هل أنت كثير الشكوى والتذمر؟

ترجمة بتصرف لمقال: (Complaining: Are You Sounding Like a Downer? by Robert L. Leahy)

ترجمة: د.أسامة الجامع

الكاتب: روبرت ليهي

دخلت إلى مصعد في أحد المباني هذا الصباح، فسارعت امرأة نحو الدخول، فأمسكت باب المصعد لها ليسعها اللحاق به، وألقيت عليها تحية الصباح، سكتت لبرهة، ثم بدأت بالتذمر عن كل شيء يمر في ذهنها: “الجو رطب، وحار، والتكييف يجعلك معتلاً، ثم تمرض وتظل تعاني…الخ” كنت متأكداً أنها لا تدرك كم تبدو سلبية خاصة أن بعض الناس “متصلين” بشكل موثوق مع تذمرهم المستمر. في الحقيقة أن الناس احياناً يتفوقون على بعضهم في طرق التذمر في الحديث عن الأسوأ. فإذا كنت من المتذمر فأنت تلقائياً تدفع الناس بعيداً عن صحبتك.

هناك عدد ممن زاروني في العيادة يشتكون من المتذمرين. إنني أعلم أنني أقوم بالتذمر من المتذمرين، لذا أتمنى أن أجعل حديثي ينتهي بشيء إيجابي.

ما الذي يريده المتذمر؟

راقب إذا كان تذكر الكلمات أدناه بنفسك أو بشخص تعرفه:

  •         مرحباً، يا له من يوم سيء، أليس كذلك؟
  •         هل تظن أن ما حدث سيئاً، ما رأيك في أنه…؟
  •         لا أستطيع تصديق أن….
  •         لقد سمعت أن….

ما الذي يدفع الناس للتذمر كثيراً؟ ما الذي يبحثون عنه؟ دعونا نرى الأنماط المختلفة للتذمر:

  1.      نوع من التنفيس: من الطبيعي عندما تسوء الأمور عند الإنسان أن يلجأ للتنفيس عن مشاعره، لكن بعض أنواع التذمر تصبح عادة، وتتحول لإدمان. تصبح عادة تستولي على الإنسان متى ما كان محبطاً، من معتقداته “لابد أن أخرج جميع ما في داخلي لأتحسن”.
  2.      الاجترار: وهذا النوع شائع عندما يقوم صديق لك بالحديث المتذمر في نفس الموضوع بشكل متكرر، مرة تلو أخرى. وكأن ذهنه غرق في الوحل كعجلة تدور في مكانها. هذا الإنسان يعتقد أنه عليه أن يلتفت لكل فكرة سلبية تمر في ذهنه ثم يخبرك بها.
  3.      البحث عن الدعم النفسي: هذا النوع من الناس يعتقد أن على جميع الناس أن يدعموني نفسياً لكل ما أشتكي بشأنه، “إذا فهمتموني فستتفقون معي وستشاركونني التذمر”، هذا النوع من الأشخاص يقوم باختبار من حوله إذا ما كانوا يوافقونه أن الحياة تعيسة لهم أيضا، وإذا لم تتفق معهم، سيتحولون نحو التذمر منك أنت.
  4.      التصدر للأمام: هذا النمط يستعمله الأشخاص الذين يقومون باختيار التذمر الذي يشترك الناس كلهم في التضايق منه، لسان حاله “سأساعدكم على التعامل مع ما تشتكون منه لذا عليكم أن تنتبهوا لي”.
  5.      أنا الضحية الكبرى: ويتم بشكل درامي غالبا، يبحث فيه عن انتباه الآخرين، ويقوم بالظهور بمظهر الأكثر تأثراً، أنه “شهيد”، نمط يتسم بالهزيمة النفسية، بحيث يقود الناس نحو التركيز أكثر فأكثر كيف أن الحياة ظالمة.

كيف تعالج مشكلة التذمر؟

إذا وجدت من يهمك أمره وقد علق في نمط التذمر والشكوى، انتبه للتبعات التي ستحدث، أولا: كلما تذمرت كلما علقت في المشاعر السلبية، وإذا علقت في المشاعر السلبية فإن حالتك ستتحول للأسوأ. ثانيا: كلما تذمرت كلما بدت صورتك أسوأ أمام الآخرين، قد لا يحبون سماع مثل تلك الشكاوى. ثالثا: إذا جعلت أصدقائك ينفرون منك هنا سيكون هناك شيء إضافي ستتذمر منه.

ماذا يمكنك أن تفعل؟

  •         تتبع عادة التذمر لديك لمدة اسبوع، هل هناك نمط مكرر؟ هل تتذمر عندما تكون مع أشخاص أكثر من أشخاص آخرين؟.
  •         هل تتذمر من نفس الموضوع مرة تلو مرة؟ كيف نفعتك هذه الطريقة؟
  •         ما الذي ترجوه من الشكوى والتذمر؟ أن يفهمك الآخرون، التنفيس عن مشاعرك مع الآخرين؟ هل فعلا جرت الأمور لمصلحتك؟.
  •         كيف وجدت تجربة الناس معك؟ هل هذا ما أردته؟
  •         بدلاً من التشكي، ابحث عن الحديث عن شيء إيجابي، اسأل عن حال الشخص المقابل، أو تحدث عن شيء أنت تمارسه، أو لا تقل شيئاً.
  •         هل يمكنك قبول بعضاُ من الإحباط بدلاً من الشكوى بشأنه؟.
  •         هل يمكنك قلب الشكوى إلى طرح حلول للمشكلات؟.

إنه من المثير للسخرية أن الأشخاص الذين يكثرون من التذمر ينتهي بهم الحال لمزيد من الأمور التي يتذمرون بشأنها. متى ما فتحت على نفسك باب التذمر فلا نهاية لحالة الشقاء التي ستعيشها.

المصدر

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *