حقيقة الخوف والمشاعر

الكاتب: ريتشارد ب. جولسون
ترجمة: روان محمد حافظ ___rwan
تدقيق ومراجعة: سلمى عبدالله @salma1abdullah
المراجعة النهائية: أسامة خان @QalamOsamah
يميلُ معظم المكتئبين إلى رؤيةِ الحياةِ من «عدسةٍ سوداء» وهم عرضة للتنبؤات والمعتقدات المهلكة، وهناك أيضًا سببٌ آخر يجعل الناس قلقين وربما متشائمين؛ لاعتقادهم أن القلقَ وتوقع أسوأ النتائج سيُهيئهم في حال تحقق توقعاتهم السلبية.
في مقال سابق بعنوان (رؤية القلق) أشرتُ إلى أن الناس عندما يتوقعون السلبية لتهيئة أنفسِهم لحدثٍ سلبي فإن ما يحدث فعلًا هو أنهم يجعلون أنفسَهم بائسين وأقلّ استعدادًا للأذى والإحباط وليس كما تُصوّر لهم أنفسهم بأنهم وجدوا طريقًا للتفاؤل، في الواقع ربما كان بإمكانهم أن يكونوا أفضل حالًا لعلمِنا بأن التفاؤل -على عكس النظرة المعتادة- مرتبطٌ بالرفاهية العامة والصحة العقلية بشكلٍ أفضل.
تكمن المشكلة الأساسية في التعامل مع التنبؤات المخيفة والمُقلِقة كما لو أنها حقائق حدثت بالفعل، ومن ثمّ التصرف بناءً على هذا الوهم.
توضّح تجربة عمليّة سابقة هذه النظرة: لندا مدرّسة للمرحلة الابتدائية عاطلة عن العمل، طُلب منها تجربة وظيفة جديدة بحيث تنوب عن المعلم الذي كان في إجازةٍ مَرَضيّة لمدة أسبوعين، مع اعتقادها بأنها قامت بعملٍ جيّد على نحوٍ مُرضٍ، إلا أنها أعربت بيقين أنها لن تحصل على الوظيفة: «أعلم أنني لم أنل على استحسانهم، كما أعلم أنني لن أحصلَ على هذه الوظيفة، هذا ما أعلمه على وجه اليقين».
للأسف لندا وجدت طريقةً تغذّي بها تشاؤمها، حيث قالوا لها بأنهم سيعاودون الاتصال بها خلال أسبوعين أو عشرة أيام، إلّا أنها بحلول اليوم الثالث كانت مقتنعةً بشدة: «لو كانوا حقًا راغبين بتوظيفي سيتصلون بي على الفور ولن ينتظروا كل هذا الوقت»، عاملت مخاوفها كحقيقة وبالتالي تعاملت مع الأمور كما لو أنها رُفضت بالفعل.
اكتشفتُ في جلسة ثانوية بأنها كانت بطيئةً في تقديم المعلومات الإضافية التي طلبتها المدرسة ونسيت تمامًا رسالة الشكر التي وعدت نفسها بإرسالها! هذا مثالٌ واضح للتصرف كأنما لم يعد يهمّ ما فعلت أو لم تفعل طالما تعتقد بأنها قد رُفضت بالفعل. سُعِدت جدًا عندما حصلت على الوظيفة بعد أربعة عشر يومًا؛ ليس لأنها كانت بحاجتها لتعيل عائلتها وحسب، بل لأنه كان أيضًا درسًا قويًا لها في الحياة لتتعلّم الكثير عن نفسها وميولها الانهزاميّة.
بالتأكيد سواء كنتَ متفائلًا أو متشائمًا بالفطرة فمن الضروري الحفاظ على منظورك الخاص في ظل الظروف الصعبة وفصل خوفك ومعتقداتك عن الواقع المفترض بحيث لا تتصرف بطرقٍ تهزم ذاتك وتدمّرها بشكلٍ أسوأ.
تمت الترجمة والنشر بإذن من الكاتب
أحدث التعليقات