دراسات تساعد في فهم لماذا بعض الأشخاص يرون أنهم دائماً على حق

ترجمة بتصرف لمقال: (Studies Help Understand Why Some People Are So Sure They’re Right. Published on Neuroscience News)
تدقيق: أمجاد التويجري
مراجعة: محبرة
الخلاصة: أظهرت تقاريرٌ أنه كلمّا زاد مستوى التفكير الانتقادي قلّ التعصب سواءً كان التعصب دينيًا أو غيره. فالأشخاص شديدو التعصب أقل قدرةً على النظر للمشاكل من وجهة نظرالاخرين.
المصدر: كيس ويسترن ريسيرف
اقترح العلماء طرقاً للتواصل مع الأشخاص الذين يرفضون الأدلة التي تُعارض معتقداتهم القوية.
تتعلق ثقة الأشخاص المتعصبين بمعتقداتهم حتى وإن رفضها العلماء أو كان هناك أدلةٌ تناقضها.
هناك بحث جديد من جامعة (كيس ويسترن ريسيرف) من الممكن أن يساعد في توضيح سبب أوجه النظر المتعصبة في المواضيع الدينية والسياسية وغيرها والذي يبدو متزايداً في المجتمع.
هناك دراستان تم بحثهما في الصفات الشخصية التي تؤدي إلى التعصب الديني والصفات الشخصية التي تؤدي إلى التعصب غير الديني وقد أظهرت الدراستان أن هناك أوجه تشابهٍ واختلافٍ بين هاتين المجموعتين .
في كلا المجموعتين، كانت مهارات التفكير الناقد الجيدة ترتبط بقلة التعصب ولكن الاختلاف بين هاتين المجموعتين هو في كيفية تأثيرالاهتمامات الأخلاقية في التعصب.
قال جاريد فريدمان -طالبٌ في الدراسات العليا للسلوك التنظيمي وكاتب مساعد في البحثين-: “اقترحت الدراسة أن الأشخاص المتعصبين قد يكونون متمسكين بمعتقداتٍ معينةٍ وخاصةً تلك المعتقدات التي تبدو غريبةً بالنسبة للتفكير التحليلي لأن هذه المعتقدات تعكس أخلاقهم الوجدانية”.
وقال انتوني جاك -أستاذٌ مساعدٌ في علم الفلسفة وكاتبٌ مساعدٌ في البحث-: “التأثير العاطفي يساعد المتدينين على الشعور بالثقة؛ فكلمّا زادت المعاني المعنوية التي يرونها في شيء ما، كلمّا زاد جزمهم في تفكيرهم. وفي المقابل، المحتوى المعنوي -غير الحسّي- يجعل الأشخاص غير المتديين أقل ثقة.”
وقال العلماء أن هذا الفهم قد يؤدي إلى طريقةِ تواصلٍ فعّالةٍ مع المتطرفيين (المتعصبين). وذلك من خلال جذب المتعصبين المتديين بالجانب المعنوي وغير المتدينين بالمنطق غير العاطفي الذي قد يؤدي إلى زيادة فرص النقاش معهم، أو على الأقل؛ أخذك بعين الاعتبار.
نُشر البحث في مجلة للدين والصحة
مواقف المتعصّبين:
قد يبدو القليل من العاطفة مرغوباً، ولكن العاطفة المبالغ فيها قد تكون خطيرةً؛ قال جاك: “الإرهابيون في تخيلاتهم يرون أن مايفعلونه جيدٌ أخلاقياً ويؤمنون بأنهم يصحّحون الأخطاء ويحمون شيئاً مقدساً.”
في سياسة اليوم، قال جاك: “مع كل هذا الحديث عن الأخبار المزيفة، إلا أن إدارة ترامب ناشدت الأعضاء الأساسيين باستخدام الصدى العاطفي وتجاهل الحقائق “قاعدة ترامب تضم نسبةً عاليةً من النساء والرجال الذين يعدون أنفسهم متدينين.”
وقال جاك :”المتعصّبون الاخرون، وخاصةً الملحدون، بالرغم من أن حياتهم تدور حول التفكير الانتقادي الذي من الممكن أن يقلل من رؤية الجانب الإيجابي في الدين فقد يستطيعون رؤية أنه يناقض العلوم و التفكير التحليلي.”
وتأسست الدرسات عن طريق توزيع استبانات لأكثر من 900 شخصٍ وأيضاً عن طريق إيجاد بعض التشابه بين الأشخاص المتديين وغير المتدينين. في كلا المجموعتين، كان الأكثر تعصباً أقل مهارةً في استخدام التفكير التحليلي وأقل قدرةً على النظر للمشكلة من وجة نظر الآخرين.
شارك في الدراسة الأولى 209 مسيحياً و153 بلا ديانةٍ وتسعة يهوديين وخمسةٌ من البوذيين وأربعةُ هندوسيين ومسلمٌ واحد، بالإضافة إلى ديانات اخرى. وكان كل اختبار يحتوي على تقييم للتعصب و مبدإِ العاطفة وبعض جوانب التفكير الانتقادي و النوايا الاجتماعية.
وأظهرت النتائج أن جميع المشاركين المتدينين لديهم مستوى عالٍ من التعصب و لديهم اهتمام بالعاطفة والنوايا الاجتماعية بينما غير المتدينين أدوا بشكل أفضل بمقياس التفكير الانتقادي. قلة العاطفة في غير المتدينين مقابل زيادةِ التعصب في المتدينين.
الدراسة الثانية، وشارك فيها 210 مسيحيًا و202 بلا ديانةٍ و63 هندوسياً و11 يهودياً و10 مسلمين و19 من دياناتٍ أخرى، وقد كررت الدراسة الثانية معظم خطوات الدراسة الأولى بالإضافة إلى القياس والأخذ بوجهات النظر والأصول الدينية.
في كلتا المجموعتين، اتصلت مهارات التفكير الانتقادي بقلة التعصب ولكن الاختلاف بين هاتين المجموعتين في كيفية تأثير الجانب الأخلاقي بالتفكير العصبي. الصورة الخاصة بنوروساينس نيوز لهدفٍ توضيحيٍّ فقط.
كلما كان الشخص متعصباً (متشدداً) (سواءً متعصبًا دينياً أو غيره) يكون أقل قدرةً على أخذ وجهة نظر الآخر بعين الاعتبار. وترتبط الأصول الدينية بقوة بمستوى العاطفة بين الأديان.
عمل فصّي الدماغ:
قال العلماء أن نتائج الاستبانات أوضحت فكرةً أبعد مما بحثوا عنه؛ فقد أوضحت طريقة عمل فصي الدماغ – إذ أن احدها للعاطفة والأخر للتفكير الانتقادي- وتتحدان مع بعضهما البعض. في الأشخاص الطبيعيين، تسير أفكارهم دائرياً بهذين الفصّين حتى يختاروا العمل المناسب على حسب الموضوع الذي يواجهونه.
ولكن في عقل المتعصب الديني يسود الجانب العاطفي. وفي العقل المتعصب غير الديني يظهر ويسيطر التفكير الانتقادي.
بينما اهتمت الدراستان بدراسة اختلافات النظرة الدينية وغير الدينية وتأثيرها بالتعصّب؛ إلّا أن العلماء قالوا بأن الدراسة قابلةٌ للتطبيق بصورةٍ عامة (بشكلٍ متسع). إذّ أن التعصّب يظهر في المعتقدات الأساسية من عادات الطعام على سبيل المثال؛ نباتي أو غير نباتي أو الاثنين معاً، إلى الآراء السياسية والمعتقدات حول الثورة والتغيرات المناخية. يرجو الكاتبُ أن تساعد هذه الدراسة وغيرها بتحسين الفجوة بين الآراء والتي يبدو أنها تنتشر بسرعة.
حول موضوع هذا البحث في علم الأعصاب:
المصدر: Lubinger – Case Western Reserve
صورة المصدر (موقع المصدر) : NeuroscienceNews.com الصورة أُقتبست من أخبار (the Case Westren Reserve )
البحث الأصلي: نبذة مختصرة من ” مالذي يجعلك شديد التأكد؟ التعصّب والأصولية والتفكير الانتقادي والأخذ بوجهات النظر والجانب الأخلاقي الديني وغير الديني ” بواسطة جارد باركر و فريدمان وأنتوني لان جاك في مجلة الدين والصحة. نشر عبر الانترنت في الشهر العاشر من يونيو لعام 2017.
توثيق البحث:
Case Western Reserve (2017, July 26). Studies Help Understand Why Some People Are So Sure They’re Right. NeuroscienceNew. Retrieved July 26, 2017 from http://neurosciencenews.com/belief-right-psychology-7183/
نبذة مختصرة عن البحث:
مالذي يجعلك شديد التأكد؟ التعصب والأصولية والتفكير الانتقادي والأخذ بوجهات النظر والجانب الأخلاقي الديني وغير الديني:
يتصل الفهم الجيّد للحقائق النفسية في يقين الشخص بمعتقداته (التعصب) والذي يسبب العديد من العواقب على الفرد والمجتمع. تدعم المعتقدات الموجودة على الأقل اثنين من جذور معالجة المعلومات: المجتمع والأخلاق أو المنطق الانتقادي والتجريبي. هنا نحن بحثنا عن كيفية اتصال هذه الثنائيات النفسية في التعصب من خلال مجموعتين من الأشخاص الذين يختارون رسماً تفصيلياً مسبقاً أو يختارون مجموعةً من الحروف التي تشكل معتقداتٍ حول العالم؛ إما ان تكون دينيةً أو غير دينية. في كلتا الدراستين وتحليلهما؛ وضعنا العديد من الأدلة، والتي، على الرغم من أنها متعصّبة، أنها تتصل سلبياً في التفكير التحليلي. شارك في الدراسة علاقةٌ مختلفةٌ من المقاييس الأخلاقية التي يحدّدها إما التديّن أو لا، وقد أظهرت الدراسة الأولى أنه كلمّا زادت النوايا الاجتماعية في المتدينين؛ زاد التعصّب، وكلمّا قلّت العاطفة؛ زاد التعصّب بالنسبة لغير المتدينين. وقد تكررت النتائج في الدراسة الثانية، إلا أن نتائجها توسعت من خلال إضافة الأخذ بوجهات النظرالأخرى، والتي اتصلت سلبياً بالتعصّب في كلا المجموعتين (أي أنه كلمّا زاد الأخذ بوجهات النظر كلمّا قلّ التعصّب) والتي أثرت بشكلٍ قويٍ بغير المتدينين خصوصاً. وأيضاً، أظهرت الدراسة الثانية أن الأصول الدينية ترتبط إيجابياً بالمستوى الأخلاقي بالنسبة للتقييم الأخلاقي في المتدينين ولأن هذه الدراسة استخدمت محتوى محايدًا لتقييم اليقين في معتقدات الفرد؛ فالعلماء لديهم قدرة الاطلاع على الممارسات المؤثرة في التواصل بفعّالية وإقناع الأشخاص المتدينين وغير المتدينين بتغيير سلوكهم غير الملائم؛ حتى لو كان موضوع النقاش غير متصلٍ بالمعتقدات الدينية.
أحدث التعليقات