الثورة الصامتة: أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية

ترجمة بتصرف لمقال: (The silent revolution: Cloud-based translation memory systems)

ترجمة: ملك المطيري

إذا كنت مترجم أو شخص ذو علاقة بالترجمة، هل سبق أن راودتك أحلام يقظة عن نظام ذاكرة ترجمة يوفر جميع مزاياه دون أية متاعب ودون أن يعترض مع تطبيقات أخرى ويعمل بسلاسة على أي نظام تشغيل بما في ذلك نظام ماك ولا يجب عليك تحديثه أبدًا. وأخيرًا وليس آخرًا، لا يكلفك المئات من الدولارات للبدء باستخدامه فقط؟ إن كان هذا يصف رؤيتك بشكل غامض فلدي ما اخبرك به، هذا النوع من أنظمة ذاكرة الترجمة هو واقع ويستخدم منذ عدة سنوات بالفعل.

لمحة تاريخية موجزة عن تقنية ذاكرة الترجمة السحابية:

تقع جميع قوة المعالجة والبيانات في بيئة الحوسبة التقليدية في جهاز محلي مستقل وعادة ما يكون سطح المكتب أو حاسوب محمول. أما في البيئة السحابية، فيعمل الحاسوب المحلي في المقام الأول كجهاز ادخال وإخراج يتصل بخادم بعيد حيث توجد معظم قوة المعالجة والبيانات.

وبالتالي، فإن مصطلح “نظام ذاكرة الترجمة السحابية” يشير الى نظام ذاكرة ترجمة يتم فيه استضافة برنامج ذاكرة الترجمة والأصول اللغوية (أي قاعدة بيانات ذاكرة الترجمة، والمسارد، وما الى ذلك) على الخوادم الممكنة بالويب والتي يصل إليها اللغويين إما باستخدام حاسوب تابع جزئيا أو مجرد متصفح ويب عادي”. أطلق هذا النوع من أدوات الترجمة لأول مره منذ عشر سنوات تقريبًا عندما بدأ مقدمي خدمات الترجمة والمشترين الكبار لخدمات الترجمة بنشر أنظمة إدارة الترجمة على الشبكة العنكبوتية مثل فري واي ( Freeway ) لشركة ليونبريدج (Lionbridge ) و ايديوم وورلد سيرفر( Idiom’s World Server ) حيث لم يتمكن من استخدامها آنذاك سوى المترجمين الذين يعملون لحساب أحد أصحاب هذه الأنظمة.

تغيرت الأمور بشكل كبير في النصف الثاني من عام 2000، ففي عام 2007، قامت شركة تقنيات الترجمة لينغوتك ( Lingotek) التي أنشئت حديثًا بإتاحة نظام ذاكرة الترجمة السحابية لأي مترجم مجانًا. ولكن في عام 2009 أصبحت الترجمة السحابية معروفة لدى جمهور أوسع للمرة الأولى عندما أطلقت شركة غوغل مجموعة أدوات المترجم وهي نظام ذاكرة ترجمة كامل الميزات ومجاني صمم في المقام الأول لتحسين جودة الترجمة لترجمة غوغل وهو نظام الترجمة الالية التي تملكه شركة غوغل.

الشكل 1: كانت مجموعة أدوات المترجم من غوغل واحدة من الأنظمة السحابية الأولى المتاحة للمترجمين الذين يعملون لحسابهم الخاص وهي واحدة من أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية الأكثر شعبية، إن لم تكن أكثرها شعبية.

يمكن للمترجمين اليوم الاختيار من بين مجموعة واسعة من منتجات ذاكرة الترجمة السحابية المحترفة. لدى مجموعة أدوات المترجم على الأرجح أكبر قاعدة مستخدمين حاليًا ولا تزال هذه الخدمة مجانية، كما هو الحال في ورد فاست انيوير ( Wordfast Anywhere) وهو ثالث وأحدث عضو من عائلة ورد فاست لأنظمة ذاكرة الترجمة.  وعلى سبيل المثال لا الحصر، ليونبريدج ترانزليشن وورك بليس (Lionbridge Translation Workplace)، وميمسورس كلاود ( Memsource Cloud ), و ردبي ( Wordbee) و اكس تي ام كلاود ( XTM Cloud ) هي امثلة للخدمات المعتمدة على الرسوم.

ما الرائع بشأن أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية؟

لا يوجد تطبيق لتثبيته:

بينما تتطلب بعض أنظمة ذاكرة الترجمة من المستخدمين تثبيت عميل تابع جزئيا، مثل مكون إضافي لميكروسوفت وورد، فإن الكثيرين منهم يعتمدون بشكل كامل على وظيفة متصفح الويب العادي للاتصال بخادم الويب البعيد وبما ان الخادم يقوم بجميع “المهام الصعبة” (كالتجزئة، والبحث عن ذاكرة الترجمة ومسرد المصطلحات) في جميع أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية، فلا داعي لأن يقلق مستخدمي الأنظمة السحابية بشأن إجراءات التثبيت متعددة الخطوات المصاحبة والتي هي من سمات منتجات ذاكرة الترجمة التقليدية لسطح المكتب، فكل ما يلزم للبدء باستخدام الأنظمة السحابية هو الاتصال بالشبكة العنكبوتية والاشتراك في الخدمة.

برنامج ترجمة محدث، في كل مرة!

ومن بين أكثر جوانب العمل مع منتجات ذاكرة الترجمة التقليدية التي لا تتسم بالكفاءة وتدفعك للجنون بصدق، هي التنزيلات المطلوبة، وإصلاح الأخطاء، وحزم الخدمة والتحديثات -ناهيك عن الترقيات -للحفاظ على تشغيل النظام وتزامنه مع العملاء والزملاء. كمترجم محترف مشغول، آخر ما تريد القيام به هو قضاء وقت (غير مدفوع الاجر!) على صيانة البرمجيات.

مع الأنظمة السحابية، لا داعي لأن يقلق المستخدمين حول تحديث برامجهم حيث يقوم الخادم بالصيانة وهذا يعني أن بائع البرمجيات يعتني بجميع التحديثات، بحيث يمكن للمستخدمين الاطمئنان حول استخدامهم دائمًا أحدث نسخة من برامجهم. وهناك ميزة جيدة للانظمة السحابية وهي حقيقة أن التحديثات تتم تلقائيا دون تدخل المستخدم، بالإضافة الى ان دورات تحديث الأنظمة السحابية هي أيضا عادة أقصر بكثير من تلك لمنتجات البرمجيات التقليدية، مع إطلاق بعض مطوري الانظمة السحابية إصدارات جديدة شهريًا.

هل تريد الترجمة على جهاز ماك أو جهاز نقال؟ ليس هناك أى مشكلة!

في الماضي، كان الدعم عبر المنصات قضية رئيسية حول منتجات ذاكرة الترجمة التجارية. في حين أنه من الصحيح بالتأكيد أن أنظمة ذاكرة الترجمة التي تعمل على أنظمة التشغيل الآخرى كانت متاحة لأكثر من عشر سنوات (مع وردفاست كشركة رائدة في هذا المجال)، إلا أن أنظمة ذاكرة الترجمة الرائدة في السوق تعمل فقط على نظام التشغيل ويندوز، ليومنا هذا.

وبما أن أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية تتطلب عادة القليل من طاقة المعالجة والذاكرة من المستخدم، فإن هذه الأنظمة لا تدعم أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل التقليدي فقط (مثل ويندوز وماك أوس ولينوكس)، بل أيضا أجهزة IOS وأندرويد. في عصر أنظمة ذاكرة السحابية، لم يعد المترجمون بحاجة إلى أجهزة كمبيوتر باهظة الثمن ذات المعالجة السريعة والكثير من مساحة القرص من أجل الاستفادة من أحدث تقنيات الترجمة، فأي جهاز يتصل بالإنترنت، بما في ذلك الاجهزة اللوحية وحتى الهواتف الذكية، يمكنها الآن القيام بهذه المهمة!
تعاون سهل:
وتشير الفوائد المذكورة حتى الآن إلى أن أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية هي أكثر ملاءمة وأسهل استخدامًا من أنظمة سطح المكتب التقليدية. وهذا وحده، في رأيي، سيؤهل هذه التقنية لتصبح تطور في تقنيات الترجمة، ولكن ليس تطورًا جديدًا ثوريًا. ومع ذلك، فإن الخصائص التالية لأنظمة ذاكرة الترجمة السحابية هي قالبة للموازين بالنسبة للمترجمين الذين يعملون لحسابهم الخاص، وكذلك للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم التي توفر الخدمات اللغوية.

في بيئة الترجمة التقليدية، يكون التعاون ممكنًا ولكن صعبًا، لأن المشاركة عملية منفصلة عن الترجمة. إذا كان أكثر من مترجم واحد لكل لغة يريد أو يحتاج المشاركة في مشروع، يجب أن يقسم الملف المراد ترجمته بين المترجمين، والمترجمين أنفسهم بحاجة إلى تصدير ذاكرة الترجمة والمسارد وارسالها عبر البريد الالكتروني وإستيرادها يوميًا للإستفادة من تطابق ذاكرة الترجمة وضمان الاتساق. وحتى في ذلك الوقت، لطالما وجدت فجوة بين تحديثات ذاكرة الترجمة، حيث لا يمكن للمترجمين الاستفادة من الترجمات وتطابقات ذاكرة الترجمة المحتملة التي ينشأها زملائهم، بالإضافة الى التسبب في تناقضات محتملة أو تعارضات مع عمل زملائهم. اي أن استخدام برامج ترجمة سطح المكتب لتبادل ذاكرات الترجمة والمسارد بين المترجمين الذين يعملون على نفس الوثيقة هو استراتيجية معقدة وغير فعالة للغاية.

الشكل 2: نظام Tà, CSOFT هو نظام ترجمة سحابي صديق للبيئة يصدر حاليًا بشكل محدود، ويتميز بالترجمة الآلية المتكاملة، وقابل لتعديل المستخدم الشخصي تمامًا، ويحتوي على وظائف ضمان الجودة التلقائية المتقدمة.

مع نظام ذاكرة الترجمة السحابي، حيث تخزن جميع الأصول اللغوية على خادم مركزي واحد، مشاركة ذاكرات الترجمة بين عدة لغويين يتم بشكل غير مجهد: من خلال منح المستخدمين الآخرين إذن الوصول إلى المشروع، إما من خلال إعداد نظام بسيط أو عن طريق دعوة عبر البريد الإلكتروني، ويمكن أن تتعاون الفرق من أي حجم تقريبا مع بعضها البعض على الفور ويمكن للمترجمين رؤية وترجمة تراجم زملائهم ما ان يتم إدخال الجملة في قاعدة بيانات ذاكرة الترجمة. وهذا يعني أقصى قدر من الإنتاجية والاتساق وعدم إضاعة الوقت في إرسال الملفات وأداء المهام الإدارية التي لا تضيف قيمة.
والأفضل من ذلك كله أنه بالنسبة للمشاريع العاجلة، تمكن الأنظمة السحابية المحررين والمراجعين من العمل على مستند لا يزال قيد الترجمة، كما يتم تخزين كافة البيانات في مخزن واحد.

استخدام نظام ذاكرة الترجمة السحابية يمكن أن يحسن بشكل كبير من زمن تحويل الترجمة مقارنة مع أنظمة سطح المكتب التقليدية والأنظمة القائمة على الخادم المغلق. وعلى عكس بيئات الحوسبة السابقة التي تجبر المستخدمين على هيكلة المشاريع بالتسلسل والتسليم اليدوي عندما يريدون تبادل المعلومات، فإن الأنظمة السحابية تعطي العديد من المستخدمين بأدوارهم المتعددة إمكانية الوصول في وقت واحد تلقائيا!

سير العمل، وإدارة المشاريع، ووظائف البوابة الالكترونية:

توجد ميزة أخرى رائعة للعديد من أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية هي أنها توفر ميزات أكثر من معظم منتجات ذاكرة الترجمة التقليدية لسطح المكتب. على سبيل المثال، تدعم العديد من الأنظمة السحابية وظائف سير العمل التي سوف تنبه تلقائيًا شخص معين بمجرد الانتهاء من مرحلة محددة من مشروع الترجمة (على سبيل المثال تنبيه المحرر أن مرحلة الترجمة قد اكتملت، أو مراجع من جهة العميل أن مرحلة التحرير قد اكتملت).
وبالنسبة للعملاء، تتيح بعض أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية بوابات الترجمة الالكترونية كاملة لمستخدميها. في هذا النوع من بيئة الترجمة، يمكن لعملاء المترجمين الذين يعملون لحسابهم الخاص أو وكالات الترجمة الصغيرة أن يسجلوا الدخول إلى النظام والحصول على اقتباسات آلية للمشاريع الجديدة أو معلومات الحالة لتلك الموجودة بالفعل، كل ذلك عند الضغط على بضعة أزرار. يمكن أن تعطي هذه البوابات عملاء حتى أصغر شركات الترجمة مستوى غير مسبوق من خدمة العملاء دون التسبب في أدنى إلهاء للغويين.

ولكن الامر لا يتوقف هنا! تقدم الكثير من أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية خصائص اضافية في واحد او أكثر من المجالات التالية:

• الترجمة الآلية (للتحرير اللاحق، وتحسين الأداء).
• الرسائل الفورية (لحل مشاكل الترجمة مع زميل في الوقت الحقيقي).
• ضمان الجودة (من خلال المصطلحات التلقائية والتحقق من اتساق ذاكرة الترجمة وسلامة التوسيم والتنسيق والأرقام).
• إدارة العملاء وإعداد التقارير (مثل تصنيفات العملاء حسب الإيرادات).
• الفواتير والدفع عبر الإنترنت.

حل منخفض التكلفة:

وكانت معظم الخدمات المذكورة في الأقسام أعلاه متاحة في أنظمة الترجمة على شبكة الإنترنت لعدة سنوات. والجديد هو حقيقة أن ليس على المستخدمين إنفاق الملايين على البرمجيات التي تتطلب البنية التحتية لتقنيات المعلومات الراقية، والتي تتطلب موارد بشرية مدربة تدريبًا خاصًا للعمل. أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية متوفرة عادة على أساس الاشتراك حيث يدفع المستخدمين مقابل ما يستخدمونه فقط على أساس شهري. مع الأنظمة السحابية، لا توجد تكاليف أولية ضخمة ولا التزامات طويلة الأجل ومع الاشتراكات التي تبدأ عند اقل من 50 دولارا في الشهر، حتى المترجمين الذين بدأوا للتو في أعمال الترجمة يمكنهم البدء باستخدام هذه التقنية القوية بشكل لا يصدق اليوم.

ما الذي لا يستحق الاعجاب؟

مع كل هذه الفوائد المكدسة في صالحها، لماذا لا يستخدم معظم موفري خدمات الترجمة اليوم تقنيات ذاكرة الترجمة السحابية؟ قد يكون أحد الأسباب الكبيرة ببساطة أن معظم مهني اللغة لم يسمعوا قادة الرأي يتحدثون عن أي من التقنيات السحابية أو الميزات المقنعة للترجمة السحابية، بالإضافة إلى عدم اهتمام الكثيرين بها. وتشمل منتجات ذاكرة الترجمة السحابية العديد من الميزات والخصائص المثيرة للجدل للبعض مما تسبب لهم في الخجل من استخدام مثل هذه المنتجات.

تتطلب اتصال مستمر بالإنترنت:

في حين أن بعض الأنظمة السحابية تتضمن أداة ترجمة في وضع عدم الاتصال، فإن العديد منها يفتقر لها وهو ما يثير قلق بعض المترجمين. وبالنسبة للكثيرين في هذا المجال، فإن الإنترنت مورد لا يقدر بثمن وبدونه قد يصبح العمل غير فعال. كما أن بعض أنظمة ذاكرة الترجمة الاولية على شبكة الإنترنت كانت لها مشاكل بالغة في أوقات الاستجابة -كذكريات اللعب بالابهام في حين انتظر اللغويون لمطابقات ذاكرة الترجمة (أو حتى لمجرد تحرك المؤشر إلى الجملة التالية) قد يكون كافيًا لإفقادهم رغبتهم في تجربة نسخة أكثر تحديثًا.

لحسن الحظ، يستخدم معظم بائعي خدمات ذاكرة الترجمة السحابية التقنية السحابية بأنفسهم. بدلًا من تشغيل تطبيقات الويب على الخوادم الخاصة بهم، فإنهم يستخدمون عرض النطاق الترددي العالي، ومقدمي الخدمات السحابية المتوافرة بدرجة عالية مثل أمازون أي سي 2 (Amazon EC2)، محرك تطبيقات جوجل (Google App Engine) أو راكسباس (Rackspace). ونتيجة لذلك، فإن لأنظمة ذاكرة الترجمة السحابية اليوم أوقات استجابة نموذجية تقل عن 10 ملي ثانية (مما يعني انها أسرع من لمح البصر) وأوقات تشغيل قرب 99٪، مما يعني أنه يمكن جدًا الاعتماد على هذه التقنية حيث ستكون دائما موجودة عندما يحتاجها اللغويون.

مشاكل تتعلق بالخصوصية:

نعم، هذا صحيح أن بعض أنظمة الذاكرة الترجمة السحابية المجانية، وأبرزها مجموعة أدوات المترجم من غوغل (Google Translator Toolkit)، تتيح بشكل افتراضي الترجمة التي يدخلها المستخدمون إلى ذاكرة الترجمة لجميع المستخدمين الآخرين لهذا النظام. ولكن أن تكون بعض محتوياتهم الأكثر قيمة قابلة للبحث بشكل علني على موقع على شبكة الانترنت هي فكرة مخيفة لكثير من مشتري خدمات الترجمة، وهذا هو السبب في أن بعض هؤلاء المشترين لديهم الآن شروط في اتفاقيات عدم الإفصاح مع المترجمين الذي يعملون لحسابهم الخاص والتي تنص صراحة على حظر استخدام أدوات الترجمة السحابية لمشاريع الترجمة الخاصة بهم.

ولكن من الصحيح أيضًا أن الغالبية العظمى من منتجات ذاكرة الترجمة السحابية تحافظ افتراضيًا على خصوصية وسرية التراجم التي يدخلها المستخدمين وبإمكان حتى مستخدمي مجموعة أدوات المترجم من غوغل وغيرها من أنظمة ذاكرة الترجمة عبر الإنترنت تحويل ذاكرة الترجمة المفتوحة الخاصة بهم إلى خاصة وغير مرئية لجميع المستخدمين الآخرين ببساطة عن طريق تغيير إعدادات التفضيل.

ومن اجل أن نكن واضحين تمامًا حول مشكلة الخصوصية: ليس صحيحًا على الإطلاق أن أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية بحكم الضرورة، أي بسبب تصميمها، تجعل الملكية الفكرية المخزنة في قواعد بياناتها متاحة علنا على شبكة الإنترنت. إنها تشبه إلى حد كبير نظام الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، فالغالبية العظمى من أدوات ذاكرة الترجمة السحابية، بما في ذلك مجموعة أدوات المترجم من غوغل، تستخدم تشفير البيانات لحركة البيانات بين الكمبيوتر المحلي وخادم الترجمة المستند إلى الويب. في ملاحظة شخصية، جميع أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية التي أنا على دراية بها تحافظ على أمان بيانات ذاكرة الترجمة إما بشكل افتراضي أو من خلال نقرة واحدة أو اثنتين من الفارة.

إدارة الأصول اللغوية:

وأخيرا، يعد هذا مصدر قلق لا يمكن تجاهله بسهولة، فإن بعض المترجمين لا يتقبلون ببساطة فكرة التعاون وتقاسم الأصول اللغوية لا سيما مع العملاء.
ومن الواقع أن بعض اللغويين هم أكثر خبرة من غيرهم؛ هذه الميزة التنافسية هو أمر يتردد بعض كبار أعضاء مهنة الترجمة في مشاركته مع زملائهم الاصغر منهم سنًا خوفًا من اضعاف أو خفض المعدلات العالية المرتبطة بامتلاك المزيد من الخبرة في الترجمة.

وعادة ما ينتمون للنوع نفسه من اللغويين الذين يعتقدون أن ذاكرة الترجمة والمسارد هي الممتلكات الأكثر قيمة للمترجم ويتم الإحتفاظ بها بشكل أفضل في مكان آمن وبعيدا عن أيدي عملائهم.

ومن الواضح أن المترجمين الذين يشتركون في الآراء المعبر عنها في هذه الفقرة سيجدون أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية غير مستساغة -خاصة إن كان يمتلك هؤلاء المترجمون بالفعل نظام ذاكرة ترجمة لسطح المكتب يشعرون بالرضا عنه.

الفوائد تفوق السلبيات:

أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية هي ذلك النوع من أدوات الترجمة التي كان قد ينتظرها العديد من المترجمين المهنيين. هذه السلالة الجديدة من الأدوات تقدم العديد من الميزات المشابهه لميزات سطح المكتب التقليدية ومنتجات الخادم، ولكن إطلاق الخدمات السحابية والمحافظة عليها هو أسهل بكثير. والأهم من ذلك، فإن أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية تتيح للمستخدمين التعاون بدرجة لا يمكن تصورها مع النوع القديم من أداة الترجمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية تمكن المترجمين المستقلين ووكالات الترجمة الصغيرة من تقديم نفس الخدمات الآلية لعملائها (على سبيل المثال اقتباسات الترجمة وتحديثات الحالة على مدار الساعة) التي لم يكن بالإمكان تقديمها في السابق إلا من قبل المقدمي الكبار لخدمات الترجمة. والأفضل من ذلك كله، أن عادة ما تكون تكلفة استخدام خدمة ذاكرة الترجمة السحابية أقل بكثير من تكلفة بدء منتج ذاكرة الترجمة التقليدي. في حين أن بعض المترجمين والوكالات لن تتبنى بسهولة تقنية الترجمة السحابية لأسباب خاصة بهم، وأعتقد أنه من الرهان الآمن أن خمس سنوات من الآن سيستخدم الغالبية العظمى من مقدمي ومشتري الترجمة أنظمة الترجمة السحابية لإجراء الاعمال. بينما يفهم المزيد من المترجمين ما يمكن أن تقوم به أنظمة الترجمة السحابية لأعمالهم ومع بدء المزيد من مشتري الترجمة بالطلب من مورديهم توفير مستوى خدمة العملاء التي يمكن أن يوفرها نظام آلي مركزي فقط، فإن معدل اعتماد أنظمة ذاكرة الترجمة السحابية سوف يبدأ في التزايد بسرعة.

المصدر:

http://www.tcworld.info/e-magazine/content-strategies/article/the-silent-revolution-cloud-based-translation-memory-systems/

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *