تدقيق: عبدالله الباتلي

في ستينيات القرن الماضي، بدأ بروفيسور في جامعة ستانفورد يدعى “والتر ميشل” سلسلةً من الدراسات النفسية المهمة، وقام “ميشل” وفريق عمله –خلال تجاربهم- باختبار مئات الأطفال الذين كان معظمهم بعمر الرابعة والخامسة.

بدأت التجربة بوضع كل طفل في غرفة خاصة، وأمامه قطعة من حلوى “المارشميلو”، وقال الباحث لكل طفل: سأغادر الغرفة، وإن لم تأكل الحلوى خلال غيابي ستُكافأ بها وبِقطعة أخرى، أما إن أكلتها فلن تحصل على غيرها. (قطعةٌ واحدةٌ الآن أو قطعتان لاحقاً).

غادر الباحث الغرفة لمدة ١٥ دقيقة. ولكم أن تتخيلوا، كانت لحظات انتظار الأطفال –المسجلة بالفيديو- مسليةً للمشاهد؛ فبعضهم قفز تجاه قطعة الحلوى والتهمها بمجرد أن غادر الباحث الغرفة، والبعض الآخر أخذ يتحرك على كرسيه ويتمايل محاولًا كبح رغبته في أكل الحلوى، ولكن سرعان ما استسلموا بعد دقائق، إلا أن عدداً قليلاً من الأطفال استطاع التحكم بنفسه والانتظار حتى انتهاء الفترة المحددة. وفي عام ١٩٧٢ تم نشر هذه الدراسة التي ذاعت باسم “تجربة المارشميلو”. وهؤلاء الأطفال الذين لم يستسلموا أصبحوا ناجحين في كثير من أمور حياتهم.

كيف نكون أفضل في تأجيل الاستمتاع؟

1- ابدأ بأمر صغير جداً، ولتكن عادتك الجديدة: “سأبدأ بشيء سهل لا يمكنني رفضه”.

2- حسّن أمراً واحداً اليوم، وليكن تحسينه بنسبة 1% فقط، وكرّر الأمر.

3- استخدم “إستراتيجية ساينفيلد” لتحافظ على استمراريتك (صاحبها هو الممثل الأمريكي الساخر المعروف “جيري ساينفيلد”، وموجز الإستراتيجية هو: افعل الأمر المستهدف (كل يوم) مرة واحدة على الأقل، أحضر تقويمًا سنويًا كبير الحجم يضم كل أيام السنة في صفحة واحدة، علقه على جدار ولا تنزعه، وإذا قمت بالأمر المستهدف في اليوم المطلوب ضع علامة (×) حمراء على المربع الخاص بذات اليوم في التقويم كدليلٍ على إنجازك، وبعد عدة أيام ستلاحظ أن العلامات الحمراء أصبحت كالسلسلة المتصلة وكلما أضفت علامة حمراء كلما امتدت هذه السلسلة، وسيعجبك شكلها وتمددها كثيرًا.

المصدر