رؤية العالم بعدسة تجربة المستخدم ـــ اليابان

ترجمة بتصرّف لمقال: (Seeing the (world in UX — Japan, By castlelab

ترجمة: مرام فهيم
تدقيق ومراجعة نهائية: ندى محمد



تجربة المستخدم هي لغة عالمية، وكمصممين، يجب علينا تعلم أن نكون طُلقاء بها.

موتيناشي، هو مفهوم ياباني يحدد العلاقة المثالية بين الضيف والمُضيف، يتحدث عن أهمية الصلة بين الضيافة والتصميمات الموجهة للمُستخدِم. 

مؤخرًا قمتُ بزيارة اليابان في رحلة عمل، وبالرغم من معرفتي فقط لأساسيات اللغة اليابانية التي تعلمتها من خلال مشاهدتي للأنمي، كنتُ قادرة على العيش في المدينة بدون عناء. بدايةً من استخدام دورة المياه في المطار إلى استخدام نظام مترو الأنفاق، لاحظت واختبرت الطريقة التي نُفذت بها هذه الوسائل لتحسين تجربة المستخدم في الثقافة اليابانية. في هذا المقال سأشارك الطرق التي تطبق بها اليابان التصميم البديهي وتدخله بسلاسة في الحياة اليومية للأشخاص.

ما هو التصميم الجيد؟

هل سبق لك أن رأيت أو استخدمت شيئًا ما في حياتكَ اليومية وفكرت بداخلك، “هذا المنتج قد غيّر حياتي كُليًا”؟ 

تصميمات المنتجات الرائعة توجد في كل مكانٍ حولنا، لكن نحنُ في الغالب لا نُدرك مدى روعتها لأنها ممزوجة بسلاسة داخل حياتنا اليومية. يعتبر التصميم الجيد لتجربة المستخدم شيئًا بديهيًا، لدرجة أنهُ غير مرئي. عندما يكون غير مرئي، فالأشخاص لا يُقدِّرونه كثيرًا، ولذلك فإن تلك هي وظيفتنا كمصممين لتجربة المستخدم، أن نرى القيمة في التصميمات الجيدة والسيئة، وتعلم كيفية تنفيذها عندما نصمم للمستخدمين.  

عندما حولت مسيرة عملي إلى التصميم لأول مرة، لم أعلم ما الذي عليّ تعلمه في البداية. النظام الشبكي، الطباعة، الدّقات، إرشادات الحركة، قوانين تجربة المستخدم، والقائمة تطول..

 في حين أن هذه الأساسيات مهمة للغاية، لم أشعر أنني مصممة حقيقية حتى بدأت بإدخال التفكير التصميمي في حياتي اليومية. حينها أدركت أن تجربة المستخدم موجودة في كل مكان. أرى أنه يجب على مصممين تجربة المستخدم أن ينظروا إلى أي شيء في العالم، ويكونوا قادرين على فحصه بعينٍ ناقدة.

 لهذا السبب بالإضافة إلى دراسة مبادئ وأدوات التصميم، من المهم أن ندرب أنفسنا على رؤية هذه التصميمات “غير المرئية”

يتطلب الأمر عينًا متمرسة

إذًا، كيف يمكنك تدريب نفسك على رؤية شيءٍ غير مرئي؟ 

ابدأ بتخيّل نفسك المُستخدِم. اذهب إلى هناك، استخدم المنتجات، وجربها بنفسك. بعد ذلك حلِّل ما شعرت به بناءً على نظرية التصميم العاطفي.

وفقًا لدون نورمان في التصميم العاطفي: لماذا نحب (أو نكره) الأشياء اليومية, يجب على جميع المصممين معالجة المكونات الثلاثة للتصميم العاطفي وفهم كيف تمتزج مع المشاعر والإدراك: 

التعمق، السلوكي، والانعكاس.

التصميم العميق: 

العواطف والمشاعر المباشرة التي يشعر بها المستخدمين عندما يتفاعلون مع أنواع محسوسة من الأشياء. يهدف للوصول إلى عقل المستخدمين وجذب مشاعرهم.

التصميم السلوكي:

يشار إليه في معظم الأوقات بقابلية الاستخدام. يركز على تأثيرات الأداء الوظيفي والمميزات العملية على تجربة المستخدمين للتصميم. وهذا يتضمن مشاعر البهجة، السهولة، الإحباط، المتعة…إلخ. خلال إكمال المستخدمين لمهمة ما. 

التصميم الانعكاسي:

أعلى مستوى من التصميم العاطفي، يركز على الأفكار الواعية عندما يقترب المستخدمين من أحد المنتجات. وهذا يسمح للمستخدمين باستخدام معلومات منطقية من خلال ما يحيط بنا للتأثير على القرارات والسلوكيات. من الممكن أن تستند العوامل على الصفات الظاهرية، والتجارب السابقة، وضم معاني شخصية. 

التجارب التي تسمح للمستخدمين ليكونوا مغمورين بعواطِفهم ومشاعرهم, والاستفادة من آرائهم, سلوكهم, ذكرياتهم, وتجارب الحياة, تجعل المصممين يرون بوضوح كيف ينعكس تأثير المنتج على حياتنا. 

أزرار مصعد الوصول

تعد إمكانية الوصول واحدة من أهم العوامل التي يجب مراعاتها للتصميمات. في اليابان، صادفت عدة مصاعد تمتلك مجموعتين من الأزرار. مجموعة موجودة على ارتفاع قياسي, والأخرى على ارتفاع منخفض مع ملصق ذوي الاحتياجات الخاصة، صُممت لتوفير سهولة الوصول لمستخدمي الكراسي المتحركة.

دورات المياه

العديد من دورات المياه في اليابان تمتلك خريطة في الخارج، تعرض رسم توضيحي بأنواع المراحيض بالداخل. تحتوي معظمها على طريقة برايل، مما يجعل الوصول إليها أسهل للمكفوفين. 

عند الذهاب إلى دورة المياه، هنالك مَجسَّات تُصدر بعض الأصوات غير الصاخبة حتى لا يسمع الأشخاص ما يخصك. ذُهلت لسماعي أصوات كزقزقة العصافير وبدأت أصوات تدفق المياه بالعمل خلال استخدامي لدورة المياه، والتي كانت تجربة مدهشة، مما جعلني أفكر في البيئة الثقافية خلف التصميمات.

في الثقافة اليابانية، معظم الأشخاص يعتقدون أنه من الأدب البقاء هادئًا، علاوة على ذلك، أن يسمعك الأشخاص وأنتَ في دورة المياه سيكون أمرًا محرجًا. 

نظام التنقل تحت الأنفاق

 قطار الأنفاق في طوكيو يستخدم ألوانًا تمثيلية مختلفة للإشارة إلى خطوط التنقل المختلفة، يعطي اتجاهات واضحة، حتى في المحطات المشغولة والمزدحمة. 

هنالك العديد من خطوط مترو الأنفاق في طوكيو، ومع ذلك في كل مرة شعرت بالضياع، نظرت لأرى اللافتات العلوية التي توضح اتجاهات الخطوط، بالإضافة إلى أي جانب من رصيف المحطة سيأخذك إلى وجهتك.

حقيقة أساسية

لرؤية العالم بعدسة تجربة المستخدم، ابدأ بتخيّل نفسك المستخدم. فهم العواطف المختلفة التي تؤثر في المستخدم تُمكننا نحن المصممون لإنتاج تصميمات بديهية. الذهاب إلى اليابان ورؤيتي لتجربة المستخدم بنفسي، ساعدتي في إدراك الطريقة التي تتداخل فيها التكنولوجيا، والمنتج، والتصميم، والثقافات مع بعضها البعض.

____

كريستال تشو هي مصممة منتجات مقرها تورونتو والتي قد عادت للتو من رحلتها إلى اليابان, تجدون أعمالها هنا https://www.crystalchu.me/ 

المصدر

تمت الترجمة بموافقة الموقع

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *