العمل عن بُعد من المنظور الصحي

مصدر الصورة:(Unsplash, @lucabravo)

كتابة: منة الله فكري
مراجعة: فريق عُلّمنا

بعد اجتياح فيروس كورونا للعالم وفرض العديد من الدول لحظر التجول، وعدم قدرة الكثير على العمل من مقار شركاتهم للحفاظ على التباعد الاجتماعي، بدأت الأنظار تلتفت إلى العمل عن بُعد وبعدما كان هذا العمل مخصص لقطاعات معينة مثل الشركات الناشئة الحرة أصبح معظمنا يعمل عن بُعد.  بل أصبح الكثير الآن يعدِد جوانبه الإيجابية والسلبية من المنظور الاقتصادي، وبالفعل اعتمدت الكثير من الشركات والحكومات حول العالم  هذا الأسلوب في العمل ولكن ماذا عن المنظور الصحي؟

لذا دعنا اليوم عزيزي القارئ نستعرض الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية وكيفية التغلب على تلك الجوانب السلبية  للعمل عن بعد من المنظور الصحي.

الجوانب الإيجابية 

بيئة نظيفة وأكثر صحة 

 يحافظ العمل عن بُعد على البيئة من التلوث، إذ يقل استخدام السيارات، وبالتالي تقل العوادم والانبعاثات الحرارية مما يقلل تلوث الهواء.  ويقلل ذلك استخدام الورق الذي يُصنع من الأشجار؛ وذلك يؤدي إلى الحفاظ على الغابات، وأيضًا يوفر الوقت لمحبي الزراعة لتشجير أسطح المنازل وزراعة بعض النباتات في الشرفات. كل ذلك يقلل الاحتباس الحراري ونسبة غاز ثاني أكسيد الكربون مما يخلق بيئة أكثر صحة.

قضاء وقت أكبر مع العائلة ومع من نحب 

يضطر الكثير من الأمهات إلى جلب الجليسات لرعاية أبنائهن أثناء أوقات العمل، ويوجد أيضًا الكثير من العائلات تشكو عدم وجود الآباء وعدم معرفتهم بأبنائهم جيداً؛ فخلق ذلك فجوة كبيرة بين أفراد العائلة. 

ووجدنا أنفسنا نواجه الكثير من الأمراض الأخلاقية والنفسية في المجتمع. أما عند العمل عن بُعد ووجود أفراد العائلة في المنزل وقربهم من بعضهم البعض؛ يخلق ذلك بيئة من الحب والتفاهم مما ينعكس على الصحة النفسية والجسدية لكل العائلة.

تقليل الوزن والحصول على القوام المثالي 

كما نعلم جميعًا أن تقليل الوزن يحمي من الكثير من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم،  والإصابة بأمراض القلب،  والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول.

وتستطيع تحقيق ذلك عن طريق:

  • توفر الوقت لممارسة الرياضات المختلفة التي تحبها، والذهاب إلى الصالات الرياضية.
  •  يُمكّنك عدم قضاء وقت كبير خارج المنزل للعمل من اتباع الحميات الغذائية المختلفة وتناول الأطعمة الصحية. 

تحسن الصحة النفسية 

قد يُسهم العمل عن بُعد في تحسن الحالة النفسية بشكل كبير، وذلك من خلال:

  • البُعد عن تسلط بعض المديرين والزملاء في العمل. 
  • يقلل عدم التنقل من وإلى العمل من التوتر ويجعل جسدك أكثر راحة.
  • يسمح لك بالسفر وقضاء وقت ممتع مع من تحب، والاسترخاء دون الحاجة لانتظار العطلات الأسبوعية أو السنوية.
  • يساعد الكثير على الموازنة بين العمل وشئون العائلة إذ يمكنك قضاء وقت أكبر معهم.
  •  قد يسمح بتوفير نقود التنقلات بتحقيق بعض الأحلام التي تحتاج إلى مال؛ مما ينعكس إيجابياً على الصحة النفسية.

الجوانب السلبية وكيفية التغلب عليها 

على الرغم من تعدد الجوانب الإيجابية الصحية للعمل عن بُعد إلا أن هناك بعض السلبيات ولكن يمكنك التغلب عليها بسهولة. 

آلام الظهر والرقبة 

 قد يتسبب العمل عن بُعد من خلال الأجهزة الإلكترونية في إصابة الكثير بآلام الظهر والرقبة، وتفاقم هذه المشكلة عند من يعانون أمراض جهاز الهيكل العظمي مثل الانزلاق الغضروفي. 

وذلك بسبب الجلوس بوضع خاطئ مثل الجلوس على الفراش أو الجلوس لفترات طويلة في نفس الوضع. 

ويمكنك التغلب على ذلك من خلال:

  •  اختيار مكتب أو طاولة مناسبة للعمل واختيار مقعد مريح له مسند للظهر. 
  • الجلوس في وضع صحيح وجعل شاشة الكمبيوتر قريبة منك والجلوس بوضع قائم (زاوية 90 درجة) 
  • أخذ راحة كل ساعة في أثناء ساعات العمل، والحرص على الحركة في هذا الوقت.

مشاكل العين  

قد ينتج عن العمل عن بعد مشاكل بالعين مثل الرؤية الضبابية وإجهاد العين،  وذلك يؤدي إلى الشعور بالصداع الدائم. 

ولكن يمكن تجنب ذلك عن طريق:

  • وضع جهاز الكمبيوتر بحيث يكون تحت مستوى العين بزاوية من 15 إلى 20 درجة.
  • الاستعانة بنظارات واقية من الأشعة الزرقاء (هي الأشعة المنبعثة من شاشة الكمبيوتر، وتؤثرسلبًا على  شبكية العين).
  • عدم ارتداء العدسات اللاصقة في الأوقات التي تعمل بها للحفاظ على تهوية العين.
  • استعمال القطرات المرطبة للحفاظ على العين من الجفاف مثل القطرات البديلة للدموع، والدموع الصناعية.

 الاكتئاب 

قد يؤثر عدم الذهاب لمقر العمل والتعامل مع زملاء العمل سلبيًا على البعض. فقد يشعرون بالوحدة والعزلة، وعدم الموازنة بين العمل والحياة الشخصية، وقضاء معظم الوقت في العمل. وأيضاً عدم التركيز وكثرة مصادر التشتت حوله مثل الأطفال والحيوانات الأليفة، كل ذلك يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب.

ولكن يمكن حل تلك المشاكل بعدة طرق وهي:

  • الاتصال الدائم بزملاء العمل ومقابلتهم خارج مقر العمل. 
  • تحديد ساعات معينة للعمل للمحافظة على توازن الحياة. 
  • تحديد مكان مناسب للعمل في المنزل يشبه المكتب للمساعدة على التركيز. 

وأخيراً عزيزي القارئ سواء كنت تعمل عن بُعد أو من مقر إحدى الشركات يجب أن توازن بين العمل وحياتك الشخصية. ويجب أيضًا أن تعمل على إيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي يسببها العمل لك، ولاتدع العمل يسرق كل وقتك. فقد خلقت لتعمل وتستمتع بوقتك.

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *