تعلم كيف تتعلم

كتابة: Anne-Laure Le Cunff
ترجمة: وفاء القحطاني
تدقيق: لمياء الغامدي
نحن نقضي العديد من السنين في المدرسة، لكن هناك مهارات عديدة تفتقدها المناهج الدراسية النموذجية منها على سبيل المثال لا الحصر التفكير النقدي، المحادثة البناء، وإدارة الأموال، والتدوين، وإدارة الوقت والرعاية الذاتية وهناك مهارة أخرى لا نقضي وقتاً كافياً في شحذها وهي تعلم كيفية التعلم.
أمر مؤسف حقًا، فهناك العديد من الأدوات العقلية المدعومة علميًا تحت تصرفنا. كيف تتعلم بسرعة وتتعلم تعلمًا أفضل وتنمو لتصبح صانعًا وقائدًا.
١- افهم كيفية عمل عقلك:
يوجد في كورسيرا دورة رائعة بعنوان تعلم كيف تتعلم تُدرسها الأستاذة باربرا أوكلي(Barbara Oakley) والأستاذ تيرينس سيجنوفسكي (Terrence Sejnowski)، تتحدث الدورة عن عِلم التعلم لتتمكن من تحسين الطريقة التي تتبعها في الدراسة والفهم واستخدام المواد الجديدة.
فعلى سبيل المثال: للدماغ وضعان الوضع المركز والوضع المنتشر، يساعدك الوضع المركز في تركيز انتباهك على مهمة واحدة محددة كقرءاة هذه المقالة أو حل تحدي الترميز، وفي الوضع المنتشر يتجول عقلك سامحًا لدماغك أن يصنع روابط جديدة من تلقاء نفسه.
لهذا السبب نجول بأفكارنا عادة أثناء الاستحمام بعد دراسة موضوع بانتباه، فنحن عادة نسترخي أثناء الاستحمام مما يساعد عقولنا على تكوين أفكار جديدة. إن النوم مهم عند محاولة إتقان موضوع جديد، فالنوم يعين أدمغتنا على تقوية الروابط الجديدة والتخلص من السموم التي تراكمت طوال النهار، كما يعيننا على الاستعداد لجلسة الدراسة التالية.
٢- تجاهل نمط تعلمك:
هناك العديد العديد من الطرق لدراسة موضوع ما، هناك الكتب، والدورات عبر الإنترنت، والبودكاست، ومعسكرات التدريب الشخصية، والمدونات والمؤتمرات، والموسوعات، وتطبيقات الهاتف والمجموعات الدراسية والإرشاد، ووفقاً لعديد من المعلمين قد يكون نمط تعلمك إما بصريًا أو سمعيًا أو لفظيًا أو ماديًا، إلى آخره.
يُعَّرف نمط التعلم بأنه “الطريقة المعقدة والظروف التي بموجبها يدرك المتعلمون إدراكًا أكثر كفاءة وفعالية، ويعالجون ويخزنون ويتذكرون ما يحاولون تعلمه.” وقد يُعَّرف بأنه “تفضيل واستعداد الفرد لإدراك المعلومات ومعالجتها بطريقة معينة أو بمجموعة من الطرق.”
يُطلق على إطار العمل الذي تم استخدامه تاريخيًا لمعرفة أسلوب التعلم الخاص بالفرد اسم ڤارك -VARK- والذي يرمز إلى التعلم المرئي أو السمعي أو القراءة /الكتابة أو التعلم الحسي، إن كنت مهتمًا يمكنك إجراء الاختبار مجانًا.
من المهم أن نذكر أنه كان هناك مؤخرًا بعض الجدل في المجتمع العلمي حول فاعلية أنماط التعلم حتى أن بعض الباحثين اطلقوا عليها اسم الخرافات العصبية.
يعتقد معظم الطلاب أن أنماط التعلم تؤثر على الأداء، إلا أن الأبحاث الحديثة تظهر أن الأدلة الداعمة لفكرة أن نتائج التعلم تكون أفضل عندما تتوافق أساليب التدريس مع أنماط تعلم الأشخاص غير كافية، بل على العكس قد تكون أنماط التعلم مؤذية، فهي تضع عقلك في وضعية جمود، مما يمنعك من تنمية المهارات الأساسية الممكن تطويرها عند الجميع.
فالمهم في النهاية هو استخدام إستراتيجيات التعلم التي تزيد من قدرتك على الاسترجاع، وتتضمن هذه الإستراتيجيات المدعومة علميًا المباعدة بين جلسات الدراسة تدريجيًا، واختبار نفسك في المادة وتعلم المحتوى بطرق مختلفة حتى تتكون لديك روابط ذات معنى.
٣- أن تبدأ
غالباً مايكون التسويف معيقاً للتقدم، لكن البدء نصف المعركة، إليك بعض التقنيات التي قد تعينك في البدء:
* تقنية بومودورو The Pomodoro Technique:
ربما سمعت بهذه التقنية من قبل ولكنها رائجة لفعاليتها، اضبط مؤقتًا ولا تقم بأي شيء سوى دراسة الموضوع الذي بين يديك وركز عليه حتى ينتهي الوقت، مؤقت بومودورو النموذجي مدته ٢٥ دقيقة واستراحة ٥ دقائق بعد نهاية الوقت.
* التقسيم: تتمثل هذه التقنية في تجزئة ما تريد تعلمه لأجزاء تناسبك، وإتقان كل جزء إلى أن تتكون الصورة الكبرى في عقلك. على سبيل المثال افحص فهرس الدورة التدريبية ثم شاهد مثالًا توضيحيًا، مثلاً شاهد مقطع فيديو لمدرس يصمم تطبيقًا، وآخر خطوة طبق، هذه الخطوة مهمة لتعزيز ماتعلمته.
* العملية مقابل المنتج: التعلم ليس مشروعٌ له بداية وانتصاف وانتهاء، عليك أن تُحب عملية التعلم، إن أردت أن تتطور بصفتك كاتبًا، أو مبرمجاً عليك بالممارسة يوميًا. من المستحيل أن تعرف كل مايتعلق بموضوع ما لكن تبنَّ المستحيل.
ثِق بالعملية وستتطور لتصبح أفضل.
أحدث التعليقات