ما الأثر الحقيقي لمواقع التواصل الاجتماعي؟

ترجمة بتصرف لمقال:( What Is the Real Impact of Social Media? by simpli learn)

ترجمة: إيمان محمد الشهري

تدقيق: عهود خوج

مُراجعة: فاطمة آل عسك

تغيَّرت تقنية المعلومات والتواصل سريعًا خلال العشرين سنة الماضية. مع بزوغ مفتاح التطوير (مواقع التواصل الاجتماعي) تتسارع وتيرة التغيّر على سبيل المثال: تطور تقنية الأجهزة المحمولة لعبت دورًا مهمًا في تشكيل مواقع التواصل الاجتماعي، وتسيطر الأجهزة المحمولة في جميع أنحاء العالم من حيث عدد الدقائق التي تقضى على الإنترنت؛ مما يعزز فكرة أن التواصل متاح للجميع (في أي مكان وأي وقت على أي جهاز).

لماذا يشارك البشر المعلومات؟

كشفت دراسة رائعة عن فريق نيويورك تايمز عن بعض الرؤى التي نشرتها مجموعة من المستهلكين عما يحفز البعض لمشاركة معلوماتهم على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تضمَّنت الرغبة في نشر محتوى ترفيهي قيم للآخرين والتعريف عن أنفسهم وتنمية العلاقات الاجتماعية والحصول على الآراء تجاه العلامات التجارية وأسباب تفضيلها أو دعمها.

تسببت هذه العوامل في تطور الشَّبكات الاجتماعية من كونها وسيلة سهلة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة لاستخدامها بطرق لها تأثير حقيقي على المجتمع.

تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية بطرق تشكل السياسة والأعمال والثقافة العالمية والتعليم والمهن والابتكار وغيرها الكثير.

 

هنا سبع طرق لتأثير مواقع التواصل الاجتماعي كما يشعر بها الأفراد والمنظمات الاجتماعية:

 

  1. أثر مواقع التواصل الاجتماعي على السياسة:

تدّعي دراسة جديدة من بيو ريسيرتش (Pew Research) أن ٦٢٪ من الناس يحصلون على أخبارهم من وسائل الإعلام الاجتماعية، فيما يفعل ١٨٪ منهم ذلك في كثير من الأحيان.

بالمقارنة مع وسائل الإعلام الأخرى، زاد تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية في الحملات السياسية بشكل هائل حيث تلعب الشبكات الاجتماعية دورًا بالغ الأهمية في السياسة الانتخابية.

أولًا في ترشيح هوارد دين في عام ٢٠٠٣، ثم في انتخاب أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي في عام ٢٠٠٨. كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن «انتخاب دونالد ج. ترامب ربما يكون الصورة الأكثر وضوحًا. على الرغم من ذلك فإن الشبكات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم تساعد على إعادة ربط المجتمع الإنساني بشكل جذري». لأن وسائل التواصل الاجتماعي تسمح للناس بالتواصل مع بعضهم البعض بحرية أكبر، تساعد على خلق منظمات اجتماعية ذات تأثير مدهش.

 

  1. أثر مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع:

إن مايقارب ربع سكان العالم على «Facebook»، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، يوجد ما يقرب من ٨٠٪ من جميع مستخدمي الإنترنت على هذه المنصة. لأن الشبكات الاجتماعية تصبح أكثر قوة عندما تنمو فهي تعمل على تغذية التفاعلات بين الأشخاص.


فشكرًا للإنترنت، يمكن لكل شخص لديه آراء هامشية أن يرى أنه ليس وحيدًا، وعندما يجد هؤلاء الأشخاص بعضهم البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنهم القيام بأعمال كثيرة مثل: إنشاءالمطبوعات، وعوالم الإنترنت الكاملة التي تعزز نظرتهم للعالم، ومن ثم اقتحام التيار الرئيسي.

 

فبدون وسائل التواصل الاجتماعي، لن يكون للعيوب الاجتماعية والأخلاقية والبيئية والسياسية أدنى مستوى من الوضوح، وقد أدى تزايد وضوح القضايا إلى تحويل ميزان القوى من أيدي عدد قليل إلى الجماهير.

 

 

الجانب الثاني: تقوم وسائل التواصل الاجتماعي ببطء بقتل النشاط الحقيقي واستبداله بـ «الركود»

بينما يجلب نشاط وسائل الإعلام الاجتماعية وعيًا متزايدًا بالقضايا المجتمعية، لايزال هناك أسئلة حول ما إذا كان هذا الوعي يترجم إلى تغيير حقيقي.

 

يزعم البعض أن المشاركة الاجتماعية شجعت الناس على استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة للتعبير عن اهتمامهم بالقضايا الاجتماعية دون الاضطرار فعليًا للمشاركة بنشاط في الحملات في الحياة الحقيقية. يقتصر دعمهم على الضغط على زر «أعجبني» أو مشاركة المحتوى.

 

عندما يتم منح الناس خيارات تعفيهم من مسؤولية العمل فهذا رد فعل في غاية الإنسانية. وجدت دراسة أجريت عام ٢٠١٣ من قبل كلية ساودر لإدارة الأعمال (UBC Sauder School of Business) في جامعة كولومبيا البريطانية أنه عندما يُعرض على الناس خيار «الإعجاب» بقضية اجتماعية، فإنهم يستخدمون ذلك عوضاً عن تخصيص المال والوقت للأعمال الخيرية. من ناحية أخرى، عندما يُسمح للناس بإظهار دعمهم على نحو خاص؛ فإنهم يفضلون تقديم المال كدعم ذا مغزى.

 

وجد الباحثون أن التأييد العام هو إجراء يهدف إلى إرضاء آراء الآخرين، في حين أن الأشخاص الذين يقدمون ذلك على انفراد يفعلون ذلك لأن السبب يتماشى مع قيمهم.

 

 

  1. أثر مواقع التواصل الاجتماعي على التجارة:

إن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي يعني أنه من غير المعتاد أن تجد منظمة لا تصل إلى عملائها أو آفاقها المستقبلية من خلال منصة واحدة أو أخرى من وسائل التواصل الاجتماعي. ترى الشركات أهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع العملاء وبناء الإيرادات.

 

 

أدركت الشركات أنها تستطيع استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لتوليد الأفكار، وتحفيز الطلب، وإنشاء عروض مستهدفة للمنتجات. هذا أمر مهم في أعمال الطوب وشركات السيارات، وأيضًا في عالم التجارة الإلكترونية بالتأكيد.

 

تشير العديد من الدراسات إلى أن تطبيق مواقع التواصل الاجتماعي داخل مكان العمل يمكن أن يعزز مشاركة المعرفة. والنتيجة هي تحسين أنشطة إدارة المشاريع وتمكين نشر المعرفة المتخصصة. إن تطبيق التقنيات الاجتماعية بالكامل في مكان العمل يزيل الحدود، ويمكن أن يزيد التفاعل ويساعد في خلق المزيد من العمال ذوي المعرفة والمهارة العالية.

 

الجانب الآخر: يمكن أن يؤدي العدد القليل من «الأسهم» الاجتماعية إلى دليل اجتماعي سلبي ويدمر مصداقية الأعمال.

 

من المثير للاهتمام، على الرغم من أن استخدام المشاركة الاجتماعية أصبح هو القاعدة وليس الاستثناء في مجال الأعمال، فقد قررت بعض الشركات بعد اختبارها مباشرة بعض الآثار السلبية لوسائل الإعلام الاجتماعية أن تتعارض مع المعتاد وتزيل أزرار المشاركة الاجتماعية من مواقعها على الويب.

 

وجدت دراسة حالة من (Taloon.com)، وهو بائع تجزئة للتجارة الإلكترونية من فنلندا، أن التحويلات المالية ارتفعت بنسبة ١١.٩٪ عند إزالة أزرار المشاركة من صفحات منتجاتها.

  1. تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على عالم الأعمال:

كان لوسائل الإعلام الاجتماعية تأثير عميق على التوظيف وتشغيل العمال. ١٩ في المائة من مديري التوظيف يتخذون قرارات التوظيف بناءً على المعلومات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي. وفقًا لإحصائية (CareerBuilder) لعام ٢٠١٦ عن التوظيف الخاص بالشبكات الاجتماعية فإن ٦٠٪ من أصحاب العمل يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث عن مرشحين للوظائف.

إن الشبكات الاجتماعية الإحترافية مثل «LinkedIn» هي منبر إعلامي اجتماعي مهم لأي شخص يتطلع إلى التميز في مهنته، فهي تسمح للناس بإنشاء وتسويق علامة تجارية شخصية.

 

 

٥. تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية على التدريب والتطوير:

إن المرشَّحين الذين يطورون مهاراتهم على أحدث تقنيات وسائل الإعلام الاجتماعية وأكثرها تقدمًا يمكن توظيفهم بشكل كبير.

 

أشارت دراسة استقصائية أجرتها شركة (Pearson Learning Solutions) عام ٢٠١٣ إلى حدوث زيادة كبيرة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التعلم. وافق أكثر من نصف المعلمين الذين تمت مقابلتهم على أن المشاركة الاجتماعية تشجع على التفاعل؛ مما يوفر بيئة تعزز التعلم.

 

تعد المدونات والمواقع الإلكترونية و«LinkedIn» و«Twitter» و««Facebook»» و«podcast» أدوات شائعة للتعلم في العديد من المؤسسات التعليمية. ساهمت وسائل الإعلام الاجتماعية في زيادة التعلم عن بعد عبر الإنترنت.


على الرغم من قضايا الافتقار إلى الخصوصية وبعض حالات الغش بين المتعلمين عن بعد، فإن هذا لم يمنع المناهج الاجتماعية من استخدامها في التعليم.

 

 

٦. التحديات الأخلاقية لوسائل الإعلام الاجتماعية:

 

ألقي اللوم على وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز العلل الاجتماعية مثل:

 

ا. البلطجة الإلكترونية:

المراهقون لديهم حاجة للتأقلم، ليكونوا شديدي التفوق على الآخرين. كانت هذه العملية تمثل تحديًا طويلًا قبل ظهور وسائل الإعلام الاجتماعية. أضف ««Facebook»» و«Twitter» و«Snapchat» و«Instagram» إلى المزيج، ففجأة أصبح المراهقون يتعرضون لضغوط لكي ينمو بسرعة كبيرة في عالم الإنترنت.

أجرى مايكل هام، وهو باحث من جامعة ألبرتا (Alberta)، دراسة أظهرت تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية على التنمر. أبلغ ٢٣٪ من المراهقين أنهم مستهدفون و١٥٪ قالوا أنهم تعرضوا لتخويف شخص ما على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن للمراهقين إساءة استخدام منصات وسائل الإعلام الاجتماعية لنشر الشائعات، ومشاركة مقاطع الفيديو التي تهدف إلى تدمير السمعة وابتزاز الآخرين.

 

 

ب. قلة الخصوصية

 

الملاحقة، وسرقة الهوية، والهجمات الشخصية، وإساءة استخدام المعلومات هي بعض التهديدات التي يواجهها مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. في أغلب الأحيان، يقع اللوم على المستخدمين أنفسهم لأنهم في نهاية المطاف يشتركون في المحتوى الذي لا ينبغي أن يكون في نظر الجمهور. ينبع الارتباك من عدم فهم كيفية عمل العناصر الخاصة والعامة للملف الشخصي على الإنترنت.

للأسف، في الوقت الذي يتم فيه حذف المحتوى الخاص يكون الوقت متأخرًا جدًا ويمكن أن يسبب مشاكل في الحياة الشخصية والمهنية للأشخاص.

 


٧. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الشخصية

أحد آثار وسائل الإعلام الاجتماعية هو تشجيع الناس على تشكيل روابط صادقة والاعتزاز بها على الصداقات الحقيقية. يفتقد مصطلح «الصديق» المستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي العلاقة الحميمة التي تم تحديدها مع الصداقات التقليدية، حيث يعرف الناس بعضهم بعضًا، ويريدون التحدث إلى بعضهم البعض، ولهم روابط حميمة ويتفاعلون بشكل متكرر وجهًا لوجه.


الملخص:

يقال إن المعلومات قوة. فبدون وسيلة لتوزيع المعلومات، لا يمكن للناس استخدام القوة. أحد الآثار الإيجابية لوسائل الإعلام الاجتماعية هو توزع المعلومات ففي عالم اليوم أتاحت منصات التواصل الاجتماعي مثل «Facebook» و«LinkedIn» و«Twitter» وغيرها الوصول إلى المعلومات بنقرة زر واحدة. تُظهر الأبحاث التي أجرتها (parse.ly) أن متوسط ​​العمر المتوقع للقصة المنشورة على الويب يبلغ ٢.٦ يومًا، مقارنةً بـ ٣.٢ يومًا عند مشاركة قصة على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا هو الفرق بنسبة ٢٣٪، وهو أمر مهم عندما تعتبر أن مليارات الأشخاص يستخدمون الإنترنت يوميًا.

 

وهذا يعني أنه كلما طالت مدة تداول المعلومات، زاد النقاش الذي تولده؛ مما يؤدي إلى زيادة تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية. في حين أن العالم سيكون مكانًا أبطأ بكثير بدون وسائل التواصل الاجتماعي، هذا أمر جيد إلا أنه يتسبب في ضرر. ومع ذلك، فإن التأثير الإيجابي لوسائل الإعلام الاجتماعية فلكي ويفوق الآفات المرتبطة بالمشاركة. في نهاية اليوم، تتم مشاركة المحتوى ليشاهده الناس ويتفاعلون معه. طالما أن المحتوى لا يزال صالحًا، ولا تزال هناك حاجة إلى المعلومات، فمن الجيد دائمًا لأي مؤسسة أن تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لمواصلة النشر.

المصدر

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *