كيف تطور من التمكين الذاتي

كتابة: آن لوري لو كونف (Anne-Laure Le Cunff)
ترجمة: أَمجاد السعيد amjrg@
تدقيق: علياء عبد الرحمن @Alyaa_211
هل سبق وشعرت أنك مُجبر على فعل شيء ما فقط لأن الجميع يفعلونه؟ هل تتبع قواعد معينة تعلمتها في مرحلة الطفولة لترضي مبادئك أو ربما لأنك اعتدت عليها؟ هل هناك سلوكيات تعتبرها مقبولة فقط لأن مجتمعك يسمح بها؟
يعد التمكين الذاتي (self-authorship) أحد الأركان الأساسية الثلاثة للتأطير العقلي (mindframing)، بجانب عقلية النمو والإدراك العقلي. وهو الاعتقاد بقدرة الفرد على الاعتماد على قيمهِ الشخصية لاتخاذ القرارات، وقبول حقيقة عدم قدرته على التحكم بكل الظروف الخارجية التي تؤثر عليه، وأنه ليس أمامه إلا أن يتحكم بردة فعله نحوها. وهذا الإطار العقلي فعّال، ولكن من الصعب إتقانه.
«التمكين الذاتي هو القدرة الذاتية على تحديد نظام المبادئ المحكمة والهوية التي تنسق العلاقات المتبادلة مع الآخرين.»
أ.د. باكستر ماجنوليا، بروفيسورة في القيادة التربوية في جامعة ميامي.
أظهرت الأبحاث أن براعة التمكين الذاتي مرتبطة بتحسن مستوى الأداء والتفكير الناقد والتفكير المعرفي، وقوة الدافع. ويسمح لك التمكين الذاتي تحديد أهدافٍ منطقيةٍ، كما ويساعدك على تحقيقها على أكمل وجه، وخصوصًا عندما تتعسر الأمور. فكيف يمكنك تطوير التمكين الذاتي؟
المراحل الثلاثة للتمكين الذاتي
تطوير التمكين الذاتي رحلة تبدأ من اتباع الأساليب الخارجة عن الذات وتنتهي بالتعبير عن سلطة الذات. وقد حدَّد الباحثون المراحل الثلاثة لصقل التمكين الذاتي.
١. الثقة بالصوت الداخلي: أدرك أنه بالرغم من أن الواقع خارج عن سيطرتك، بإمكانك التحكم بردة فعلك نحوه. فبدلًا من ردة الفعل التلقائية التي تصدر من أساس ما تعلمته سابقًا، اصغ إلى صوتك الداخلي لتحدد ردة فعلك.
٢. بناء الأساس الذاتي: هذه العملية تتطلب الوعي؛ وتبدأ عندما تقرر دمج هويتك مع علاقاتك ومبادئك وقيمك لتؤلف مجموعةً من الالتزامات الذاتية التي ستتصرف وفقًا لها.
٣. القدرة على التحكم الذاتي: اجعل تحكمك الذاتي قادرًا على تحقيق مُرادك، فعندما يواجهك ظرف خارج عن سيطرتك استخدمها لتحدِّد قراراتك وتوجهها.
وكما تتخيل، يحتاج تطوير التمكين الذاتي الكثير من الوقت. في الحقيقة، قد يتطلب سنوات للوصول إلى مستوى استخدامه بثقة لتوجيه قراراتك بدون تدخل ردات الفعل التلقائية للظروف الخارجية.
أنشطة لتطوير التمكين الذاتي
أشارت الدراسات إلى بعض التجارب المختلفة التي نجحت في المساعدة على تطوير التمكين الذاتي، والنهج الأمثل هو تجربتها جميعًا لترى الطريقة الأنسب التي تساعدك على طرح الأسئلة وتطوير تحكمك الذاتي.
اطرح أسئلة عن قيمك ومبادئك: بدلًا من الاستخفاف بقيمك الشخصية، اسأل نفسك: بماذا أؤمن؟ هل هذه القيم تمثلني؟ قد تظن أنها أسئلة سهلة، ولكن في الواقع من الصعب جدًا أن تشكك في قيمك ومبادئك. أخرج عن دائرة راحتك وكن مبادرًا. يمكن لهذه التجربة أن تكون تمرين تدّوينٍ رائعًا.
اقض وقتك مع أشخاصٍ مختلفين عنك: احرص على التواصل والمشاركة الفعالة مع أشخاص نشأوا في بيئة تختلف عنك، ممن خاضوا تجارب تختلف عنك، بهذا النهج ستزيد وعيك وفهمك وانفتاحك للتنوع، وفي الوقت ذاته تؤلف قيمك الشخصية، التي استلهمتها من تجاربهم للتعايش معها أو لمواجهتها.
تحمل المسؤولية: أدرك أنك مسؤول عن تجربتك التعليمية، ونموك الذاتي، وأنك من تقرر مستقبلك وأن كل ما تتعلمه يؤثر على قيمك وهويتك. على الرغم من أنك لا تستطيع التحكم بالكثير من الظروف الخارجية التي تؤثر على حياتك، يمكنك التحكم بالأشياء التي تشّدك، مثل الكتب التي تقرأها أو البرامج التي تشاهدها وتستمع إليها.
تطوير التمكين الذاتي يتطلب عملًا دؤوبًا، ولكن النتيجة تستحق العناء. الرحلة ذاتها تثقيفية، وقد تساعدك على التعرف على ذاتك وكشف غموضها.
أحدث التعليقات