ستة أشياء تفعلها ستقودك للندم خلال عشر سنوات

ترجمة بتصرف لمقال: (Six things You’re Doing That You’ll Seriously Regret In (10 Years. By Gwen Moran

تدقيق: لمى التويم

مراجعة: لولوة العيسى

“بالتأكيد لا تبدو تلك الأشياء بالشيء المهم حالياً، ولكن كن متيقظاً لمسببات الندم الرئيسية مستقبلاً” – غوين موران

خلال تصفحي لإحدى شبكات التواصل الاجتماعي لاحظت صورة للسكن الجامعي لابن صديقي والذي كانت علاقتي به وثيقة فترة دراستي الجامعية، والآن ابنه سيغادر المنزل وقد أصبح تقريباً بعمر والده عندما التقيت به للمرة الأولى! فجأة أصابتني موجة من الندم ! فنحن لم نر بعضنا لسنوات بالرغم من أن زمن المسافة التي بيننا بالكاد يكون ساعة، في الحقيقة لا أعرف أطفاله جيداً و لا يعرف هو أطفالي أيضاً، عندما يلتقي أحدنا بالآخر دائماً ما نكون منشغلين بالعمل أو ممارسة كرة القدم أو تلقي دروس العزف على البيانو أو أمور اجتماعية أخرى فيتم تأجيل لقائنا بقولنا: (في المرة القادمة سنلتقي بالتأكيد)، اعتقدتُ في أيام حيويتنا بأننا سنبقى أصدقاء للأبد و أن أولادنا سيصبحون كذلك ولكن ذلك يتحقق مع الجدول الممتلئ بالعمل والعائلة والأصدقاء و الالتزامات الأخرى، ناهيك عن محاولتنا لتخصيص دقيقة أو اثنتين من وقتنا للراحة والحفاظ على صحتنا، فمن الصعب أن نفعل كل ما نريده و كل ما نحتاجه و يبقى متسعاً من الوقت، وبينما نحاول أن نقوم بكل تلك الالتزامات فليس من الغريب أن نبني عادات تساعدنا في اتخاذ طرق مختصرة لفعل المزيد خلال يومنا، فمن الممكن أن نبقى كثيراً على المنضدة وإضاعة الإجازات ومزاحمة وقت العائلة والأصدقاء بالأعمال.

الكثير من الناس يجعلون الخوف يسيطر عليهم عند اتخاذ القرارات ما يعد المصدر الشائع للندم، فآخر الإحصائيات التي أجرتها شركة أليانز وجدت أن الثلث أي مايعادل ٣٢٪ من الأمريكان نادمون على قراراتهم الكبيرة التي اتخذوها في حياتهم.

ولكن ما نوع العواقب التي تواجههم على المدى البعيد نتيجة هذه القرارت؟ يقول الخبراء من الممكن أن تكون العواقب وخيمة.

في هذه المقالة سنذكر بعض النقاط الرئيسية التي قد تكون تفعلها الآن والتي ستشعرك بالندم خلال عقد أو أكثر من الزمن.

أولاً: التخلي عن العلاقات الرومانسية (الزوجية)

تذكر سالتز غيل – وهي أستاذ مشارك في الطب النفسي لجامعة الطب ويل كورنيل بريز بينزيان بنيويورك – أن كثيراً من الناس يندم على العلاقات سواءً من أصدقاء أو شركاء رومانسيين، كما ترى أن التخلي عن العلاقات يشكل مصدراً كبيراً للندم، وأن الشركاء الذين يضعون كامل تركيزهم على وظائفهم يجدون أنفسهم إما مضطرين للعيش في مناطق مختلفة عن بعضهم أو في مواجهة مع الآخر في كون من يضحي بوظيفته من أجل الآخر، وتعلق بقولها: “اليوم وفي العصر الذي نعيشه نجد الكثير من الناس يعتقد أنه ليس عليه أن يفعل ذلك من أجل شخص آخر ولهذا لا يتنازلون عن مهنتهم” وتضيف أيضاً: “و بعد مدة من الزمن قد تجد أنهم يملكون مناصب جيدة ولكنهم نادمون على عدم محاولتهم لإنجاح العلاقة “.

ثانياً: إهمال الصداقات و الأقارب

يقول (نيل رويس)- بروفيسور التسويق بكلية الإدارة لجامعة نورث ويسترن، و كاتب كتاب (If Only‪:How to Turn Regret Into Opportunity):

بينما يعتبر إهمال الصداقات ليس بالشيء المهم مقارنة بإهمال العلاقات الزوجية فخسارتها من الممكن أن تولد نفس الألم والندم.

فعندما تغرق بساعات العمل وتترك صداقاتك فأنت تقود نفسك للندم، رويس شاركتني في العديد من الدراسات التي تتعلق بالندم وأسبابه وذكرت أن عدم تخصيص وقت للأصدقاء ومحاولة الحفاظ عليهم يعد من أهم أسباب الندم خصوصاً أن إنشاء العلاقات المتينة والصداقات الحميمة مستقبلاً سيصبح صعباً، وهذا واقعي في العمل حيث أن الصداقة مع الزملاء تعزز السعادة و الإنتاجية.

ثالثاً: كثرة الجلوس

من المريح أخذ قسط من الراحة وعدم ممارسة التمارين لأنك متعب عندما تعود للبيت، ولكن الفشل في تخصيص وقت لأداء التمارين الرياضية من الممكن أن يؤثر على صحتك وقدرتك على الإبداع، فعندما تتقدم بالعمر تزيد أهمية ممارسة التمارين الرياضية.

وجدت دراسة لصحيفة (نيورولوجي) الالكترونية نُشرت في مارس 2016 أن التمرين بشكل منتظم يُبطئ شيخوخة الدماغ بمعدل عشر سنوات، وتقول سالتز: أن كثيراً من الناس يعرفون ذلك ولكن لا يدركون عاقبة أفعالهم في صغرهم مستقبلاً، وتضيف قائلة: “هناك معتقد تم ترسيخه و هو أن الشخص يظن أنه سيظل شاباً  للأبد أو أنه لن تحدث له تلك المشاكل المستقبلية التي تحدث لغيره”.

رابعاً: تجنب تسجيل التاريخ المرضي

تقول سالتز: الالتزام بتجميع تاريخك المرضي بما فيه من فحوصات مستمرة كضغط الدم والكولسترول و غيرها يعد أمراً مهماً على المدى البعيد، إذا كنت لاتقوم بجمع تاريخك المرضي ومشاركته وما تقلق حياله مع المختصين فستعرض نفسك لخطر عدم الانتباه للعلامات و الأعراض التحذيرية، فأغلب الأمراض علاجها محدود بوقت ، و الاكتشاف المبكر للأمراض  يؤثر بشكل كبير في النتائج.

خامساً: تجاهل إدارة الضغوطات

تقول خبيرة الضغوطات البروفسورة ماري وينغو كاتبة (the human stress response:the biological origins and responses to human stress):

تعرضك المزمن للإجهاد المفرط والجداول المزدحمة وكميات من الضغوطات المختلفة يؤثر سلباً على سلوكياتك ويعود بالضرر عليك.

هناك كثير من الأدلة على أن ملازمة الضغوطات من الممكن أن تصيب الناس بأمراض عقلية، و تذكر وينغو أنه يجب أن تجد طريقة لتخفيف هذه الضغوطات قبل أن تؤثر عليك، وتنصح وينغو: بأن تجلس سواءً لوحدك أو مع أخصائي نفسي أو مع مجموعة من مجموعات العلاج النفسي  وتسجل كل ما يسبب لك الضغوطات” وتقول: ثم ابذل مجهوداً واعياً كما لو أنك في حمية غذائية أو في محاولة للإقلاع عن التدخين لإزالة أكبر قدر ممكن من مسببات الضغوطات، واعتمد تدريبات التأمل والتمارين المساعدة كعلاج لتخفيف الضغوطات .

سادساً: السماح للخوف أن يسيطر على القرارات

يقول (هال شوري) -أستاذ مشارك في معهد التعليم العالي لعلم النفس السريري بجامعة ويدنير- :

سواءً كان الخوف من عدم كسب المال الكافي أو الرفض من الآخرين أو أمور أخرى فإن كثيراً من الناس يسمحون للخوف أن يتحكم في قراراتهم ما يعد مصدراً رئيسياً للندم.

فبعض الناس بدلاً من أن يقوموا بالمخاطرة الجيدة و الصحية و اتباع شغفهم و حدسهم يقلقون من أنهم لن يصلوا لمعايير معينة وضعوها لأنفسهم أو وضعها الآخرون لهم و بالتالي يلجؤون لاختيارات و قرارات لا تناسبهم، تلك القرارات المبنية على الخوف قد تؤدي أيضاً إلى مشاكل أخلاقية والتي لاحظها شوري على طلابه قائلاً:

“وهذا حدث مع كثير من الخريجين خلال عملي الإداري الأول، يكسبون الكثير من المال للمرة الأولى في حياتهم ويعتقدون في أنفسهم أنهم وصلوا أخيراً لمرادهم، ثم يُطلب منهم في العمل فعل أمور ليست أخلاقية أو تخالف معرفتهم للقيادة الصحيحة أو الطريقة الصحيحة لفعل الأشياء فيخضعون للطلبات و يقومون بتنفيذها لأنهم قلقون جداً حيال خسارة عملهم”.

يذكر شوري أن ذلك سيقودهم للندم لا محالة !

و بالطبع فمن المستحيل أن ترسم خطة و استراتيجية لحياة خالية من الندم و بعض الندم يكون أعظم من غيره .

ولكن كما تقول رويس: الانتباه و الاهتمام بما تذكره الدراسات و البحوث عن مسببات الندم يساعدنا أن نكون أفضل عند اتخاذ القرارات.

ويقول شوري أيضاً: البحث عن الطرق التي تساعدك على امتلاك نصيبك من الحياة سيكون مفيداً لك، عزز صداقاتك في العمل، و خصص وقتاً للأشخاص المهمين في حياتك، و اعتن بصحتك، فعندما تكون واعياً لنظام قيمك و لما له قيمة عندك سيساعدك في اتخاذ المزيد من القرارات الخالية من الندم.

تقول رويس:

بعض الندم نستطيع أن نتخطاه فنفسره و نبرره، ولكن ماذا عن الندم الذي يبقى منه شيء؟ أعتقد أن السؤال المهم هو تصور لو أنك وصلت لنهاية حياتك أو أنك على فراش الموت، ما هي الأشياء التي ستندم عليها حينئذ؟  فعندما تنظر لما ذكرناه سابقاً ربما ستجد الحل وتجعل حياتك أفضل.

عندما تغرق بساعات العمل وتهمل صداقاتك فأنت تنقاد للندم، رويس لديها العديد من المؤلفات لدراسات أجرتها على الندم وأسبابه وذكرت أن أهم الأسباب للندم هو عدم تخصيص وقت للأصدقاء ومحاولة الحفاظ عليهم، خصوصاً أن صنع العلاقات والصداقات مستقبلاً سيصبح صعبًا، وهذا واقعي في العمل بينما صداقات الجامعة تعزز السعادة و الإبداع.

المصدر

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *