أريد أن أقطع اتصالي بالإنترنت كما فعل “عزيز أنصاري”

ترجمة بتصرف لمقال: (I want to be like Aziz Ansari and disconnect from the (internet. By Abhimanyu Ghoshal
تدقيق: ميساء غازي
مراجعة: محبرة
في مقابلةٍ حديثةٍ مع مجلة “جي كيو” (GQ) مع “عزيز أنصاري” الممثل الكوميدي الذي اشتهر من خلال مسلسله “باركس آند ريكريشين” (الحدائق والاستجمام)، ومسلسل “ماستر اوف نون” (سيد اللا شيء).
قال أنه قطع اتصاله بشبكة الإنترنت وأغلق بريده الإلكتروني وحسابه في برنامج “الانستغرام”، كما قام بحذف محرك البحث تمامًا من جهازه الخليوي.
وقدم بعض النقاط الجيدة التي شرح فيها أنه لن يفوتك الكثير حتمًا إذا انقطعت عن جميع أخبار الإنترنت:
ما تفتأ تتفحص حساب “الانستغرام” لترى ما إذا كان يحوي صورًا جديدة، أو لتبحث عن سابقةٍ في صحيفة “النيويورك تايمز” دون اهتمامٍ جديٍّ في المحتوى، إنك تريد رؤية شيءٍ جديدٍ فحسب، لقد أدمنت هذا السلوك وفقدت السيطرة على نفسك. وبالتالي فإن السبيل الوحيد لمحاربة ذلك هو أن تخرج من المعادلة وتتخلص من كل هذه البرامج.
ما سيحدث، هو أنك ستنساها في النهاية، ولن يهمك أمرها البتة.
لم يكن “أنصاري” مخطئًا، ويبدو أننا جميعًا مهووسين بهذا المخدر الذي يحاول “أنصاري” أن ينبهنا منه وينأى به بعيدًا عنا، موقع “رِديت” يحتل المرتبة الرابعة والمفضلة لمهدري الوقت على الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية.
تحدث أيضًا عن مشكلة الاعتماد الكلي على الشبكة العنكبوتية وأجهزة الهاتف قائلًا:
عندما أغلقت متصفح هاتفي لأول مرةٍ كنت كمن يحتضر، كيف سأطلع على كل ما يجري من حولي؟ لكن معظم الهراء الذي تبحث عنه لست بحاجةٍ لمعرفته، جميع المواقع التي قرأتها أثناء ركوبك في سيارة الأجرة لم تكن تحتاج النظر إليها. من الأفضل أن تجلس على مقعدك وتسند رأسك لتسترخي ولو للحظةٍ. أريد التوقف عن ذلك السلوك عندما أعود إلى المنزل وأتصفح المواقع لمدة ساعة ونصف، أتأكد إذا كان هناك شيئًا جديدًا، وقراءة كتابٍ بدلًا من ذلك. لقد بدأت بذلك فعلًا منذ شهرين ونجحت. أقرأ ثلاثة كتبٍ حاليًا على سبيل المثال.
إنني أعاني أحيانًا مثلي مثل أي شخصٍ مدمنٍ على الشاشة، يمكنني أن أتخيل ذلك. عندما يحتاج جسمي للاسترخاء بعد أن أنهي عملي من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً، يتوق عقلي للمعلومات عديمة الفائدة، وتتحرك ذراعي لتلتقط الهاتف، بينما يبدأ إصبعي بالتمرير والضغط على الشاشة لاختيار البرامج المهدرة للوقت، مثل: موقع “رِديت” ،و”امغور”،و”الانستغرام:.
ويتكرر هذا المشهد كذلك في كل مرةٍ أستيقظ بها مجبرًا بعينٍ واحدةٍ على أصوات قطط ضالة تتعارك بالقرب من شقتي، لأختطف هاتفي مجددًا وأتصفح قليلًا علّني أخلد للنوم في نهاية الأمر، بينما يمكنني العودة للنوم بدون تصفح.
تلك المواقع لا تهدر وقتي فحسب؛ بل كل التغريدات والتحديثات التي أقرأها على “تويتر” و”فيس بوك” تتسبب لي بالعصبية والانزعاج، وهذا شيءٌ يمكنني تفاديه بتقليل الكثير منه في حياتي.
لقد نشأت وأنا أستخدم الانترنت وأنا ممتنٌ لجميع الأبواب التي فُتحت أمامي. لكنني أشعر الآن كأنني بحاجة إلى الابتعاد أكثر قدر المستطاع إذا أمكن.
كما يبدو أن إدمان الشاشة والتعلق بها غدى مشكلةً متناميةً وأثر على الجميع حول العالم حتى أن آثاره تجاوزت ذلك لتسبب فقدان التركيز وأضرارًا عصبيةً في أدمغة الأطفال. قد يبدو أمرًا لامفر منه الآن، بالنظر إلى أن معظم التطبيقات مصممةٌ لنستخدمها أطول فترةٍ ممكنةٍ والعودة إليها كلما كان ذلك ممكنًا.
لا شك أن “الويب” هو المكان الأروع لاستكشاف كل جديد، لكنه في الوقت نفسه سيثقلك بمعلوماتٍ تنقض كاهلك.
كنت قد كتبت خلال العامين المنصرمين عن استغلال الويب في تطبيقات القراءة وفي تطبيقات الوسائط السريعة (وفشلت)، لكن ما تزال كمية المعلومات والأخبار تعيد لك ذات الشعور بأنك غارقٌ في مسائل متشبعةٍ.
وكنت قد بدأت بدايةً بسيطةً حينما قررت في الأسبوعين الماضيين أن أغلق تنبيهات/ إشعارات جميع برامج التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني كخطوةٍ أولى لإيقاف إزعاج “الويب”. (دون إقفال خاصية المراسلة واستقبال الرسائل).
لقد بتُ أكثر هدوءًا وأقل تشتتًا وقلقًا بعد ذلك؛ في بداية الأمر شعرت أن ذلك غريبًا لكن فيما بعد تحررت من عبودية التطبيقات التي قيدت حياتي. أعتقد أنه نفس السبب لكون الساعات الذكية التقليدية بلهاء.
وأتصور أن هناك طرقٌ أخرى لمعالجة مشكلة إدمان الشاشة والانترنت إحداها استغلال وقت الفراغ بأنشطةٍ لا تعتمد على أي جهازٍ متصلٍ بالانترنت وبالتالي ستُكسر هذه العادة شيئًا فشيئًا.
وجد “عزيز أنصاري” ضالته في قراءة الكتب وهي في متناول الجميع؛ كما أنه فكر أيضًا بتعلم مهارة جديد وصنع علبٍ وشرائط من الجلد والخشب لمجموعة ساعاتي الصغيرة.
إنها ليست وصفةً طبيةً بلا شك، لكن ما الضير في تجربتها؟ تحقق مرةً أخرى خلال الأسابيع القادمة لتعرف إلى أي مدًى قد نجعت تكتيكاتي.
أحدث التعليقات