كتابة: ليو بابوتا

ترجمة: أنهار المحمدي

تدقيق: علياء عبدالرحمن Alyaa__211@

مراجعة: سلمى عبدالله @salma1abdullah

خاض بعضنا في فترةٍ من فترات الحياة رحلةً لاستكشاف الذات، فجرّبنا أساليب مختلفة، وأفكار متعددة، وملابس وتسريحات شعرٍ متنوعة وعدة طرق لإبراز هويتنا للعالم. حتى اكتشفنا أخيرًا ذاتنا وتعلمنا طريقة التعبير عنها،، فأثمرت جهودنا المبذولة في البحث، وهذا يعني أننا قادرون على تكوين صلاتٍ مع الآخرين والتصرف بطبيعتنا في نفس الوقت.

بصفتك كاتبًا، عليك أن تخوض نفس عملية البحث السابقة؛ لتعرف شخصيتك وطريقة التعبير عنها للآخرين، أي: رحلة لاكتشاف أسلوبك الكتابي.

هذه العملية مهمةٌ للغاية، فالكاتب ذو الأسلوب المميز يتفوّق على غيره، ويستطيع التواصل مع الناس بمستوى معنوي أعلى، حيث يشعر القراء أنهم يعرفونه ويثقون به.

لا يتحتّم عليك اكتشاف أسلوبك سريعًا، وهي ليست بعملية تُنفذ خلال يومٍ وليلة … ولكنها تستحق البحث.

ما هو الأسلوب؟

ما هو الأسلوب الكتابي؟ من الصعب تعريفه؛ لأنه مزيجٌ من اللغة والنبرة الخاصة والتعبير عن الذات، وتختلف هذه العوامل من قارئ إلى آخر، فأسلوب الكاتب يعبر عن شخصيته باعتباره كاتبًا.

فكر في شخصيات أصدقائك المختلفة: لكلّ واحد منهم مجموعة من السمات التي تميّزه، وتجعله شخصًا ممتعًا وتحدد هويته الذاتية -بغض النظر عن السمات الجسدية-، ما الذي يجعل التحدث مع صديقك المفضل يختلف عن التحدث مع والدتك؟

من المهم مراعاة أن لكلٍ منّا شخصية مختلفة حسب اختلاف الموقف، فقد تكون شديد الرسمية عند إجراء مقابلة لوظيفة ما، وطفوليًا عند التحدث إلى والدتك، ومرنًا عند التحدث إلى صديقك المفضل، وآمرًا عند التحدث إلى طفلك. ينطبق هذا الأمر علينا جميعًا… والحال نفسه عندما نكتب، لدينا أساليب مختلفة بصفتنا كتّابًا حسب جمهورنا.

عندما تفكر في أسلوبك الكتابي، ضع جمهورك في عين الاعتبار، من الذي تتحدث إليه؟ ما الذي يثير اهتمامهم؟ كيف يتحدثون عادة؟ فنحن نضع هذه الأمور بالحسبان عندما نتحدث إلى الآخرين وجهًا لوجه، وأيضا عندما نتحدث إلى الأشخاص المرنين في التواصل .

اكتشاف أسلوبك هو عبارة عن إيجاد النبرة المناسبة لك ولجمهورك؛ فكيف تعثر على تلك النبرة؟ فكّر قليلًا بذاتك وبالجمهور الذي تتحدث إليه، ثم جرّب حتى تجد النبرة الملائمة لك.

لمن تكتب؟

في بعض الأحيان، عندما تبدأ مسيرتك في التدوين أو الكتابة، فأنت لا تعلم من هم جمهورك بعد؛ لذا كيف يمكنك العثور على النبرة الصحيحة لجمهورٍ لم يوجد بعد؟

الحل بسيط: تخيل الجمهور الذي ترغب به، من تود الحديث إليه؟ هذا هو الجمهور الذي يجب عليك الكتابة إليه، وليس الأشخاص العشرة الذين يقرؤون من الآن، بل عشرة الآلاف الذين سيقرؤون بعد سنةٍ من الآن.

لا وجود لهذا الجمهور الخيالي، ولكن باستطاعته أن يبدو حقيقيًا في عقولنا. يمكننا تصور الجمهور، كيف يبدون؟ وماذا يقرؤون؟ وكيف يعيشون حياتهم؟ وما هي شخصياتهم؟ وما الذي يثير استياءهم؟

وإن كان لك جمهورٌ من الأساس فهذا أفضل، تحدث إليهم واكتشف المزيد عنهم، تبادل الحديث معهم في قسم التعليقات وعلى تويتر والإيميل، كوّن علاقات، واقرأ مدوناتهم، كن منخرطًا معهم.

وأثناء التحدث إليهم، تعلّم كيف تجد النبرة المناسبة، وتعلّم التعبير عن نفسك بالطريقة التي تشعر أنها تناسبك.

من أنت بصفتك كاتبًا؟

إن كنت تعلم من أنت؛ فأنت من المحظوظين، وإن كنت لا تعلم بعد ولا تزال تبحث عن أسلوبك فهذه النقاط قد تساعدك على ذلك:

1- أنشئ قائمةً بالأمور التي تعبّر عن ذاتك، والرسالة التي تريد إيصالها.

2- قلد أساليب كتابية مختلفة، اقرأ للكتّاب الآخرين واتبع طريقتهم في الكتابة، المحاكاة أولًا ثم العثور على أسلوبك الفريد.

3- اكتب عن مواضيع تثير شغفك، ودع هذا الشغف يشعّ في كتابتك.

4- أضف التفاصيل على كتاباتك لكي تجعل قصتك تنبض بالحياة، ولا تبالغ في سردها، بل اسرد التفاصيل ذات الصلة، والتي تثير حماسك.

5- لا تخف من إظهار المشاعر والعواطف والصراحة، فذلك ما يبني التواصل الحقيقي.

6- تخيل أنك تتحدث إلى صديقٍ قديم عندما تكتب.

7- لا تخف من إلقاء الدعابات أيضًا، ألقِ دعابةً صغيرة حتى لو لم يفهمها الجميع.

8- تقمص شخصيات كتابية مختلفة، واكتب 250 كلمة بلسان كل شخصية. كن رئيسًا أو سياسيًا، أو كاتبًا مشهورًا، أو كوميديًا، أو رجل أعمال. ستتخلص مما كتبته ولكنه لن يذهب سدى.

9- اقرأ ما كتبته جهرًا، هل يبدو كأمرٍ يمكنك قوله؟

10- اكتب لمدة 3 دقائق، استمر بالكتابة ولا تقلق عما تكتبه؛ فهذا التمرين يساعدك على التحلي بالمرونة.

11- اكتب عن الأمور التي تعرفها حق المعرفة، واشرحها لشخصٍ لا يعرفها جيدًا.

12- لا تخف من التخلي عن أعراف الكتابة لكي تتمكن من إبداء أسلوبك، على سبيل المثال كتابة كلمة باللهجة العامية بدلًا من الفصحى، أو استخدام الخط المائل للتشديد على الكلمة.

المصدر

رخصة الكاتب بترجمة ونشر المقال