كيف جنى شخص في الواحد والعشرين من عمره مليون دولارًا من بيعه البكسل في أربعةِ أشهر
بقلم: آش جربرغ
ترجمة: أروى أبو شال
تدقيق ومراجعة: لمى الجريّد
مراجعة نهائية: ندى محمد
كيف أُصبح مليونيرًا؟
من منا لم يرد في ذهنه هذا التساؤل؟ فعندما نرَى عملًا تجاريًا ضخمًا في الإعلانات المبتكرة ونفكر بـ «ليت هذه الفكرة خطرت لي أولًا».
بالنسبة لي، تساءلت بذلك عندما سمعت عن الطالب ذي الواحد والعشرين عامًا أليكس تيو من المملكة المتحدة، كان يحتاج إلى تمويل للتسجيل في الجامعة، وفكر بفكرة بسيطة جدًا ولكنها ذكية للغاية فحقق منها مليون في أقل من خمسة أشهر، لمَ لم تخطر لي؟
. . .
فكرة المليون دولارًا
أراد أليكس دخلًا دائمًا ليدفع الرسوم الجامعية؛ وبذلك لن يضطر للوقوع في الديون أو الحاجة لمزيدٍ من الأموال. وكانت فكرته بسيطة.
أنشأ موقع — milliondollarhomepage.com الذي تضمنت صفحته الرئيسية مليون بكسل مرتبة في شبكة من 1000×1000 بكسل، وسيبيع أليكس البكسل في قوالب 10×10 لشركات لتستخدم مساحاتٍ إعلانية، وكل قالب سيكون صورة تُربط بموقع العمل التجاري. وبعبارة أخرى فالقوالب إعلانات صغيرة، وموقعه لوحة كبيرة تتضمن هذه الإعلانات. يكلف كل بكسل ثمن دولار واحد مع نفقة لا تقل عن 100 دولار ليضمن أن صورة الإعلان واضحة.
سوف يضع مليون بكسل على الموقع أو يمكن القول سيجني مليون دولار منه.
كانت أولى استراتيجيات التسويق الذكية التي استخدمها هي اختياره للدولار الأمريكي عملةً أساسية، على الرغم من أنه يقيم في المملكة المتحدة لأنه شعر أن الموقع سيكون باهظ الثمن إذا استعمل العملة البريطانية، فوقتها كان الجنيه الإسترليني الواحد يساوي 1.82 دولارًا. وظن أيضًا أن اسم مليون دولار أفضل وقال: «الجميع يعرف التعبير ‘تبدو مثل مليون دولار‘ (أي الإحساس بالسعادة الغامرة)» كما أن الاسم كان أفضل بكثير من موقع الـ 549,451 باوند.
كان يملك العبارة الدعائية والنّطاق المثالييّن لموقعه الإلكترونيّ، فقد استثمر أليكس 50 دولارًا لشراء النطاق وقضى يومين لإنشاء الموقع، وحان الوقت لتسويقه.
. . .
انتشار الموقع
لم يملك أليكس الميزانية للإعلانات، لذا بدأ باستهداف العائلة والأصدقاء مثل الكثير من الشركات الصغيرة الناشئة، فطلب منهم شراء البكسل ليرفع الدخل وبعد أسبوعين باع 4700 بكسل أي كسب 4700 دولار.
فقرر أن ينفقها في الإعلانات وعلم جيدًا أن موقعه لن ينتشر ولن يشيع بين الناس ما لم يكن لديه علاقات عامة، ولهذا السبب وظف وكيل علاقات عامة ليكتب عن موقع المليون دولار في الصحف، وبسبب قصته المميزة ووجهة نظره المثيرة للاهتمام كتب كل من بي بي سي وصحيفة الغارديان عنه فورًا، وباع بكسلات تقدر بـ 3000 دولار يوم صدور المقال.
حصل على الكثير من الاهتمام من بعدها على مواقع التواصل والمدونات ومنتديات الدردشة وتحدثوا عن قصته المتميزة. كسب أليكس 250000 دولار في أسبوعين وكان يتلقى موقعه 650000 زائر يوميًا، وتداولت وسائل الإعلام العالمية القصة وحصل أليكس على تغطية إعلامية في 35 دولة.
استغرق شهرين فقط ليصل إلى 500000 دولار، وعندها احتاج أليكس إلى المساعدة ليبقي موقعه ووظف شخصان ليساعداه في الحفاظ على بيانات الموقع وخدمة العملاء، ووظف أيضًا صحفي لمساعدته في الترويج وزيادة مبيعاته في الولايات المتحدة. حظي باهتمام كافِ وبدأ بالسفر إلى الولايات المتحدة لإجراء المقابلات.
تنوعت إعلانات الموقع، من فرقة “تيناسيوس دي” إلى شركات التضخيم إلى صحيفة تايمز أوف لندن، واشترط أليكس شيئًا واحدًا وهو عدم إعطاء الشركات الإباحية أي مساحة إعلانية.
المضحك أن أكبر قالب بكسل على الموقع اشترته شركة بكسلانس بسعر 10800 دولارًا على كل بكسل.

جنى أليكس 999000 دولارًا بحلول 31 من ديسمبر بعد 138 يومًا من إطلاق الموقع، وليصل إلى ذروة شهرته باع آخر 1000 بكسل على موقع إي باي واستمر المزاد لشرائهم لمدة 11 يومًا، وكان MillionDollarWeightLoss.com هو مقدم العرض الفائز فراهن بـ 38000 دولارًا. وصل أليكس إلى غايته بمبلغ وقدره 1037000 دولارًا.
. . .
أنجحت الفكرة؟
نقاط بيع فريدة من نوعها
أنشأ أليكس عرضًا دعائيًا فريدًا من نوعه، فالكثير من المواقع توفر مساحات دعائية للبيع إلا أن أليكس قدم حلًا مبتكرًا فكان نموذجه مميز لجذب انتباه الإعلام مما ساعد المستثمرين الأوائل لموقعه بسبب زيادة عدد الزوار وكلما تداول الإعلام قصته كلما أصبح موقعه أكثر شهرة.
«كانت الفكرة بحد ذاتها أهمَّ عاملٍ للحصول على اهتمام الإعلام، فكانت مميزة وغير مألوفة، وكان علي فقط أن أروِّج للفكرة في الأيام الأولى من خلال إرسال بيان صحفي عنها، والذي كان عاملًا محفزًا لنشرها. حصلت على الاهتمام بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعية والطريقة التقليدية في نشر الكلام بين الناس، واللذان أحدثا ضجة حول الموقع مما ساعدني أن أكون محط الأنظار».
أصبح أليكس يعرف بموقعه وبمقولته: «كن جزءً من تاريخ الإنترنت» وحفزت هذه المقولة أصحاب الأعمال التجارية للتعاون معه، وأرادت الشركات أن تكون جزءً من مشروعه المميز.

ميزة أن تكون أول البادئين
لم تكن الفكرة صعبة، وقد تخطر في بال أي شخص ولكن كان أليكس أول من بدأها.
بعد إطلاق موقعه ظهر المقلدون، وفي غضون شهر أنشئت صفحة مليون دولارٍ أخرى وصفحة المليون بنس وصفحة المليون يورو وصفحة المليون يوان ولكن لم ينجحوا.
كما قال أليكس وقتها: «ظهروا جميعهم مباشرةً، والآن يوجد الكثير من المواقع التي تبيع البكسلات، ويتنافس المقلدون فيما بينهم لكن الفكرة لن تنجح إلا مرة وكان الابتكار أهم عامل لنجاحها».
فكرة وتوجه بسيطان
يفسر اسم الموقع كل شيء، والفكرة بسيطة للغاية ولم تحتجِ الرسالةُ الدعائيةِ إلى الكثير من الشرح: مليون بكسل = مليون دولارًا.
لقد نجح المنتج
جعلت هذه اللحظة كل شيءٍ ممكنًا. فتضمن الموقع الكثير من شهادات الشركات الدعائية والكثير منهم اشترى البكسل كنوع من الدعابة إلا أنهم حصلوا على عدد زيارات كثير لمواقعهم وبسعر جيد عكس ما يدفعونه لدعايات الإنترنت التقليدية، واستفاد العملاء من الموقع.
. . .
ما حدث بعدها
المضحك أن أليكس ترك الجامعة بعدما درس فصلًا دراسيًا واحدًا فيها، فقد تعلم درسًا أهم مما تقدمه الجامعة وهو كيف يصبح رائد أعمال. وبدأ ببضعة مشاريع تجارية بنجاحٍ محدود حتى عام 2012 عندما أطلق برنامج «Calm».
حقق البرنامج الأول للتأمل اليقظ 92 مليون دولار كإيرادات في عام 2019.
مازالت صفحة المليون دولارًا موجودة وتعتبر جزءً من تاريخ الإنترنت حيث أنها موجودة في متحف تصميم مواقع الإنترنت. أجرت جامعة هارفرد دراسة على الموقع في عام 2017، واستنتجت أن من الـ 2816 رابطًا في الصفحة كان منها 547 موقعًا مغلقًا و489 موقعًا تغير نطاقه، وأشار التقرير إلى أن باقي الروابط «أغلبها لم تمثل هدفها الأصلي».
ربما كان العمل التجاري الرابح من هذه المنصة هو عمل أليكس.
والآن… كيف أُصبح مليونيرًا؟
شكرًا لنيكلاس غوك.
أحدث التعليقات