العمل الحر أكثر من مجرد عرض ترويجي إنه عمل تجاري 

ترجمة بتصرّف لمقال: (Freelancing is more than a pitch. It’s a business, By Molly McCluskey).

بقلم: مولي مكلوسكي*
ترجمة : ربا الفايز 
تدقيق: ندى محمد

 

إن التحول إلى صحفي مستقل متفرغ يتطلب عقلية مالك أعمال صغير. إليك 5 أشياء مهمة يجب أن تفكر فيها قبل أن تبدأ:

لطالما عرفت أنني أريد أن أكون صحفية مستقلة، بينما كان زملائي في الفصل يبحثون عن تدريبات داخلية ويحلمون بغرف أخبار كبيرة في المدن في جميع أنحاء البلاد ،كُنت أبحث كثيرًا في المجلات وأقرأ السيّر لأرى أي الأقسام التي كتبها المستقلون والتي كانت لدى المحررين فيها سمعة كونهم كريمين مع الصحفيين الناشئين، وخلق أكوام من العناوين الذاتية والظروف المختومة التي كانت في تلك الأيام لإرسال المقاطع الخاصة بي بالبريد التي تتألف في الغالب من مقالاتي في جريدة الطالب وتقديم القراء أحيانًا إلى جريدتي المحلية.

على مر السنين كان لدي العديد من الناس الذين يتواصلون معي للمشورة بشأن العمل الحر، وكان بعضهم صحفيين ينتقلون من وظائف الموظفين ويملكون بالفعل الأوراق المعتمدة اللازمة للقيام بهذه الخطوة، وهناك أشخاص آخرون لم يعملوا بشكل مستقل في وسائط الإعلام أو في أماكن أخرى.

وفي إحدى الحالات الملحوظة تواصل أحد المعارف نيابة عن صديقه الذي أفلس ستديو التايكوندو الخاص به للتو وكان: “يبحث عن طريقة سريعة وسهلة لإعالة أسرته” إنه يعتقد أن الكتابة المستقلة هي طريقة للقيام بذلك وقد أظهر عدم استعداده الكامل للقفز إلى الميدان.

على مدى العقد الماضي،  أعلت نفسي  بصفتي صحفية مستقلة متفرغة بدون صندوق استئماني أو زوج غني،  ومرة أخرى شاهدت الصحفيين الموهوبين الذين تصوروا العمل كمستقلين كوسيلة لممارسة الصحافة دون قيود الشركات، يعودون إلى غرف الأخبار التقليدية.

لقد شاهدت المنظمات الصحفية والمنشورات والمؤتمرات، تستضيف ورش عمل أو تكتب مقالات حول العمل الحر تبدأ وتنتهي بـ “الوصول إلى العرض التقديمي المثالي” ، وغالبًا ما يتم تدريسها من قبل المحررين الذين لم يعملوا أبدًا بشكل مستقل.

وقد أخبرت أي شخص يريد أن يستمع وكثير ممن لن يستمعوا: العمل الحر هو أكثر من مجرد عرض ترويجيّ، إنه عمل تجاري.

أن تكون صحفي جيد ليس مثل أن تكون مستقل جيد

الفرق بين كونك صحفي وكونك صحفي مستقل مثل الفرق بين القيام بالضرائب على الإنترنت وفتح شركة محاسبة، إنه الفرق بين أخذ رحلة طيران وإدارة شركة طيران، أو بين صنع أفضل كعكة في العالم في مطبخك والبدء بمشروع عربة طعام.

نعم أنا صحفية ومحررة ولكي أفعل ذلك على أساس مستقل فأنا أيضًا مندوبة مبيعات ومخططة إستراتيجية، وخبيرة اتصالات ومديرة منح ومكافآت. ذات مرة حصل تبديل في المحاسبين في أحد العملاء مما أدى إلى التباس في ما إذا كان قد تم الدفع لي أم لا (في الحقيقة لم يُدفع لي)، أحضرت صندوق من البسكويت للمكتب وقدمت نفسي للمحاسب الجديد ورفضت أن أغادر حتى قطع لي شيكًا وقد فعل ذلك. 

بعد سنوات من الأعمال اليومية والعمل المستقل على الجانب الآخر، عندما كنت مستعدةً لأخذ هذه الخطوة؛ قضيت سنة للانتقال للعمل كمستقلة بدوام كامل، معظم ذلك الوقت كنت أبني العلاقات والعقود والوثائق اللازمة للقيام بذلك.

ورغم أن هذا صعب بشكل لا يصدق، فأنا أستمتع بإدارة عملي الخاص وهو أمر مُسعد لأن الجانب التجاري من العمل المستقل يقوم على أساس التفرغ و يتطلب أكثر من كوني صحافيةً ومحررة. 

العمل الحر أكثر من مجرد عرض ترويجيّ إنه عمل تجاري.

لأنني كنت أعرف أنني أريد أن أكون مستقلة، فقد كرست الكثير من الوقت إن لم يكن أكثر لتعلم الأعمال التجارية في المجال الحُر كما فعلت لتعلم كيف أصبح صحافية. كانت شهادتي في الأدب والاتصالات الإنجليزية مفيدة ولكن أغلب الدروس العملية كان لابد وأن تكون تعُلماً ذاتيًا، وحتى بين أصدقائي الذين ارتادوا كلية الصحافة، صياغة رسائل استفسارات التحرير، تقديم طلب منحة، وملاحقة المدفوعات المتأخرة، ليست تلك المهارات التي يتم تعليمها عادةً، فهذه مهارات يمكن أن تتعلمها أثناء العمل ولكنها تتمتع بمنحنى تعليمي حاد، وسوف تستغرق وقت خارج عن عمل الصحافة نفسها.

وفي مقالتي عن كيفية تأثير كورونا١٩ على المستقلين أشرت إلى عدة حالات والمقالة لم تتحقق أبدا.

قمت بسحب المقالات من النشر لأن التعديلات جعلتها غير دقيقة وفي حالة واحدة ملحوظة كان ذلك عدم احترام للمصدر.

كُنت سأصبح  مُشردة لو كنت أعتمد على نشر تلك المقالات فقط لأحصل على قوت يومي بدلاً من ذلك بنيت مصادر أربَاح متنوعة تشمل: المقالات من العمل الحر، وإلقاء المحاضرات، والاتفاق على عقود أعمال وأكثر.

لا تستقيل من عملك اليومي 

إذا كنت تعمل بشكل منتظم الآن، سواء في وظيفة إعلامية أم لا.  قطعًا لا تستقيل من عملك اليومية تحت أي ظروف.

في ذروة الركود الأخير، تركت وظيفة مكتبي المستقرة مع مزايا لأصبح مستقلة بدوام كامل وذاك خطأ! ورغم أنه من المستحيل أن أجزم بما لاشك فيه، أن سنة أخرى في تلك الوظيفة مع الاستمرار في العمل المستقل بدوام جزئي كان سيساعدني بشكل كبير.

ونظرًا للظروف الاقتصادية الراهنة، أي شخص يستقيل برغبته عن وظيفة بدوام كامل للقيام بالمحاولة المحفوفة بالمخاطر للبدء بعمل مستقل من الصفر، فإنه من الأفضل حقًا قضاء المزيد من الوقت والبحث في الاستعداد للقيام بذلك. 

إذا تم الاستغناء عنك مؤخرًا، قدِّم أكبر عدد ممكن من الطلبات للوظائف بقدر ماتستطيع،  حتى إذا  لم يتم تعيينك، ستكون في قائمة الانتظار عندما يبدأونَ التوظيف لاحقًا. تقدم بطلب للعمل في الشركات بشكل مؤقت، أو يمكنك أن تصبح سائق توصيل الطلبات أو أي نوع من العمل يمكنك فعله.

إذا كنت جديدًا في العمل الحر. فالواقع المحزن، أنه بدون وسائل دعم أخرى سيكون من الصعب جدًا بناء عمل مربح بدعم ذاتي.

بعد نشر مقالتي عن فيروس كورونا المستجد، كتب لي الكثير من الناس وشاركوني إحباطاتهم مع العمل الحُر، لكن الأمر المقلق أكثر هم الناس الذين كتبوا لي لطلب نصيحتي للبدء في أعمالهم المستقلة حتى أن أحدهم أرادَ ترك وظيفته للقيَام بذلك!

ولكن سرعان ما فهمت في مراسلاتنا أنه كان من الواضح أنهم لم يكونوا مستعدين. لماذا؟

لأنهم لم يكن لديهم الفهم الكافي للمبادئ الأساسية للعمل الحر، بدءً كيفية كتابة رسالة استعلام إلى كيفية إنشاء خطة العمل إلى فهم السوق الحالي إلى مقدار العمل الذي يجب القيام به في الموضوع قبل الحصول على مهمة بالفعل، والأهم من ذلك أنهم لم يفكروا في خط سير أعمالهم.

بناء خطة سير العمل 

واحدة من أكبر إحباطاتي كشخص يعمل بشكل مستقل، وأحد أكبر الصدمات للأشخاص الذين يدخلون للتو في صناعة العمل الحر هي ببساطة المدة التي يستغرقها كل شيء من الفكرة إلى الدفع للموضوع وهو ما قد يستغرق سنوات بالمعنى الحرفي للكلمة، حتى أقصر المهام مع الوسائل التي تدفع في الوقت المحدد، يمكن أن تستغرق عادةً دورة مدتها شهران.

وعلى مر السنين قمت بتوحيد سير عملي في خطة، لقد تطلب الأمر قدرًا لا بأس به من التغيير والتبديل في الأشهر القليلة الماضية، واضطررت إلى تحديث خططي الإستراتيجية بانتظام حيث يبدو العمل وصناعتنا أكثر غموضًا.

ولكن في الأوقات العادية يحدث شيئاً كالتالي: 

البحث ← العرض التقديمي ← (خطوة المتابعة حسب الحاجة) ← العرض في مكان آخر ← (التكرار حسب الحاجة) ← الحصول على مهمة ← التفاوض على العقد ← إرسال المهمة ← انتظر المحررين ← إجراء التعديلات ← (التكرار حسب الحاجة) ← نشر ← القيام بالتواصل الاجتماعي ← فاتورة ← احصل على أموال.

المهم بالطبع هو أن تكون هناك مشاريع متعددة تتحرك على طول هذه العملية وفي أي وقت، بحيث يتم دائمًا طرح شيء ما أو كتابته دائمًا أو الدفع أو انتظاره.

لقد استغرقت عامًا لبدء ملء خطة سير العمل هذه بمشاريع مختلفة وكانت في مراحل مختلفة عندما تركت وظيفتي اليومية. (واضطررت إلى الحصول على عقود عمل يومية مختلفة على مر السنين حيث تراجعت مشاريع العمل الحر وتدفقها).

ابدأ بألأشيَاء الصغيرة 

إذا وجدت أن لديك بعض الوقت أو كنت عالقًا في وظيفة تكرهها، وتحلم بيوم قد تتحرر فيه فقم بتوجيه هذه الطاقة إلى إنشاء الموارد لعملك المستقل عندما يحين الوقت. قم ببناء محفظة مهنية في موقع مجاني مثل Contently، اقرأ أحد الكتب الأصلية لليزا كولير كول مثل كيفية كتابة رسائل استعلام لا تُقاوم. 

تجنب أي كتب تحتوي على عناوين تتضمن “سهل” أو “سريع”، أو تعد بقدر كبير من الدخل في فترة زمنية محددة، لقد ولت تلك الأيام!

انضم إلى مجتمعات المستقلين عبر الإنترنت، تابع حلقات بودكاست عن العمل الحر، وتابع المستقلين الناجحين على تويتر لمعرفة من يكتبون من أجلهم وكيف يديرون أعمالهم، احصل على دورات مجانية على الإنترنت مصممة للشركات الناشئة وأصحاب الأعمال الصغيرة ومندوبي المبيعات، وعندما تشعر أنك مستعد، أو خذ هذه القفزة.

____

* مولي مكلوسكي هي مراسلة أجنبية مستقلة وصحافية استقصائية حائزة على جوائز ، ظهرت أعمالها في The Atlantic و The Washington Post و National Geographic و Rolling Stone وغيرها الكثير.

المصدر

أحدث المقالات
أحدث التعليقات
الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *