الكاتب: ديفيد نيلد

ترجمة: شهد المهنا Tnj_8@

تدقيق ومراجعة: ندى الزهراني ciy26@

المراجعة النهائية: أسامة خان.

يمكن أن تساعدنا الخوارزميات في كل شيء، من اختيار الموسيقى التي نستمع إليها وحتى العثور على أرخص رحلة عبر الإنترنت. والآن، يكشف بحث جديد عن إحدى نقاط التحول التي تجعلنا نثق في حكم الحاسوب بدلاً من حكم الإنسان.

تقدم النتائج نظرة ثاقبة مثيرة للاهتمام حول مدى استعدادنا للسماح للخوارزميات باتخاذ قرارات من  أجلنا، ومدى قدرتها على تبسيط حياتنا وجعلها أكثر سهولة، على الرغم من انتزاعها لبعض الاستقلالية.

يقول إريك بوجيرت (Bogert)، طالب الدكتوراه في نظم المعلومات الإدارية، من جامعة جورجيا: «يبدو أن هناك تحيزًا نحو الاعتماد بشكل أكبر على الخوارزميات كلما أصبحت المهمة أكثر صعوبة، وهذا التأثير أقوى من التحيز نحو الاعتماد على نصيحة الآخرين».

في التجارب التي شملت ١٥٠٠ مشارك، تم عرض الصور على المتطوعين وطُلب منهم إحصاء عدد الأشخاص فيها. كانوا قادرين على الاستعانة باقتراحات من خوارزمية الحاسوب، ومن متوسطات التخمينات لأشخاص آخرين.

مع زيادة حجم الحشود في الصور -حيث صارت المهمة أكثر صعوبة- بدأ المتطوعون في الاعتماد أكثر فأكثر على تقييمات الحاسوب. وتفاوت عدد الأشخاص في الصور ما بين ١٥ إلى ما يصل ل ٥٠٠٠ شخص.

يقول الباحثون إن جزءًا مما قد يجعلنا نميل نحو الخوارزميات في هذه الحالة، هو أنه تمرين حسابي، وهو أمر يجب أن تقوم به أجهزة الحاسوب بشكل جيد. وهو بشكل واضح أيضًا اِختبار تكون إجابته إما صحيحة أو خاطئة.

يقول آرون شيكتر (Aaron Schecter) ، باحث نظم المعلومات من جامعة جورجيا: «هذه مهمة يدرك الناس أن الحاسوب سيكون جيدًا فيها، على الرغم من أنه قد يكون أكثر عرضة للتحيز من حساب الأشياء».

يحرص الباحثون على التأكيد على أن تصورنا لمدى دقة الخوارزمية أمر مهم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه يمكن أن يعني أننا نتغاضى عن التحيزات والتمييز الكامنيَن في النتائج التي نقدمها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

قال شيكتر (Aaron Schecter): «واحدة من المشاكل الشائعة مع الذكاء الاصطناعي هو عندما يتم استخدامه لمنح الائتمان أو الموافقة على حصول شخص ما على القروض». «في حين أن هذا قرار شخصي، إلا أن هناك الكثير من الأرقام هنا -مثل الدخل ودرجة الائتمان- لذلك يشعر الناس أن هذه مهمة جيدة للخوارزمية. ولكننا نعلم أن هذا الاعتماد يؤدي إلى ممارسات تمييزية في كثير من الحالات بسبب عوامل اجتماعية لا تؤخذ بعين الاعتبار».

وستزداد أهمية هذه القرارات الحاسوبية في السنوات القادمة. فنحن نعتمد عليهم بالفعل لفرز صورنا الرقمية، وتحديد أسعار البضائع عبر الشبكة، وحتى التنبؤ بكيفية انتهاء البرامج التلفزيونية.

ويعملُ الفريق الذي يقف وراء هذه الدراسة على تحليل مدى ثقتنا في الخوارزميات فيما يتعلق بالمهام الإبداعية واتخاذ القرارات الأخلاقية، مثل كتابة مقاطع وصفية من النثر أو تحديد مستويات الكفالة للسجناء.

يقول بوجيرت (Bogert) «الخوارزميات قادرة على القيام بكم هائل من المهام، وعدد المهام التي يمكنها القيام بها يتسع عمليًا كل يوم».

نُشِرَ البحث في مجلة Scientific Reports.

المصدر

تمت الترجمة بإذن من الكاتب