بقدرٍ أكثر من حاجتك، من ناحية أخرى، إن كنت تستطيع التخفيف من عادة القلق بنسبة ٢٠٪؜  أو ٣٠٪؜ فقط ، فَستتخلص من جزء كبير من عواطف القلق المفرطة. إن كنت تقلق بإفراط غالبًا، فهذا لأنك تقلق كثيرًا، والسر يكمن في التثبت من قلقك والتحكم به.

٣- الاجترار

الاجترار هو الوجه الآخر للقلق، فحين نقلق ننشغل في التفكير العقيم وحل المشكلات المستقبلية في مخيلتنا، وحين نجتر في التفكير فنحن نفكر بلا فائدة في الماضي بذاكرتنا. ومن الأمثلة على ذلك:

  • حين تعود من العمل إلى المنزل وتحاول التواصل مع زوجتك أو اللعب مع أطفالك، لكنك تستمر في التفكير مرارًا وتكرارًا في التعليق السيء الذي قاله مديرك لك أثناء اجتماع في العمل.
  • بدلاً من البحث في احتمالية أن حبيبتك ربما كانت على حق في انتقادك، فإنك تصرف انتباهك عن مشاعرك بالخزي بأن تتخذ موقفًا دفاعيًا وغاضبًا وتجعلها تبدو الفتاة الشريرة.

مثل القلق، غالبًا ما يكون الاجترار مفيدًا لأنه يجعلك تشعر بأنك منشغل في حل المشكلات، لكن في الواقع، أنت لا تقوى على التحكم في الماضي بقدر ما يمكنك التحكم في المستقبل. فحين تعلق في عادة التفكير المُجتر، فأنت تصب الزيت على النار وتفاقم غضبك وعارك على المدى البعيد، وبهذا تزيد تقلباتك العاطفية. بالإضافة إلى أنه يميل إلى القهرية لأنه -باختصار شديد- يشعرنا بالرضا، ويمنحنا إحساسًا بالسيطرة والذي بدوره يخفف قلقنا أو مخاوفنا مؤقتًا.

 

  • بدلاً من تقبل حقيقة أن مديرك لا يحبك كثيرًا، تجعل نفسك تشعر بتحسن مؤقت عن طريق تحليل الموقف مرارًا وتكرارًا لمحاولة اكتشاف ما كان يمكنك فعله أو قوله وكان من شأنه التهوين من وقع الموقف.
  • بدلًا من البحث في احتمالية أن حبيبتك ربما كانت محقة حينما انتقدتك، تقوم بصرف انتباهك عن مشاعر الخجل باتخاذ موقف دفاعي وغاضب يجعلها تبدو الفتاة الشريرة. 

هذا لا يعني أن التفكير في الماضي ليس مفيدًا دائمًا. على العكس من ذلك، ففي بعض الأحيان يمكن للتفكير بهدوء وموضوعية في الماضي أن يكون مفيدًا ومثمرًا بشكل كبير. فكيف تعرف إذا كنت تقوم باجترار غير مفيد أم تفكير مفيد؟

 

 أفضل مؤشر وجدته يميز التفكير المفيد عن الاجترار غير المفيد هو النية.

عندما نتعثر في دائرة الاجترار غير المفيد، فعادةً ما تكون عملية طائشة وتفاعلية نسبيًا؛ فنجد أنفسنا نجتر فقط. من ناحية أخرى، عادة ما يكون التفكير الحقيقي مقصودًا للغاية – فهو يبدأ بشكل مدروس وبتروٍ.

أخيرًا، دائمًا ما يهدف التفكير المثمر إلى الفهم لا الإحساس. فاسأل نفسك: هل أنا أفكر في الماضي كثيرًا لأفهم حقيقة شيء ما بشكل أفضل، أم لأهون على نفسي، أم لأتجنب التعامل مع موقف أو واقع آخر غير مريح؟

 

٤- انتظار الدافع 

يظن معظم الناس أن الدافع وقود؛ فحين تشعر بالرضا الكافي، أو الإلهام الكافي، أو الدافع الكافي، فهو يمنحك الطاقة للقيام بما تريد: 

  • إذا شعرت بالحيوية الكافية، تقوم بالهرولة.
  • إذا شعرت بالإلهام الكافي، تعمل على هذا المشروع الإبداعي.
  • إذا شعرت بالتحفيز الكافي، تكتب منشور جديدًا في مدونتك.

 

وبينما هناك بعض من الحقيقة في أن الشعور الجيد يشجع على القيام بالفعل، إلا أننا عندما ننظر إليه بمعزل فهو في الواقع خطِر. الشعور الجيد يسهل القيام بالمهام الصعبة، لكنه ليس شرطًا للقيام بها. وهذا أمر منطقي إذا فكرت فيه بجدية:

  • إذا صوب شخص ما مسدسًا على رأسك، وأمرك بالذهاب إلى النادي الرياضي والمشي على جهاز المشي لمدة عشرين دقيقة، فستفعل كما أُمِرت… بغض النظر عن شعورك في البداية.
  • إذا أعطاك أحدهم شيكًا بمبلغ مليون دولارًا بشرط أن تنهي منشور المدونة الذي نويت كتابته، فستُنهيه … بغض النظر إن كنت تشعر بالإلهام أم لا.

 

الأمر ببساطة أننا على أتم القدرة للقيام بالمهام الصعبة على الرغم من عدم رغبتنا بذلك. ولكن إليك أهم معنى ضمني لهذه الفكرة: القيام بالمهام المهمة يشعرنا بالرضا! 

  • عملك على مشروع إبداعي بغض النظر عن رغبتك سيزيد إلهامك.
  • ذهابك إلى النادي الرياضي بغض النظر عن رغبتك سيزيد نشاطك.

 

فالعمل طريقُ إلى الدافع، على الأقل بقدر ما أن الدافع طريقٌ إلى العمل.

 

 ولكن المشكلة هي أن معظم الناس لا يصدقون هذه الحقيقة ولهذا ينتظرون الإحساس بالرغبة للقيام بالمهام المهمة. ولسوء الحظ، انتظار الدافع عادة يؤدي إلى الإفراط في الشعور بالعار والحزن وانتقاد الذات لأنك في الأساس تعيش حالة مزمنة من التسويف وتؤجل المهام التي تعلم أنه يجب عليك فعلها وتقوم بشيء أسهل بدلاً منها. حين تترسخ هذه العادة تؤدي إلى حالة من تدني احترام الذات وتقديرها، مما يعرضك للمشاعر السلبية والحالات المزاجية السيئة. من ناحية أخرى، حين تتوقف عن انتظار الدافع وتتعلم صنع دافعك بالعمل الدؤوب بغض النظر عن رغبتك، فأنت تحمي نفسك من آثار التوتر والمشاعر السلبية.

 

٥- التواصل السلبي 

التواصل السلبي هو الميل لتجاهل رغباتك واحتياجاتك «والسير مع تيار» وفق رغبات الآخرين لتجنب الصراع.

 

فمثلا، حين يقترح زوجك أن تذهبا إلى السينما في موعد غرامي، ولكنك تعتقدين أن الذهاب لتناول العشاء أنسب لتتمكنَا من تبادل الحديث، ولكن بعد التفكير مع نفسك تعتقدين أن السينما أنسب، فهو يشكو دائمًا من غلاء المطاعم الفاخرة، حينها تردين قائلةً: “بالتأكيد، عزيزي.”

 

من الواضح أن تأجيل رغباتك واتباع رغبات الآخرين ليس سيئًا بالضرورة. في الواقع، لتنجح أي علاقة صحية، نحتاج إلى أن نكون قادرين على التضحية والتنازل أحيانًا، ولكن اعتاد الكثير على التنازل عن رغباتهم واحتياجاتهم لإرضاء احتياجات الآخرين. وحين يأتي الأمر إلى أهم العلاقات في حياتنا، فإن هذه العادة شديدة الضرر بقدر ضرر رفض التنازل، ويكمن السبب في تسببه  بالاستياء والقلق المزمنين. حين يكون استيائك من الآخرين مزمنًا، وتكون قلقًا في الوقت ذاته فمن الصعب جدًا الحفاظ على حياة عاطفية متوازنة وغير دفاعية. فحينما تتجنب عادة الصراع الخارجي، فأنت ببساطة تحبس كل هذا الصراع داخل نفسك. وحين يزيد الصراع الداخلي، سَتتقلب مشاعرك وتَتطرف. 

إن كنت ترغب في تنمية السلام والاستقرار العاطفي الحقيقي، فعليك تعلم الحزم والتعبير عن رغباتك واحتياجاتك بوضوح وصدق.

 

٦- القيم غير الواضحة

أجب عن هذا السؤال في نفسك بصدق:

  • كم من الوقت تقضي في فعل الأمور التي ترغب بها حقًا؟

 

إن صدقنا مع أنفسنا أعتقد أن الرقم قد يكون أقل مما نرتاح بالإفصاح عنه. هناك الكثير من الامتيازات المضمنة في هذه الفكرة، فالكثير يضطرون إلى قضاء كل وقتهم تقريبًا في القيام بأشياء لا يرغبون بها لِضرورتها المطلقة، ومع ذلك، من الغريب أن الكثير منا في الواقع نتمتع بحرية القيام بما نرغب به ونؤمن به ونتطلع إليه، ولكننا لا نقوم به. 

ولهذا نعيش في حالة من الخجل المستمر من أنفسنا وهذا الإحساس الدائم بأننا لا نقضي وقتنا بحكمة هو نقطة ضعف الشعور بالحساسية العاطفية المفرطة. فكر في الأمر، إذا كنت تشعر بالعار من نفسك بسبب إضاعة الوقت، أو المماطلة، أو الانغماس في أهداف سطحية على حساب أهدافك الحقيقية، فحتى الضغوطات والعثرات الصغيرة سَتؤلمك بشدة. 

 

جزء من هذا التسويف المزمن هو نتيجة مشكلة انتظار الدافع التي تحدثنا عنها في السبب الرابع. لكني أعتقد أن هناك سببًا أعمق لبقائنا في هذه الحالة الدائمة من خيبة الأمل من أنفسنا لأن لدينا قائمة بالمهام التي يجب علينا القيام بها ومع ذلك نجد أنفسنا نضيع الوقت في ما لا يهم… فنحن لا نعرف حقًا ما هي قيمنا. قد نعرف نوعًا ما الخطوط العريضة الغامضة لقيمنا ورغباتنا:

  • أنت تعلم أنك تريد إنقاص وزنك والتمتع بالصحة.
  • أنت تعلم أنك تود قضاء وقت مثمر مع عائلتك.
  • أنت تعلم أنك ترغب بزيادة إبداعك.
  • أنت تعلم أنك تريد السفر أكثر… إلى آخره.

 

تكمن المشكلة في أن هذه كلها أفكار غامضة وغير محددة للغاية، وهذا الافتقار إلى التحديد يصعِّب القيام بها واكتساب الفوائد العاطفية من ذلك. إذا كنت تفكر في الأشخاص الأكثر مرونة عاطفيًا الذين تعرفهم، فأنا أراهن أن معظمهم يشتركون في أن لديهم أهداف وقيم محددة وواضحة ويحققون تقدمًا ثابتًا نحوها. 

 

حين نقضي وقتنا وطاقتنا في فعل ما يهمنا -من الأمور التي نقدرها حقًا- فكأنما أخذنا حقنةً فائقةً للاستقرار العاطفي والطاقة. لكن الحيلة للتغلب على التسويف المزمن هي أن تكون واضحًا في قيمك، وتقدم خططًا وأنظمة واضحة ومحددة للغاية لتساعدك على المضي نحو هذه القيم. لذا، لا تكتفِ بالقيم الغامضة بل خذ الوقت الكافي للتعرف على قيمك بوضوح وتحديد، حينها ستجد أنك قادر على تحقيق تقدم أفضل نحوها؛ ونتيجة لذلك ستزيد ثقتك ويزيد استقرارك العاطفي.

ختامًا

إن شعرت بالحساسية العاطفية المفرطة أكثر مما تحتاج، فمن المحتمل أن تكون إحدى أو أغلب هذه العادات التالية سببًا أساسيًا لها:

 

  • التوقعات الجامحة
  • القلق
  • الاجترار
  • انتظار الدافع
  • التواصل السلبي
  • القيم غير الواضحة

تمت الترجمة والنشر بموافقة الكاتب 

المصدر

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *