مقارنة بين تنفيذ الأشياء الجديدة وتنفيذ الأشياء القديمة على نحوٍ أفضل

ترجمة بتصرّف لمقال: (Doing Old Things Better Vs. Doing Brand New Things, by Chris Dixon)

ترجمة: حوراء الصفواني
تدقيق: أنجاد الطريري
مراجعة نهائية: ندى محمد

 

تتيح التقنيات الحديثة للأنشطة التي تندرج تحت هاتين الفئتين:

1- فعل الأمور التي فعلتها مسبقًا، ولكن يمكنك الآن فعلها بطريقة أفضل لأنها أسرع وأرخص وأسهل وأعلى جودة وما إلى ذلك.

2- فعل الأمور الجديدة كليًا والتي لم يكن بإمكانك فعلها في السابق. 

تحظى الفئة الأولى بالكثير من الاهتمام في بداية تطوير التقنيات الجديدة، ولكن تأثير الثانية أكبر على العالم. يحظى تحسين طريقة فعل الأشياء القديمة بالاهتمام في وقت مبكر، لأنه من الأسهل تخيّل ما سيُبنى،

 حيث صورت الأفلام في بداياتها مثل المسرحيات -كانت تعرض بفعالية أكبر مع توزيع أفضل، إلى أن أدرك صانعو الأفلام أن الأفلام لها قواعد بصرية خاصة بها، واستغرق الأمر عقودًا قبل أن نحصل على خيارات أكثر للكهرباء -نظام بيئي غني من الأجهزة المتصلة بالشبكة- حيث وفرت الشبكة الكهربائية إضاءة أفضل من المصابيح الغازية والشموع.

كانت شبكة الويب المبكرة في الغالب عبارة عن تعديلات رقمية لأشياء ما قبل الإنترنت، مثل كتابة الرسائل والتجارة الإلكترونية باستخدام البريد. ولم يبدأ رواد الأعمال في استكشاف أفكار «الإنترنت الأصلية» مثل الشبكات الاجتماعية والتمويل الجماعي والعملات المشفرة وقواعد المعرفة الجماعية وما إلى ذلك، إلا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

 التركيز الكبير على فئة «القيام بالأشياء القديمة بشكل أفضل» هو أكثر الأخطاء شيوعًا التي يرتكبها الأشخاص عند تقييم التقنيات الجديدة. فعلى سبيل المثال: يركز الأشخاص أحيانًا على أشياء مثل المدفوعات العالمية الأرخص والأسرع عند تقييم إمكانات blockchain -دفتر حسابات عمومي يسجل المعاملات المالية في كتل ترصد كل مبلغ وتوقيته-، والتي تعتبر مهمة وضرورية لكنها البداية فقط.

الأمر الأكثر إثارة هو، الأشياء الجديدة التي لم يكن بإمكانك إنشاؤها من قبل، مثل خدمات الإنترنت التي يملكها ويديرها المستخدمون بدلًا من الشركات، مثل تطبيقات إنتاج الأعمال المصممة كخدمات ويب. 

كان الوصول إلى المنتجات الأقدم مثل  Salesforce -شركة برمجيات سحابية- أكثر سهولة وصيانتها أرخص من نظيراتها في أماكن العمل. 

تركز تطبيقات الإنتاج الحديثة مثل Google Docs – Figma – Slack -تطبيقات إنشاء بيانات-، على أشياء لم يكن بإمكانك فعلها من قبل، مثل التعاون التزامني والتكاملي مع التطبيقات الأخرى.

 يقضي روّاد الأعمال بالعادة سنواتٍ عديدة منغمسين بالتكنولوجيا الأساسية، قبل أن تتولد لديهم أفكار لمنتجات تندرج تحت فئة «أشياء جديدة تمامًا»، وغالبًا ما تظهر منتجاتهم وكأنها لعبة وغريبة وغير جادة ومكلفة وأحيانًا خطيرة ولكن مع مرور الوقت تتحسن المنتجات بشكلٍ منتظم ويتقبلها العالم تدريجيًا.

قد يستغرق تنفيذ هذه العملية عقودًا، من الواضح أننا ما زلنا في وقت مبكر في تطوير التقنيات الناشئة مثل العملات المشفرة والتعلم الإلكتروني والواقع الافتراضي، من الممكن أيضًا أننا ما زلنا في وقت مبكر في تطوير تقنيات أكثر رسوخًا مثل الأجهزة المحمولة، ومنصة الاستضافة السحابية، وشبكات التواصل الاجتماعية، وربما حتى الإنترنت نفسه. 

إذا كان الأمر كذلك، فسيستمر اختراع فئات جديدة من المنتجات المحلية المبنية على رأس هذه التقنيات في السنوات القادمة.

المصدر

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *