ماهي أقوى الطرق لرفع مستوى التقدير الذاتي لديكم؟

ترجمة بتصرّف لمقال: (How to Start
Feeling Better About Yourself Today by Leon F Seltzer)

ترجمة: مها العنزي

تدقيق ومراجعة: ندى محمد

لرفع مستوى التقدير الذاتي لديكم يجب عليكم التغلب على ما تخشونه، فإليكم الطريقة:

إن معظم النصائح المقترحة للمساعدة في رفع مستوى تقدير الذات، هي في نهاية المطاف سطحية.  أي أنها غير مجدية في الغالب، إن معالجة صورتك الذاتية بنجاح ليس بشيء يمكن القيام به لغويًا،  فالمطلوب سلوكيات استباقية تعمل للتحقق من المنظور الإيجابي النفسي، وإجراءات تعمل على التحقق من أن القيم الكامنة حقيقية وليست بلاغية.

ففي الواقع أن ميولك وإحترامك لمن ترتكز فيهم أنماطًا من السلوكيات تبرهن على جدارتك، ومحبوبيتك، وقيمتك، ولقد أظهرت الدراسات خلافًا لما كُتب عن تقييم الذات الإيجابي مقابل السلبي منه بأن التقدير الذاتي الحقيقي والمرتكز داخليا نتيجة طبيعية لميولك المستمر بالتغلب على او تجنب ماتخشاه, وسيدقق هذا الموضوع على ماهو ضروري لزيادة معدل القبول الذاتي بشكل كبير, فستشعر حينها على نحو أفضل بكثير عن نفسك،

اكتشفت من خلال تجربتي الشخصية السريرية أن مثل هذه التعبيرات النفسية تبدو مزيفة تمامًا للعملاء، فمن المحتمل أن يشعروا بإحباط أكبر مما سبق، ولتكونوا قادرين على إقناع أنفسكم كقول: “أنا جيد بشكل كافٍ” يتطلب قدرا كبيرا من العمل الفردي، فهذه المحاولة لصالح تطوير أحاسيسك تجاه نفسك مع تكرار العبارات اللامنتهية فيما تفضله للتفكير تجاهك, فربما يكون ذلك ذو قيمة محدودة للمراجعة المنهجية لماضيك لإدراك ما إذا كنت أكثر جدوى أو إمكانية من والديك في أي وقت مضى.

إعادة إدراك الماضي قد يساعدك لتغيير طريقة تقييمك لنفسك، فيقلل إلى حد كبير من انتقال الشكوك النفسية العميقة التي قد لا تزال تخفيها عن نفسك، ولكن دعونا نعود للطريقة التي يمكن بها معالجة جميع مقاييسك الفارغة للقصور الذاتي والتي قد تشوه الخبرة المتوغلة بالمشاعر والأفكار، كذلك دعونا نستكشف كيف يمكنك الانتقال إلى قبول وتقدير أكبر مما أنت عليه، والمساهمة في جعل حياتك أكثر سعادة، في الواقع أنه لشيء ذكي وثري وناجح أن تؤمن بأن الآخرين قد يرون أن قناعتك بالحياة ذات أهمية أقل بكثير من كونك قادر على تبني وجهة نظر أكثر إيجابية تجاه نفسك من الأعماق.

-عادة التجنب وتأثيرها السام على تقدير الذات:

مما لا شك فيه أن ما تود خوضه ذو إحساس شامل و دائم للقبول الذاتي, بحيث لا يتأثر بعثرات الحياة, لذلك مالذي يعتنق و ينمي إحترام الذات في المقام الأول؟ فالعديد من أفكاري بالأصل قد اقترحها بيدنار و آخرون في كتبهم الرائدة عن التقدير الذاتي المذكورة سابقا, فمقدار القوة الكبير قد رسخت في العديد من الدراسات والبحوث, وذلك أن استنتاجات المؤلفين تضمت أكبر قدر من الإهتمام الجاد, فوفقا لهؤلاء المؤلفين فإن العدو الرئيسي لإحترام الذات هو عادة الوقاية الذاتية بالتهرب, فعندما يشعر الشخص أنه مهدد سواء كان من جانب الخوف من المنافسة أو التعرض للرفض فإنه غريزيا يبحث عن طريق للهروب, كالقلق من مشروع يتوقع أنه لن يتم بنجاح أو أي شيء يقود للفشل أو الهزيمة عوضا عن التعامل بفاعلية مع كل مايشعره بالتهديد, لكن فكر بذلك عندما تتجنب مايجعلك تشعر بعدم الثقة أو قوة الإرادة للمواجهة, كيف يمكن أن تشعر تجاه نفسك في معظم الحالات؟ فالتهرب تكراراً من ذلك يجعلك ترتعش من الداخل وبصورة أعمق ربما لا تتوافق مع نفسك وتبقيها محط ازدراء.

إن كسب قبول الآخرين يتركز على عدم تخييب آمالهم, ولكن توحي لك بعض التصرفات إلى أنه يجب عليك أن تضحي بما تحتاجه, فتقدم إحتياجاتهم على إحتياجاتك, أيضاً إن الخوف من خوض الصراع و الرفض والفشل والهزيمة سيجنبك انتهاز الفرص التي قد تعزز مصالحك, بإختصار يعد التجنب أقوى آلية دفاع معروفة فقد يكون مكلفاً جداً كبقية الدفاعات النفسية الاخرى , فتجنب ما يشعرك بالقلق يحميك من المشاعر المزعجة لكن بنفس الوقت قد يضر بصورتك الذاتية مما يؤدي إلى أن ترى نفسك أقل كفاءة وحذاقة و أقل شأن.

  • الحل: التعامل بفاعلية مع تحديات الحياة.

لقد تضمنت كتب بيدنار والآخرون أساليب التجنب والتعامل معتبرين أن من خلال التعامل ستتمكن من الشعور بالرضا عن نفسك, فقد كنت أزعم أن التجنب وسيلة للتعامل و أن المؤلفين يشكلون بدون قصد ثنائية مزيفة و أن الثنائية الفعلية هي التكيف السلبي أي من مواجهة التهديدات المحتملة مقابل التكيف الإيجابي, وكذلك يمكن الإشارة إلى أن الانطوائية هي عدم التعامل بفاعلية.

إذن ماهي بعض المزايا للتعامل النشط مع ما قد يشعر بالتهديد أو الإحراج؟

في البداية فإن البحث الأساسي للمؤلفين يوضح بشكل قاطع أن عدم وجود الشجاعة لمواجهة ما يقلقك يقود الى التصرف بطرق انهزامية تؤدي حتما الى الرفض الذاتي, فبعد كل شيء فإن الانسحاب مما يجعلك قلق لا يعزز صحيا صورتك الذاتية, و لوضعها بشكل مختلف قليلا فإن قول : “أستطيع فعله”, تجاه الصعوبات والعقبات في حياتك يجعلك غالبا تشعر بتحسن تجاه نفسك مقابل قولك : “انا لا أستطيع فعله”, أو” الأفضل عدم المحاولة”, فإذا كنت تخشى وربما بصورة مبالغة من الخوف من الفشل, قد يقود ذلك إلى عدم المحاولة مع هذه التحديات فبالتالي قد تشعر بالسوء تجاه نفسك بشكل أكبر مما لو كنت حقا قد حاولت ففشلت.

وبعبارة أخرى, إن عدم المحاولة هو فشل بحد ذاته وهكذا سترى نفسك من أعماقك, فعلى العكس من ذلك , قد أظهرت الكثير من الأبحاث أنه إذا كنت تمنح الامور أفضل ما تملك حتى لو نتجت بصورة غير مكتملة, فإنك على الأرجح ستشعر بالرضا عن نفسك مما لو أهدرت الفرصة لذلك.

فلقد لخص بيدنار مزايا التعامل الإيجابي مع ما يشعر بالتهديد, فنرى أن المستويات العليا من الثقة بالنفس ناتجة عن أسلوب التجاوب الذي يفضل التعامل على التجنب, فالصراعات المُواجهة عند هذه الحالة والمفهومة والمحلولة تمنح الثقة بالنفس وتعزز القبول الذاتي, فإن التجنب المفرط يولد نتائج عكسية.

فكما أسلفت سابقا: إنه لمن الأهمية القصوى الإشارة الى أن عمليات تقييم الذات ومستويات التقدير الذاتي تستند الى عملية التكيف والتجنب وليس على النتائج التي تظهرها, فمالا يمكن المبالغة في التشديد فيه هنا هو أن ما يجعل التكيف الإيجابي المفيد لإحترامك لذاتك هو الشعور بقوة الذات الكافية لإتخاذ الحذر من المخاطر وهو بالضبط ما يساعدك لتقدير نفسك كشخص مسؤول وقادر ومستعد لمواجهة ماتخشاه, وهذه الطريقة لبناء تقدير الذات والاستمرار في التطور بغض النظر عن المشاعر التي يصاحبها القلق.

بالإضافة إلى أن التغلب على النزعات الإنطوائية تتيح لك تجربة أكثر ديناميكية في حياتك, فتمتلك نفسك مرونة وقوة شخصية مستغلاً النتائج الفعلية جراء الأحداث التي تمر بها في حياتك, فإن حقيقة تصرفك تفضي إلى فوائد جوهرية, وحقا إن إتخاذ تصرف خاص بك قد يسمح لك بخوض تجربة أقل خوفاً وبالمقابل فإن تهربك سيحول دون إمكانيتك لتعلم أي شيء جديد, فالتعامل بفاعلية مع الصرعات الداخلية والخارجية يقود الى وعي أكبر لما يمكنك فعله أو مالذي تحتاجه لتتطور.

فالنتيجة الرائعة في مواجهة الحالات التي تشعرك بالتهديد مع مرور الوقت هي جعل ذلك الشعور يبدو أقل ونتيجة لذلك تبني ثقتك بنفسك وصقل جميع مهارات الإصرار المهمة.

-الخطوات الأربع لعملية التفاعل النشط من شأنها أن تعزز تقديرك الذاتي , كما اقتبس من بيدنار.

1- في الحالات التي تؤدي إلى قلقك, حدد و أوصف بالتفصيل الأنماط الإنطوائية الأساسية التي عادة ما تستخدمها لتقليل شعورك بالإنزعاج العاطفي, فإن تدوين ذلك مفيد للغاية لمنحك نظرة ثاقبة عن سلوكيات تدمير الذات.

2- حدد وأوصف الافكار السلبية والمشاعر حول نفسك والتي تُستمد من السلوكيات الإنطوائية الأساسية, قد يتطلب ذلك ملاحظة عميقة لما قد يكون في الغالب غير ملحوظ بالنسبة لك, فإن تقييمك الذاتي السلبي قد يضم عبارات مسيئة مثل : أنا مخيب للآمال , أو أنا غير مؤهل, أو أنا لست بكفء, أو أنا دوني, أو أنا عديم الفائدة, أو أنا خاسر, أو أنا لست ذكي , أو أنا ضعيف الشخصية, أو أنا كسول, أو أنا مخز, أو أنا عاجز, أو أنا غير مصدق, أو أنا لا أستحق أي سلطة أو إحترام, أو أشعر و كأنني طفل, أو أنا أستحق أن أكون محط سخرية, أو لا أستطيع أن أكون نفسي , أو أنا لا أستطيع أن أثق بنفسي, أو أنا لا أستطيع الحصول على ما أريد, ومن المهم أيضا النظر إلى المشاعر السلبية الناتجة عن أفكارك مثل الإحباط والخجل والشعور بالذنب و الإشمئزاز الذاتي والإذلال, ليس فقط لتطبيقها بل لتسمح لنفسك خوضهم فتصبح بهذه الطريقة أكثر وعياً. فزيادة مضاعفات السلوكيات الإنطوائية قد يمنعك من الشعور الحقيقي بالسعادة والرضا والرفاهية, بإعتبار ذلك سبيل للتراجع عن مواجهة التحديات, فمن المحتمل أن مواجهة الخوف في أي حالة يتوجب عليك حينها أن تستجمع شجاعتك بشكل فعال.

3- يجب أن تعطي نفسك الثقة لمواجهة ما تخشاه بإعتبار ذلك بحد ذاته تجربة تعليمية تصحيحية عوضا عن مشاعر القلق التي تحاول الهرب منها.

4- درب نفسك شيئا فشيء على كيفية التغلب وبفاعلية على الصراعات المختلفة التي تخشاها و يتطلب ذلك أيضا تحديد و تسمية الجوانب المختلفة لإصلاح طريقتك في التعامل, بالإضافة إلى ملاحظة تناقض الافكار و المشاعر التي تصاحب النهج الجديد لحل المشاكل و الصراعات الداخلية.

فممارسة المواجهة الإيجابية تفيد في إستبدال التقييم الذاتي السلبي بالتقييم الذاتي الإيجابي, و تذكر أن التعزيز الداخلي ليس إكتمال النجاح بل يدل على الشجاعة للمواجهة, لذلك بغض النظر عن أي نتيجة تنتج فإنه لمن الضروري أن تهتف لنفسك جراء جهدك.

فهنا سؤال رئيسي يعد مفيداً لأن تسأله لنفسك:

في هذه الحالة ما يجب علي فعله أو ما القرار الذي أحتاجه لجعل ذلك لصالح القبول الذاتي, فمن المحتمل أن تزيد الإجابة من القلق على الفور أو على الأقل.

والسؤال المكمل, كيف يمكنني الرد على هذا الصراع مثل أي شخص غالبا أود الإقتداء به, نعم من المحتمل أن تكون الإستجابة الصحيحة هي الأكثر تحديا لك , لكن تذكر أن مواجهة المزيد من التحديات هو بمثابة زيادة المسؤولية لحياتك.

ختاماً, فإن هذا كله يعد مثل العبارة الشهيرة: “لا ألم, ولا ربح” و التي ترتبط بالتمرينات الرياضية, فالألم العاطفي يكمن في شعورك بالقلق, لذلك حث نفسك على فعل يعتمده قبولك الذاتي, ففي الواقع لا يمكن أن نفترض أن هذا النهج لرفع تقديرك الذاتي فبعد كل شي إن التزامك بذلك سيخلصك من المخاوف , فالوقت الكافي و الصبر و الجزم و سلوكيات التكيف الإيجابي يسهل ادراك القدرات و نقاط القوة التي يمنعك قلقك في السابق من تطويرها.

المصدر

إذن الكاتب بترجمة ونشر المقال على موقعنا

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف