كيف تصبح قدوة للمراهقين

كتابة: أرشانا رامامورثي.
ترجمة: آية محمد.
تدقيق: ريم ريحان. @reemrayhan
مراجعة نهائية: ياسمين القحطاني.
يُعد الاقتداء بنموذج جيد من الأمور المهمة للمراهقين ليكبروا ويصبحوا أشخاصًا ناجحين، ولأن بعض المراهقين لا يملكون قدوة جيدة يحتذون بها في حياتهم، فإنهم قد يحتاجون إلى ناصح أو مرشد يجتاز معهم الخطوات الأولى لمرحلة البلوغ، وفي حال كنت تحمل مسؤولية توجيه المراهقين في مجتمعك، فيمكنك استخدام بعض السلوكيات الإيجابية والأسس الأخلاقية المتينة لتهديهم طريق الصواب في الحياة.
وفي هذا المقال سنقدم لك ثلاثة طرق لتوطيد علاقتك بالمراهق الذي تعرفه:
الطريقة الأولى: بناء علاقة جيدة معه
١- تعرف على صديقك المراهق من خلال الأنشطة الترفيهية: يمكنك الخروج معه لتناول الطعام، أو لعب كرة السلة، أو قضاء بعض الوقت في الحديقة، هذا من المفترض أن يكون وقتًا ممتعًا لكليكما، لذا اختر نشاطًا ترفيهيًا تحبانه.
- يمكنكم الذهاب لمشاهدة فيلم أو التوجه إلى المركز التجاري أو زيارة صالة الألعاب الترفيهية أو ركوب الدراجات والتجول حول المدينة.
٢- ابنِ ثقة المراهق بك بالالتزام بوعودك: احرص على حضور مواعيدك في الوقت المحدد، أكمل نشاطاتك التي قررت تنفيذها، أجب على رسائله في أسرع وقت ممكن، إن تأخرت عن موعدك أو اضطررت للإلغاء، حاول أن تتواصل معه في أقرب وقت ممكن.
- عليك أيضًا التأكد من أنه يعرف أنك تشاركه اهتماماته وتفي بوعودك على المدى الطويل، فإذا ظن المراهق أنك ستتخلى عنه أو ستغادر قريبًا، فمن المحتمل ألا يثق بك مرة أخرى.
٣- التزم ببرنامج ثابت: حاول أن تخرج معه بصورة منتظمة لتتمكن من تجاذب أطراف الحديث معه وتستطلع أحواله، ويُفضل مرة في الأسبوع، لكن يمكنك تغيير الأيام حسب ما يتناسب مع حاجاتكما.
- اخرجا معًا في يوم محدد من أيام الأسبوع ليسهل تذكره، على سبيل المثال، يمكنك اختيار يوم الثلاثاء بعد المدرسة كموعد ثابت للخروج معًا.
٤- دعه يختار الأنشطة بنفسه: اسأله عن الأشياء التي يستمتع بفعلها؛ لتحديد الأنشطة الترفيهية التي يمكن أن تسعده، وبمرور الوقت ستعرف الأنشطة التي يحبها، ويمكنك حينها أن تقترح عليه ما يشابهها.
- إذا كان مهتمًا بالرياضة، اذهبا معًا لتشجيع أحد الفرق الرياضية في المنطقة، وإذا كان من محبي المثلجات فيمكنك اصطحابه إلى محل المثلجات الجديد.
٥- لا تجبره على الفضفضة: إذا لم يرغب في التحدث معك في الوقت الحالي، فلا بأس بذلك، دع العلاقة بينكما تنمو نموًا طبيعيًا بدلاً من إرغامه على شيء ما تجعل العلاقة بينكما متوترة.
- قد يتطلب الأمر شهرًا (أو أكثر من ذلك) ليبدأ المراهق أن يثق بك، فلا تقلق، دعه على راحته.
الطريقة الثانية: التواصل
١- ابقَ على اتصال مستمر معه: استمرار العلاقة متوقف عليك لا على المراهق، تأكد من الحصول على رقم هاتفه أو أي وسيلة اتصال بديلة؛ للتواصل معه عند الحاجة.
- يُفضل أن تحصل على رقم هاتف والديه أو إخوته أيضًا.
٢- كن صديقًا وليس رقيبًا: ليس بالضرورة أن تكون مسؤولًا عن حياة هذا الشخص، وإنما يمكن أن تكون الشخص الذي يحدّثه عن مشاكله تمامًا مثلما يفعل مع صديقه، حاول ألا توبخه أو تقطع كلامه، ولكن قدم له النصيحة بلطف.
- حياة المراهقين مليئة بالأشخاص المتسلطين بالفعل، إذا قررت أن تكون واحدًا منهم فعلى الأرجح لن يثقوا بك كثيرًا.
٣- استمع إلى كل ما يقوله باهتمام: يمكنك الاستماع باهتمام من خلال التواصل البصري وطرح أسئلة استفسارية، وحتى إن أخبرك عن يومه في المدرسة للتو، عليك دائمًا أن تنخرط معه في الحديث وأن تنصت له باهتمام.
- على سبيل المثال، إذا أخبرك عن مدرس صارم في الصف يمكنك أن تقول: «هل تظن أنه صارم معكم لتجتهدوا في دروسكم أكثر؟».
- أو إذا أخبرك عن مشاجرة مع والدته يمكنك أن تقول: «في رأيك، لماذا غضبت كل هذا الغضب من ذلك الشيء؟».
٤- تأكد من حقيقة أفكارهم ومشاعرهم: يمر المراهقون بالعديد من العلاقات والمواقف، وقد يرغب صديقك المراهق في أن يحكي لك عما يمر به في المدرسة أو العمل أو العلاقات، أخبره أن ما يمر به أمر طبيعي، وقدم له النصيحة إذا طلب ذلك.
- على سبيل المثال، إذا كان قلقًا بشأن الاختبارات القادمة يمكنك القول: «من الطبيعي أن تكون متوترًا بسبب الاختبار، لكن تذكر أنك بذلت أقصى جهد في المذاكرة، فلا داعي للقلق».
- أو إذا كان يواجه مشكلة مع صديقه في المدرسة يمكنك القول: «إن علاقات الصداقة تمر بتقلبات كثيرة، وينزعج الجميع عند حدوث مشكلة مع أصدقائهم».
الطريقة الثالثة: تحقيق الأهداف
١- حدد أهدافًا واقعية: اجلس مع صديقك المراهق وتحدث معه عن الأشياء التي يريد أن يحققها معك، ربما يود تحسين علاماته أو تقديم طلب للالتحاق بالجامعة أو إيجاد وظيفة بدوام جزئي، دعه يعرف أنك ستفعل ما بوسعك لمساعدته في الوصول إلى أهدافه مهما كانت صغيرة.
- احرص على أن تكون الأهداف واقعية، وإذا وضع المراهق لنفسه توقعات عالية جدًا، فحاول إقناعه بأن يرى الأمور بنظرة أكثر واقعية.
٢- راجع مراجعة دورية التقدم الذي أحرزه: بعد تحديد الأهداف معه، ضع خطة لتفقد أحواله بعد ٢-٣ أشهر أو ٥-٦ أشهر، اسأله عن خططه المستقبلية، والإنجازات التي حققها حتى الآن.
- على سبيل المثال، إذا كان يريد تحسين علاماته، اسأله عن التقرير المدرسي، وكيفية أدائه في جميع فصوله الدراسية حتى الآن.
- إذا كان يرغب في الالتحاق بالجامعة، اسأله كيف تسير إجراءات التقديم والجامعة التي التحق بها.
٣- تفاءل دائمًا: حتى وإن تخلف المراهق عن مساره أو انحرف عنه، فمن المهم أن ترى الجانب المشرق في الموضوع، فإن شعرت بالإحباط أو الغضب فإن ذلك سينعكس عليه وستتغير حالته للأسوأ.
- خذ في اعتبارك أن المراهق أحيانًا يتعامل مع أشياء خارجة عن إرادته، كالحياة المضطربة داخل المنزل أو العلاقات الأسرية المتوترة.
٤- احتفل بإنجازاته: عندما ينجز أحد أهدافه حاول أن تشعره بأهمية الأمر، واخرج معه لتناول الغداء، أو نظم له حفل صغير، أو قدم له هدية تقديرًا لعمله المضنِ.
- تنظم بعض المنظمات الشبابية احتفالات خاصة لتسليط الضوء على إنجازات المراهقين أيضًا.
الموقع يسمح بترجمة ونشر واستخدام المحتوى
أحدث التعليقات