تعلم كيف تجهزُ طفلك لمرحلة الروضة

ترجمة: قبس الخزام
تدقيق: دره سعد
مراجعة: أسامة خان
يُعد ذهاب الطفل إلى الروضةِ للمرةِ الأولى لحظةً ينتظرها جميع الآباء، فهي مرحلة مُهمّة في حياة الأطفال. يتمتّع الطفلُ بحياةٍ آمنة مع أسرته، وعادةً ما تكون الروضة هي أول مرحلة يتواصل فيها مع الكبار وأقرانه من الأطفال لفتراتٍ طويلةٍ؛ لذا فإنّ قلق الطفل ووالديه أمرٌ طبيعيٌّ.
يجب أن يُعد الطفل ليتقبل التغييرات في عالمه الصغير عندما يبدأ مرحلة ما قبل المدرسة. وينبغي على الآباء والأمهات أن يُهيئوا أطفالهم الصغار تمامًا قبل أسابيع من اليوم المُنتظر.
تحديات تحضير الطفل لمرحلةِ ما قبلَ المدرسة
هناك العديد من التغييرات التي تحدث في حياةِ الأطفال عندما يدخلون التعليم الابتدائي أو الأولي. فهُم بحاجة للدعم العاطفي والنفسي لكي يتكيّفوا كليًّا في المدرسة. قد تكون الروضة مكانًا مخيفًا للطفل خلال الأيام الأولى، حيث أنهُ المكان الأول الذي يتواجد فيه الطفل لبعض الوقت دون أحد والديه، أو في مكانٍ جديدٍ بالنسبة له.
هناك بعض التحديات التي يواجهها الآباء عند إرسال أطفالهم الصغار المدرسة، ومنها ما يلي:
١. عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة
يمكن أن يواجه الأبوين هذه الحالة، حيث أن الطفل لا يريد الذهاب إلى المدرسة. ونحن كآباء لا يمكننا أن نستوعب تأثير العالم الخارجي على الطفل في مرحلة التعليم الأوليّ، فهي تجربة جديدة له، وهو بحاجة إلى أن يُهيئ لهذا الوضع.
٢. التكيّف مع الروتين الجديد
اعتادَ الطفل على أن يستيقظ، ويتناول الطعام، أو يأخذ قيلولة في وقتٍ مُحدد. لذا يجد صعوبةً ومشقةً في أن يتكيف مع التوقيت الجديد، وقد يُصبح بسبب ذلك مزاجيًا ومتذمرًا، كما قد يؤثر على استقراره، ويجعله لا يود أن يذهب إلى المدرسة، أو أن يستمتع بيومه في الروضة.
٣. عدم التدرب الجيد على الذهاب للحمام
في بعض الأحيان لا يُدرَّب الأطفال على الذهاب لدورة المياة (أو الحمام) جيدًا، وقد تسبب مواعيد المدرسة اضطرابًا في الروتين الذي اعتاد عليه في المنزل؛ فتحصل المواقف التي قد تُشغل الطفل أو تُحرجه.
٤. الانعزال
الطفل ليس مُعتادًا على الفصل الدراسي، لذا؛ ربما لا تكون علاقته بمعلمه جيّدة، كما قد تُقلقه مقابلة الأطفال الآخرين، خاصةً إذا كان وحيد والديه. وقد يمنع الخجل الطفل من المشاركة في الأنشطة الصفية.
كيف تتأكد بأنّ طفلك مرتاحٌ في الروضة؟
يمكن أن تكون بعض الأعراض مثل السلوك العدواني أو قلّة التواصل علامةً على عدم ارتياح طفلك في الروضة.
هناك بعض الأمور التي يستطيع الوالدان فعلها ليضمنوا استعداد طفلهما للالتحاق بالمدرسة، وهي:
١. اجعل طفلك مرتاحًا مع الروتين الجديد
الخطوة الأولى هي التأكد أنّ الطفل مرتاح. عندما تعرف المدرسة التي سيذهب إليها طفلك؛ حاول أن تتطلع على جدوله الدِّراسي. ابدأ بتدريب طفلك على أن يلتزم بأوقات النوم، والقيلولة، وتناول الطعام، وربما الذهاب إلى الحمام وفقًا للجدول الدراسي. عندما تُبعد الطفل عن روتينه المُريح، قد تصدر عنه ردة فعل سيئة.
٢. محاولة الحد من قلق الانفصال
من الأفضل أن ترافق الطفل إلى صفِّه بمُجرد أن يبدأ دوامه إلى المدرسة، وتُطمئنه بأنك ستنتظره خارج الفصل أو المدرسة. تسمح بعض الروضات للوالدين بالتواجد مع الطفل، ثم تقلل تدريجيًا من تواجدهم في الصف. وهذا قد يساعد في الحد من قلق الانفصال لدى الأطفال؛ مما يجعل الطفل في النهاية يتخذ سلوكياتٍ أقل عدوانية وتمرُدًا.
٣. عوّد طفلك على هذه الفكرة
يمكن للأبوين إخبار الطفل أنّ المدرسة هي مكان يذهب إليه جميع الأطفال، ويُشبهان ذلك بحاجة الكبار للذهاب إلى العمل.
الخاتمة:
يمكن للفتات الصغيرة والتحضير البسيط من قبل الوالدين أن تجعل تكيف الطفل مع التعليم الأوليّ أمرًا سهلًا عليه. وبهذا يتعلم الطفل كيف يستمتع بالمدرسة؛ مما يبني أسًاسا قويًا من شأنه أن يطور تعليمه.
تُعد مرحلة الروضة حجر أساس للمرحلة الابتدائية، والطفل الذي يكون سعيدًا ومُهيّئًا أثناء مرحلة التأسيس، سيُصبح أكثر نجاحًا في حياته؛ حيث أن شخصية الطفل وسلوكيّاته تتشكل خلال هذه السنوات. نحن متحمّسون أن تشاركنا في قسم التعليقات أدناه بتجاربك المُشابهة التي عشتها أنت أو أحد أصدقائك أو أقربائك أثناء إرسال أطفالكم إلى الروضة للمرة الأولى.
تمنياتنا لكم بأبوّة سعيدة.
أحدث التعليقات