ماذا قد يعلمك صمم بِتهوفِن (Beethoven) عن البقاء منتجًا في عصر صاخب.

ماذا قد يعلمك صم بِتهوفِن (Beethoven) عن البقاء منتجًا في عصر صاخب.

ترجمة بتصرّف لمقال: (What Beethoven’s Deafness Can Teach You About Staying Productive in a Noisy Age by Jessica Stillman)

ترجمة:  نوره بن ختله

تدقيق ومراجعة: ندى الزهراني @ciy26

المراجعة النهائية: أسامة خان @qalamosamah

 

ربما في يوم من الأيام سمعت قصة بِتهوفِن (Beethoven) والصمم. الملحن عظيم الإنجاز، من عمر الثلاثين بدأ يصيبه الصم ببطء حتى عُزِل في الصمت المطبق عند الخامسة والأربعين، وكاتب سيرته الذاتية ذكر فترة من الإعاقة.  

رغم ذلك، مسلحًا بالموسيقى فقط في عقله، بِتهوفِن (Beethoven) كان قادرًا على كتابة أعماله الفنية الأخيرة، بما في ذلك السيمفونية التاسعة الثورية.  

 

حتى الآن، ملهمٌ للغاية. القصة الخالدة شاهدةٌ بوضوح على قوة الذكاء مع الهمّة للتغلب على الشدائد العصيبة. لكن بالنسبة لعالم الحاسِب والمؤلف الأكثر مبيعًا كال نيوبورت (Cal Newport)، هناك دروس معاصرة مستخلصة من الحكاية، واحدة منها تنطبق على فرسان لوحة مفاتيح الحديثة كما هو حال الملحنين أعلَام العصور.  

 

قوة الصمت 

 

نيوبورت (Newport) وضّح على مدونته الرائعة مرارًا مؤخرًا درسَ قوة الصمت. معظمنا لا يزعجه سماع الموسيقى الاوركسترالية مفصلة تمامًا في رؤوسنا، لكن عقولنا تقريبًا صاخبة هذه الأيام بسبب الانترنت. أجهزتنا تصلنا مباشرة بالمناقشات العامة مع آلاف آلاف البشرِ «المعروف بالإنترنت»، وهو صاخب وفوضوي كما تعلم.  

 

آخر أعمال بِتهوفِن (Beethoven) كانت رائدة، يناقش هذا نيوبورت، لأن الملحِّن لم يسمع أعمال معاصريه. كان عليه أن يرقص على إيقاع طبله الخاص لأنه لا خيار له. هل سيكون عملنا أصيلًا وقيِّمًا إذا خفضنا الأصوات عن عقولنا؟ 

 

كتبها نيوبورت (Newport) : «في لحظتنا الحالية التقنية الثقافية نحن متصلون بإستمرار بعقلية خلية على الشبكة، عقلية نهِمَة، عجولة، متأثرة بالكمّ». وأيضًا لاحظ أنّ «معظم أعمق أعمالي جاءت من فترات انقطاع نسبي، عندما كنت أعيش حياة محددة إلى حد كبير من مطالب عائلتي الصغيرة ومجموعة كبيرة من الكتب وكرسي جلدي عميق وبضع  ساعات في الأسبوع أمام طلاب جدد في حرم جامعي قديم، مع مشيٍ لمسافات طويلة والتفكير غالبًا في الغابة».  

الدرس الذي تعلمه نيوبورت (Newport) : «هناك ميزة على المدى الطويل في تغييب صوتِ المجتمع من أذنيك، حتى ولو صعُب الغياب في الوقت الراهن. كما يوضح بِتهوفِن (Beethoven) ، لا يمكنك سماع نفسك حتى تخفض صوت الجميع».



يتفق العباقرة الآخرون 

 

هناك حجج مضادة لهذا، لقد أصبح كلا العلم والتقنية في غاية التعقيد حتّى صار العمل الأكثر تطورًا يتم بتعاون الفرق الضخمة. الإبداع هو إلى حد كبير عملية كبيرة من دمج الأفكار وصهر أفكار الآخرين. في حال السكون ضروري التنفيذ، الإلهام غالبًا يأتي باستقاء كمًا هائل من الأفكار أو المعلومات، أو في عبارات أخرى، بِتهوفِن (Beethoven) على الأرجح لم يكن ليكتب التاسعة لو أنه صُمَّ وهو في العشرين  بدلًا من الأربعين.  

 

وهناك أيضًا ميزة في حجة نيوبورت (Newport)، وقد وجد بحث جديد أن الصمت إيجابيّ، يساعد عقولنا على الراحة والتجدد. وبِتهوفِن (Beethoven) ليس هو الوحيد الذي  احتاج إلى الصمت  لفترة طويلة ليصل لأحسن أفكاره، بل حتّى آينشتاين وستيف جوبز وتشارلز داروين.  

 

 في عصرنا الحالي، لدينا فيسبوك وانستجرام و٨٧ برنامج آخر، فمن السهل أن نخطئ  في خضمِّ الضجيج الزائد. عليك أن تتعمد السكون في أيامك. هل لديك الصمت الكافي في جدولك لتزيد من إنتاجيتك؟ 

 

المصدر

تمت الترجمة والنشر بموافقة الكاتبة



أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *