كيف أتعامل مع خوفي من فيروس كورونا
ترجمة: حوراء الصفواني
تدقيق: داليا شافعي
مراجعة: أسامة خان
يعد الخوف عاطفة معقدة فبإمكانه أن يساعدنا أو يؤذينا، وأنا عادة ما أكتب عن الجانب الثاني.
ويعيش معظمنا مع خوف لا داعٍ له وقلق بشأن المستقبل أو الماضي حيث نميل إلى الإفراط في التفكير والسماح للخوف بأن يشلنا، ولذلك نغضب ونحزن ونكتئب وننسى الحاضر.
ولكن الخوف مفيد أيضًا. ولهذا أشارككم في هذا المقال كيف أتعامل مع الخوف من (COVID-19) أو ما يعرف بـ «فيروس كورونا الجديد»، ولنبدأ بالإجابة على السؤال الذي شغل أذهان الناس في الأسابيع الماضية.
«هل يجب أن أقلق بشأن فيروس كورونا؟»
أعلنت منظمة الصحة العالمية كورونا وباءً عالميًا، فإذا لم يكن هذا واضحًا إلى الآن، فالجواب هو نعم. والذين يقولون أنهم غير قلقين فإما يكذبون أو يفتقرون إلى الوعي الذاتي. لماذا؟ لإن من الواضح أن هذا الفيروس ليس مثل أي نزلة برد عادية.
وغالبًا ما يكتب الناس عن الفيروس من وجهة نظر طبية أو سياسية، ولكنني مثلك تمامًا متأثر بفيروس كورونا ولست خبيرًا فكل ما أعرفه أنه يشكل تهديدًا، وإذا لم يكن كذلك لما كان رد فعل القادة في جميع أنحاء العالم بهذه الطريقة. فأغلقت إيطاليا البلد بأكمله، ومنعت الولايات المتحدة المسافرين الأوروبيين من القدوم إليها، وتوقف الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين، وما إلى ذلك، مما يعني توقف الحياة اليومية.
لا أحد يريد ذلك، وبالرغم من ذلك فقد حدث. لماذا؟ بسبب جهل الخبراء بالتهديد الحقيقي للفيروس وسيتبين ذلك في المستقبل، ولكن يبدو أن قادة الدول يتخذون القرارات الصحيحة.
وتجتاحني رغبة عارمة بِلكمِ غير المتخصصين عندما أسمعهم يقولون أشياء مثل «إنها مثل الإنفلونزا» و«أنا لا أخاف من الإصابة بنزلة برد»، وأقول لهؤلاء الأنانيين: قد ينتصر نظام المناعة لديك على كورونا، لكن ملايين الأشخاص الذين يعانون من جهاز مناعي ضعيف قد لا يعيشون.
شعر أحد معارفي بالإهانة عندما أخبرته بذلك الأسبوع الماضي. والحقيقة أن الذين لا يشعرون بالقلق بشأن (COVID-19) يفتقرون إلى الذكاء العاطفي، وأنا لا أريد أصدقاء أو زملاء عمل كهؤلاء. ولكن اليوم عاد نفس الشخص وأخبرني أنه الآن قلِق.
يجعلك الخوف يقظًا
يصب الخوف الذي يسببه كورونا في صالحنا، فيتخذ كل زعيم في العالم الاحتياطات اللازمة، حيث يطلب من الناس العمل من المنزل حتى لو كانوا بصحة جيدة.كما تحث معظم الحكومات شعوبها على البقاء في منازلهم عندما يشعرون بالوعكة.
فالعالم كله متأهب وهذه علامة جيدة، فنحن الآن بحاجة للقلق. وهذا بالتحديد ما يدفعني لعدم القلق على المدى البعيد. ولكن إذا تصرف غالبية العالم مثل هؤلاء الجاهلين، فربما أبدأ بإعداد مخبأ في فنائي الخلفي.
ولكنني لا أعتبر القيامة قامت. بالتأكيد سأشتري الطعام والإمدادات بالجملة، ولكن هذا ما أفعله دائمًا، لإنني لم أفهم يومًا لما يذهب الناس إلى المتاجر الكبرى عدة مرات في الأسبوع، ولكنني كذلك لا أُفرِط في التخزين.
وقللتُ أيضًا أنا وعائلتي الاتصال الجسدي بالأشخاص الآخرين بقدر الإمكان، وطلبنا من فريق شركتنا للغسيل العمل من المنزل، حيث نجتمع مع عملائنا عبر مكالمات الفيديو. ولكن أحيانًا يحتاج الفنيون للعمل في المغاسل، وفي هذه الحالة نطلب من عملائنا إخلاء المكان الذي يحتاجون العمل عليه حتى نقلل من الاتصال الجسدي مع الأفراد الآخرين.
ويحتاج الناس إلى التوقف عن المبالغة في ردود أفعالهم حول هذه الاحتياطات، فهذه إجراءات احترازية فقط، فنحن لن نوقف كل شيء. وهذا هو الحال بالنسبة لمعظم الشركات في العالم.
«الجلوس في المنزل سيء!» لا تكن طفلًا فستقلل تواصلك الاجتماعي بشكل مؤقت فقط. وماذا في ذلك؟ أنجِز عملك من المنزل وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فلتستغل وقتك بشكل جيد: أكْمِل قائمة القراءة الخاصة بك، خُذ دورات عن بعد، قُم بتمارين الضغط، وشاهد بعض الأفلام من قائمة IMDB لأفضل مئة فيلم.
وأقدم احترامي للأبطال الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية اليوم، فهم في خطوط الدفاع الأمامية ويقومون بعمل شاق.
تعيد دورة الحياة نفسها
الخوف هو رد الفعل الأولي عندما يحدث شيء سيئ للإنسان، فهو أداتنا للبقاء على قيد الحياة، وبدون الخوف سنموت جميعًا. ولذلك تدفعنا غريزة البقاء للبحث عن حلول، فنصبح يقظين ونفكر في طرق لجعل الأشياء أفضل. فكلنا نمتلك أحباءً ولا نريد أن يموت الناس، لذا نتخذ الإجراءات التي ستنجح في نهاية المطاف. (بإذن الله)
ستزداد الأمور سوءًا إن لم نكن قلقين، ولكنها أيضًا لن تتحسن بطريقة سحرية من تلقاء نفسها.
ستصبح الأمور سيئة وسنخاف ثم نقوم ببعض التعديلات، وفي النهاية سننجو لأن هذا ما حدث مرارًا وتكرارًا في السابق لذا علينا أن نعرف دائمًا في أي مرحلة نحن.
نحن الآن في مرحلة «الخوف» وليس هناك أي حرج في ذلك، ففي الواقع بدون خوف لن يكون هناك إنسان واحد على قيد الحياة.
لذلك حمدًا لله أننا نخاف، فهذه علامة على أن الأمور ستتحسن.
أحدث التعليقات