عتاب الذات أم استكشافها؟

ترجمة بتصرّف لمقال:(Self-Blame or Self-Inquiry? By Richard B. Joelson)
مصدر الصورة: (Unsplash)

الكاتب: ريتشارد ب. جولسون.

ترجمة: عبير الخالدي. @translatorab 

تدقيق: ريم ريحان. @reemrayhan

مراجعة: ياسمين القحطاني. @selva1999 

 

 

عزز تقديرك لذاتك حتى في أحلك الظروف…

تحدث الكثير من الأحداث الإيجابية والسلبية خلال حياة المرء التي لا يمكن توقعها ولا تفسيرها، وسنشعر بالسرور عندما تحدث لنا أشياء إيجابية؛ لجلبها المزيد من الرفاهية إلى حياتنا، ومثال ذلك: ترقية عمل غير متوقعة أو النجاح في إيجاد شريك عاطفي، ولكن يصعب على الكثير منا التعامل مع التطورات أو الأحداث السلبية أو حتى قبولها وهذا ليس بمُستغرب، كما حصل مع تجربة ديان وإد فيما يأتي.

 

صُعقت ديان عندما أُبلِغت على نحوٍ مفاجئ بأنها ستُطرد من منصبها التنفيذي الرفيع، فقد حققت نجاحًا باهرًا خلال السنتين اللتين قضتهما في وظيفتها، لذلك لم تفهم سبب طردها بدون سبب واضح؛ كونها محبوبة لدى زملائها الرؤساء وبقية الموظفين. 

 

حصل مع إد تجربة مشابهة، وهو أب مُطلق لديه اثنين من الأبناء الصغار وقد نصّب نفسه «كمحاربٌ قديمٌ في حروب المواعدة»، وكان سعيدًا عند مقابلته لكاثي وهي من معارف أحد أصدقائه، لذا كان منغمسًا في استمتاعه بالتقدم الإيجابي لعلاقتهما، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان حيث أصبحت كاثي باردة تجاه مبادرات إد الكثيرة وبعد عدة أسابيع أخبرته بأنها ترغب في إنهاء علاقتهما، ولم تنجح جهوده في البحث عن تفسير لهذا التغير ولاختفاء كاثي من حياته. 

 

 يمكن للأشخاص الذين مروا بتجربة مشابهة أن يفهموا لماذا يرغب إد وديان في فهم ما حدث لهم ومحاولتهم للإجابة على التساؤلات التي تركها الآخرون من خلال تصرفاتهم المفاجئة، ويمكن القول أن حوادث كهذه هي من أصعب الأشياء التي يمكن أن يتعرض لها المرء، وعلى الرغم من كونها صادمة ومحيرة، إلا أننا لا يمكننا القيام بشيءٍ حيالها، وقد يكون العون الوحيد هو تجاوز الحدث بأفضل طريقة ممكنة.

 

ينتقد ويلوم العديد من الناس أنفسهم خلال محاولتهم لفهم الأشياء التي لا تبدو منطقية، فالأشخاص الذين يعانون من مشاكل في تقدير ذاتهم عرضة لخطر اللوم/عتاب أنفسهم وقد يبالغون في تفسير المواقف السلبية مما سيزيد من شعورهم بالسوء حتمًا، ومن أفضل الاستنتاجات على ذلك قول: «لابد أن العيب فيّ» أو: «لا شك أنني ارتكبت خطأ ما» أو: «ربما لم أكن كُفءًا ليستمر معي».

 

وبالرغم أن عتاب النفس لابد من تجنبه إلا أن تساؤل الشخص المتضرر عن الأشياء السيئة التي فعلها وتسببت له بسوء الحظ قد يكون مفيدًا جدًا‘ فمثلًا قد تبحث ديان وتتساءل عن الشيء الذي فعلته وأدى إلى طردها، وربما تعلمت شيئا قد يفيدها في المستقبل، ومن المحتمل في أثناء استكشافها وبعد الكثير من التفكير الاستنتاج بأن طردها من العمل لم يكن بسببها، وبالمثل في حالة إد فبدلًا من الانتظار حتى يستعيد قوته ويقلل من قدر نفسه، قد يكتشف شيئًا يزوده بمعلومات تفيده في المستقبل عن العلاقات العاطفية، وقد يدرك أن إنهاء كاثي المفاجئ لعلاقتهما كان لأسباب تتعلق بها وليس به.

 

النتائج الفعلية:

شعر رئيس ديان أنه بالرغم من عملها المتقن، إلا أن دورها في المؤسسة يحتاج أن يُديره شخص أكثر عدوانية، وبرغم عدم موافقة أحد موظفي الشركة على ذلك  إلا أنه الرئيس وسيفعل ما يشاء، فاستكشاف ديان ساعدها على معرفة هذه المعلومات فابتعدت محترمةً ذاتها ومحافظة على كرامتها.

وبمجرد أن تخطى إد عتابه لنفسه وانتقل إلى استكشافها، استوعب احتمالية أن تناقض مشاعره المتزايد تجاه كاثي قد أثّر في طريقة تعامله معها ودفعها إلى رؤيته أقل جاذبية مما كان عليه سابقًا من حماس وشوق لمرافقتها، كما ساعدها هي كذاك صدفةً على معرفة معاناتها مع مشاعرها القوية والتي من الصعب عليها الاستمرار معه.



المصدر

تمت الترجمة بإذن من الكاتب

 

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *