١١ أمراً يجب على كل مستثمر في سوق الأسهم معرفتها

ترجمة: عبير الخالدي translatorab@ – لمى العنزي – جهاد عيسى – دنيا سدون – فاطمة الحُميّد
تدقيق:علياء عبدالرحمن @Alyaa__211 – بسمة حاج يوسف – وصايف بوعنز
عندما بدأت الاستثمار في عام 2007، اشتريت أسهمي الأولى دون إجراء الكثير من الأبحاث. في الواقع، أجريت أبحاثًا قبل شراء أول تلفزيون لي بشاشة مسطحة أكثر من الأبحاث التي أجريتها على الأسهم التي يجب شراؤها.
على مر السنين، قابلت الكثير من الناس مثلي. تسمع بطريقة ما أن أغنى الناس في العالم استثمروا 9 من أصل 10 مرات، وتقول في نفسك: “أنا بحاجة إلى المشاركة في ذلك.” تشاهد CNBC بضعة أيام، وتنظر إلى الأسهم التي يتحدثون عنها، وينتهي بك الأمر بشراء السهم الذي تعتقد أنه “موثوق”.
“بنك ING موثوق. لا يمكن أن ينخفض هذا السهم “. قائلًا داريوس فوروكس في عام 2007، قبل عام واحد من الأزمة المالية التي ضربت الأسهم المالية ودمرتها.
عندما أفكر في جهلي، لا يسعني إلا أن أضحك. ومع ذلك، أنا سعيد لأنني لم أستمع إلى النصائح المالية السائدة. بعد خسارة المال في البورصة، كل ما أردته هو التعلم من كبار المستثمرين الذين كسبوا المال بالفعل، وبحثت عنهم بصورة نشطة.
سأشارككم في هذا المقال أهم 11 أمرًا تعلمته من مستثمري سوق الأسهم الناجحين.
- التضخم مفيد للأسهم
كل بضع سنوات، يشعر الناس بالقلق من التضخم، خاصة الآن في عام 2021 وكذلك العام القادم، ذلك أنهم يرون ارتفاع أسعار الأشياء التي يشترونها غالبًا فيصابون بالذعر. لقد استنتجوا بشكل صحيح أن أموالهم بدأت تصبح عديمة القيمة.
هذا صحيح، إلا إذا كنت تمتلك نشاطًا تجاريًا أو جزءًا منه. فكر في الأمر؛ الأسعار في ارتفاع لأن الشركات ترفع أسعارها بسبب النقص وارتفاع الطلب، والمستهلك يخسر بينما الشركات تكسب.
صحيح أن التكاليف سترتفع أيضًا بالنسبة للشركات، ولكن يمكن لمعظمها الحفاظ على هوامشها الإجمالية، لذلك لن يؤثر ذلك الارتفاع عليها. تعتبر الأسهم طريقة رائعة للتحوط من التضخم.
- للأسهم قيمة أساسية
سوق الأسهم يشبه تمامًا سوق الأملاك العقارية؛ عندما تشتري منزلًا فأنت في الأساس امتلكت طُوبًا! وإذا اشتريت أسهمًا فأنت امتلكت جزءًا صغيرًا من مشروع تجاري كبير. وثمّة أساس منطقي في الأسهم والأملاك العقارية.
المنطق بالنسبة للأملاك العقارية هو أننا لا نملك سوى كوكب واحد صالح للعيش ولا يمكننا خلق المزيد من الأراضي؛ فإذا امتلكت عقارًا في منطقة كبيرة في مدينة نامية فسوف يسبب ذلك زيادة في الطلب ليس إلا، وبالأخص عند زيادة تعداد السكان، إذ أن زيادة الأفراد مع وجود نفس عدد المنازل يسبب ارتفاع الأسعار. المسألة بسيطة، أليس كذلك؟
ألق نظرة على سوق الأسهم الآن؛ عندما تنمو شركة ما، فإنها تكسب الكثير من المال وبالتالي تصبح أكثر جاذبية للتملّك. ومع ارتفاع أرباح الشركة، يزداد عدد من يريدون نسبة من الأرباح ويرتفع سعر السهم. هذه الطريقة التي يتبعها المجتمع الرأسمالي. وما دُمنا نمتلك ذلك فإن أسعار الأسهم سوف ترتفع على المدى الطويل.
- التغلب على سوق الأسهم ليس الهدف الأساسي
جميع تجار الأسهم لا يريدون سوى التغلب على السوق، هذه الطريقة التي يقيس بها الناس قدراتهم في هذا المجال. ولكن بالنسبة لمن يريد الاستمرار في زيادة استثماره على المدى الطويل فإن عوائد السوق جيدة للغاية.
بالطبع قد تتفاوت النسبة من سنة لأخرى؛ فقد تكون 20% في إحداها و3% في أخرى، ولكنها على الأقل لا تصل إلى 0% في جميع السنوات إذا كنت لا تستثمر.
تحقيق عوائد استثمارية على مدى عقد من الزمن أفضل من التغلب على السوق مرتين كل عشر سنوات.
- هناك دائما فُرص هائلة
إذا سَمِعت أخبارًا عن أسهم ومصادر مالية ازدادت ثلاثة أضعاف في فترة زمنية قصيرة، وبدأ يديك تحك من الجشع، فما عليك سوى الجلوس. لقد فاتك ذلك القطار، لذا لا تمر بطريق قد سبقك الآخرون فقد أصبح الأمر تقليديًا لأنه فات الآوان على ذلك. قد حصل المطلعون على كل الإجراءات اللازمة للاستفادة منه.
إذا كنت مُهتمًا حقًا في الاستفادة من أي اتجاه رائج، اجتهد في العمل وكن مستثمرًا نشطًا. لطالما كان دائمًا في تاريخ الأسواق فُرص هائلة لتحقيق عوائد كبيرة.
تستطيع ببساطة اتخاذ القرار باغتنام الفرصة القادمة مبكرًا أو الجلوس، ابدأ مع صناديق الاستثمار. وتحقق من حسابك مرة أخرى في غضون عشر سنوات
- الاتجاهات السائدة هي كل شيء
يمكن أن يكون سوق الأسهم في بعض الأحيان مثل رجل يغرق، تحاول سحبه إلى الشاطىء. ولكنه قد يذعر فيسحبك إلى الأسفل. فلا يهم مدى روعة أداء الاقتصاد إذا كان هناك ذُعر عالمي، فإن كل شيء سينخفض (بما في ذلك الذهب و البيتكوين).
فهمك لهذا سوف يساعدك في طريقتين. أولًا، أنت تفهم لماذا تتدهور الأسهم المالية الربحية (إنه الاتجاه فقط). ثانيًا، ستواصل الاستثمار في الطريق إلى الأسفل لأنه في مرحلة ما سيرتفع السوق مجددًا.
- لا أحد يعلم شئ عن المستقبل
أقدر حقًا كل الخبراء في التلفزيون، واليوتيوب، ووسائل التواصل الاجتماعي، والنشرات البريدية الذين يحاولون التنبؤ بالمستقبل، لكن علينا دائمًا أن ندرك أنه لا أحد يعرف بدقة ما سيحدث في الاسابيع، أو الاشهر، أو السنوات القادمة.
ببساطة كل شخص لديه رأي. حتى لو كنت الاقتصادي الأشهر في العالم أو المستثمر صاحب أعلى العائدات، فما زلت لا تعرف ما سيحدث.
وعلى الرغم أنه من الجيد أن تكون مُطلعًا، إلا أنه من السيئ أن تتفاعل بناءً على ما يعتقد الآخرون أنه سوف يحدث. وإلا، فأنت تاجر وليس مستثمر. الاستثمار على المدى الطويل ليس تفاعلًا، وإنما الجلوس منتظرًا. فأنت تراهن على النمو، وتنتظر.
- توقيت سوق الأسهم خداع
بالتأكيد يمكنك أن تؤقت السوق. وهناك قصص كثيرة حول تجار محترفين قد فعلوا ذلك. ويمكنك القراءة عنهم في سلسلة كتب جاك شويجر سحرة السوق.
لكن للمستثمرين على المدى الطويل، فإنه من غير المنطقي أن تؤقت السوق. ويشتهر بيتر لينش بمقولته: “لقد خسر أكثر الناس أموالهم في انتظار التعديلات والتوقعات أكثر مما في التعديلات المنطقية”.
تخيل أنك تريد شراء سهم سعره 50 دولار، ولكنك قد سمعت على تويتر أن السوق على وشك التعديل. فتنتظر وأنت تفرك يديك قائلًا: “عندما ينخفض هذا السهم إلى 40، فسأشتريه بكل المال”.
ويصل السهم إلى 70 خلال الشهرين القادمين، وبعدها كما تنبأ العباقرة تمامًا يتعدل السوق. لكن سهمك ينخفض إلى 60. تهانينا، لقد فاتتك 20% من العائدات. لا تؤقت السوق حتى تدرك ما تفعله. وينطبق نفس القول على الاستثمار في سوق S&P 500. فإنه ليس من المنطقي انتظار التعديل.
8. الأسهم تتراجع إلى مستويات متوسطة
أسعار الأسهم مثل السفينة الدوارة في بحر هائج لفترةٍ قصيرة، وفجأة تراها تنتعش لفترةٍ أطول. إذا كنت تقلق بشأن التقديرات العالية للأسهم وتريد تجنب الاستثمار، تذكر أن كل شيء يأتي في وقته المناسب. استمر على الاستثمار واخطي الخطوة المهمة.
ترى في سوق الأسهم الخاسرون أكثر من الكاسبين؛ لأن الأسهم ترتفع لفترة طويلة. وهذا لا يعني أن كل الأسهم سترتفع، بعضها تنهار ولا تنتعش مرة أخرى.
9- الانحدار الكبير للأسهم يضر أكثر من الربح
لنفترض أنك اشتريت 100 سهم، وانخفضت قيمته في الشهر التالي بنسبة 20%، في هذه الحالة ترى أن عليك تقليل الخسائر الناتجة بسبب هذا الانحدار وأنت ما زلت في هذه اللعبة لأنك تعتقد أن قيمة السهم ستنتعش.
أنت محق! السهم يرتفع بنسبة 20% خلال أسبوع، حيث ترجع لسعر السهم من جديد وتراه وصل إلى 96. ” لحظة! ماذا؟ انخفض إلى 20% والآن ارتفع بنسبة 20%، إذا لماذا لم يرجع السهم كما كان عليه؟”.
هذه خدعة انخفاض النسبة المئوية وارتفاعها، الخسارة تغبن أكثر ولكن هنا الخلاصة، كلما تجنبت الخسائر الفادحة ابتعدت عن عواقب هذه الخدعة.
- الاستثمار الفعال ليس للجميع.
هناك أناسٌ في العالم مدمنون على تداول الأسهم يرونها كلعبة، ولا يكترثون سوى للفوز.
ويتاجر العديد من المحترفين بملايين الدولارات، إن كنت تنوي أن تكون تاجرًا نشطًا، فاسأل نفسك: هل لدي ميزة؟ هل لدي نفس الشغف مثل هؤلاء الناس المجانين الملتصقين بشاشاتهم؟
اوك إذا أجبت لا مرتين، فقط كن مستثمرًا سلبيًا أو استعن بمستشارٍ مالي ليفعل كل شيء عنك، ستكون أفضل حالاً حينئذ.
- إذا استثمرت خائفًا، ستظل خائفًا.
المال الخائف هو المال الذي تحتاجه للبقاء على قيد الحياة. إنه مقدار المال الذي تحتاجه لشراء البقالة ودفع الرهن العقاري. لكن معظم الناس ينظرون إلى كل أموالهم على أنها أموال خائفة.
لطالما كنت هكذا آنفا، لكنني بدأت أمارس الرواقية وأطبقها على مالي. ما زالت لدي أموال خائفة، لكنها مجرد جزء صغير من إجمالي ثروتي. راهنت بالكثير على الأصول ولستُ خائفًا من خسارة ذلك المال لأنني لا أحتاجه.
عدم الخوف من افتراق أموالك هي الطريقة الوحيدة للفوز كمستثمرٍ كبير. أنت فقط لا يمكنك اعتِبار كُلَّ مالك كمالٍ خائف، بطريقةٍ أخرى، أن تحتفظ به إلى الأبد. كما قال مغني الراب جيزي ذات مرة:
“أنت خائف، وخائف المال لا يجنيه”.
وبمجرد أن تضع أموالك في العمل، عليك أن تصير متفائلًا للغاية بحيث لا يوجد شك واحد في ذهنك بأن الاقتصاد العالمي سوف يستمر في الازدياد.
عندما تتبنى هذه العقلية؛ ينتابك الخوف ألَّا تستثمر.
استثمارٌ سعيد.
تمت الترجمة والنشر بإذن الكاتب
أحدث التعليقات