المخرجات والمدخلات الإبداعية

الكاتب: آن لوري لو كونف.
ترجمة: سلطانة مساعد الزهراني.
تدقيق: ريم ريحان. @reemrayhan
مراجعة نهائية: ياسمين القحطاني.
هل خطرت لك فكرة رائعة لا دخل لها بما تقوم به؟ يحدث هذا مع الكثيرين في الحقيقة، ويميل دماغنا إلى إجراء روابط مثيرة للاهتمام عندما لا يركز على أداء مهمة محددة، ولهذا السبب تراودنا الكثير من الأفكار أثناء الاستحمام، ولكن للحصول على مخرجات إبداعية عالية الجودة نحتاج إلى مدخلات إبداعية عالية الجودة، فكيف توازن بين الاثنين؟
«ما يرهق الفنان المبدع، هو فرط المدخلات وليس المخرجات».
جوليا كاميرون، مؤلفة كتاب «المشي في هذا العالم: استراتيجيات عملية للإبداع».
– عوائق الإبداع:
المعلومات الفائضة، ولا شك أننا نعيش في عصر لم يعد فيه عدم توفر المعلومات -أي نوع من المعلومات- مشكلة بعد الآن، لكن التحدي هو فرزها والوصول إلى المفيد منها، فما هي المصادر التي يمكنك الوثوق بها؟ وأيها ستحفز عقلك وتثير أفكارًا جديدة؟ من الصعب معرفة ذلك في البداية.
في عالم تكون فيه الطرف المتلقي للبث المصمم بطريقة تُشعرك وكأنها صُنعت من أجلك فقط، وأن تستطيع انتقاء المحتوى الذي تشاهده هو شكل من أشكال الحرية، ويمكن أن يعيق كذلك الإفراط في مشاهدة المحتوى إبداعنا.
نقوم باتخاذ أكثر من ٣٠٠ قرار في اليوم، وأضف عليهم كل مرة تقوم بها باستعراض محتوى أو المرور عليه سريعًا أو النقر عليه أو قراءته أو تصفحه، وفكر في عدد القرارات التي تضيفها إلى عبء القرارات التي يحتاج عقلك التعامل معها يوميًا، ففي كتاب العمل الجاد (Deep Work) يشرح المؤلف كال نيوبورت كيف يؤثر هذا التعرض المستمر لمحفزات جديدة سلبًا على قدراتك الإبداعية، ولهذا السبب تزداد أهمية تحقيق توازن بين المدخلات والمخرجات الإبداعية من خلال تقنين ومواءمة ما تتعرض له مع أهدافك الإبداعية، وضع في اعتبارك المعلومات التي تستهلكها لتغذية عقلك بنفس الطريقة التي تتناول بها الطعام لتزويد جسمك بالطاقة، كقدر كافٍ منه، ومكونات صحيحة، والقليل من الحلويات بين الفترة والأخرى.
فيما يلي بعض النصائح لتقليل الاستهلاك الطائش باتباع نظام تقنين المحتوى:
١- حدد وقتًا لتطبيقات التواصل الاجتماعي، واستخدم أداة حظر التطبيقات إذا لزم الأمر.
٢- أضف قائمة للنشرات البريدية المشترك بها حتى تنتقل مباشرة إلى مجلد مخصص، وخصص وقتًا لقراءتها.
٣- انتقل إلى وضعية الطيران بقراءة المحتوى على جهاز كيندل، أو عن طريق شراء الكتب والمجلات الورقية.
– الاستهلاك النشط مقابل الاستهلاك المتلقي:
بينما يعد الانتباه لكمية المعلومات التي تستهلكها بداية رائعة، فإن تغيير طريقة استهلاكك للمحتوى خطوة أكثر روعة، فمن السهل المرور على منشورات المدونة ومشاهدة مقاطع الفيديو، ولكن من الأفضل أن تكون مستقبِلًا نشطًا.
فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها الانتقال من الاستهلاك المتلقي فقط إلى الاستهلاك النشط، من الأسهل إلى الأصعب:
١- دوّن الملاحظات: دوّنها في دفتر ملاحظاتك أو ملفك، وقد شاركت بعض استراتيجيات تدوين الملاحظات في مقالة سابقة، يمكنها مساعدتك في تدوين ملاحظات أفضل.
٢- أرسل الرابط إلى صديق: أرسله إلى من تعتقد أنه سيكون مهتمًا بالمحتوى، وشاركه بعض أفكارك.
٣- اكتب تدوينة حول ما شاهدته أو قرأته للتو: نظّم أفكارك وشاركها مع العالم.
لن يساعدك الاستهلاك النشط على أن تختار وتتعلم من المحتوى الذي تشاهده متعمدًا فقط -من الصعب جدًا تدوين الملاحظات أو كتابة منشور مدونة حول مقطع فيديو القط المضحك الذي شاهدته للتو- ولكن العلم يُظهر أنه سيساعدك على تذكر الأشياء بشكل أفضل ويساعد عقلك كذلك للتوصل إلى أفضل الأفكار لاحقًا عن طريق وضع عقلك في وضع التركيز والتعليم المستمر.
الاستهلاك المتلقي | الاستهلاك النشط |
شاهد مقطع فيديو على اليوتيوب. | أنشئ مقطع فيديو على يوتيوب. |
قراءة منشور مدونة. | دوّن ملاحظاتك واكتب منشوراتك. |
الاستماع لمقاطع صوتية(بودكاست). | شارك ملاحظاتك عما سمعته في المقاطع الصوتية(البودكاست) على تويتر. |
يمكن استهلاك أي جزء من المحتوى تقريبًا في الوضع النشط، ولكن لاحظ أن كل المدخلات الإبداعية يجب أن تكون قائمة على المحتوى، فهناك عدة وسائل أخرى لتغذية إبداعك.
– بطاريات إبداعية:
بمجرد أن تستهلك قدرًا كافيًا من المحتوى المثير للاهتمام، فإن أفضل طريقة لتدفق أفكارك الإبداعية أحيانًا هي الابتعاد عن شاشتك والقيام بشيء مختلف تمامًا ولا دخل له، مثل:
- خذ دفترًا واذهب إلى حديقة أو مكان جميل للجلوس والاسترخاء.
- جرب طهي وصفة جديدة لم تجربها من قبل.
- اقرأ شعرًا أو روايةً أو شيئًا لا تقرؤه عادة.
- استقل قطارًا واذهب لزيارة مدينة جديدة، والتقط بعض الصور كالسائح.
- اذهب إلى مكتبة واستكشاف كتبًا عشوائية.
- ابحث عن تجمع محلي في مجال لا تعرف عنه إلا القليل.
إن أدمغتنا رائعة في إجراء روابط عشوائية عندما نسمح لها بالقيام بعملها والتأكد من أن لدينا التوازن الصحيح بين المدخلات والمخرجات، بالإضافة إلى التبديل بين التركيز والتأمل، لذا ساعد عقلك على أداء وظيفته وغذّه بالأفكار والمحتوى الجيد.
أحدث التعليقات